اسلاميات

الفرق بين القضاء و القدر

القضاء والقدر، يعتبر الإيمان بالقضاء خيره وشره هو ركن هام من أركان الإيمان وبدونه لا يكتمل الإيمان، حيث يكون إيمان المسلم غير كامل ما دام لم يؤمن بقضاء الله، وقد اختلف العلماء في وجود فرق بين القضاء والقدر، حيث قال البعض لا يوجد اختلاف بين الإثنين، لكن الفريق الأكبر وضحوا الاختلاف بينهم، حيث أن القضاء هو حكم الله تعالى بالأمر عندما يقع، بينما القدر هو تقدير الله تعالى للأمور في قديم الأزل قد يحدث وقد لا يحد.

جدول المحتويات

معنى القضاء والقدر

: إذا أراد الله حدوث شيء معين في وقت محدد، فإن ذلك هو القدر، وعند حدوث ذلك الشيء في الوقت المحدد يسمى القضاء، وهذا هو الفرق بين القدر والقضاء، فإذا لم يحدث فهو قدر، وإذا حدث فهو قضاء.

الإيمان بالقدر وأهميته في الدين 
كما ذكرنا فإن الإيمان بالقدر هو من أركان الإيمان، فقد ذكر الله تعالى القدر في القرآن قال تعالى ” وكان أمر الله قدراً مقدوراً “، حيث سأل جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم  ، فسأله جبريل عن الإيمان فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ” أن الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته ورسله و اليوم الأخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ” .

ومن أهمية الإيمان بالقدر
يؤمن المؤمن بأن جميع الأحداث التي تحدث في الكون هي بحكمة من الله عز وجل.
بالاقتراب الإنسان من الله عز وجل، يتوكل عليه في جميع أمور حياته، إذ أنه سبحانه من يدبر أمور حياتنا ويختار الأفضل دائمًا بحكمته.
الإيمان بالقدر يجعل الإنسان على ثقة بأن كل مصيبة أو بلاء هو قضاء من قبل الله عز وجل، ويستسلم له ويرضى بقضائه.

مراتب الإيمان بالقضاء و القدر

يعتبر الإيمان ركن من أركان الإيمان ومراتب الإيمان نوضحها فيما يلي:

المرتبة الأولى : يؤمن الإنسان بأن علم الله يشمل كل شيء بلا استثناء، سواء كان موجودا الآن أو سيحدث في المستقبل، ويعلم الله تعالى بما لو كان موجودا حتى لو كان غير متوقع. وقد قال الله عز وجل: {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما}.

المرتبة الثانية : يؤمن المؤمنون بأن الله عز وجل قد كتب مقادير كل شيء، بدءا من الأزل وحتى النهاية، وقد تحدث الله تعالى عن ذلك قائلا: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}، وفي الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كتبت مقادير الخلائق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة).

المرتبة الثالثة : المرتبة الثالثة: الإيمان بقدرة الله الشاملة ومشيئته النافذة، فكل ما يشاء الله يحدث وما لا يشاء لا يحدث. وقال تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين

المرتبة الرابعة و الأخيرة : الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو المخلوق الوحيد والفرد الصمد الذي أنشأ كل شيء، وأن كل ما عداه هو مخلوق، ويقول تعالى: `الله خالق كل شيء`

الإيمان بقضاء الله وقدره هو من الأمور الهامة والرئيسية، ومنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يوم القيامة، وليس هناك اختلاف في هذا الأمر، فالإيمان بقدر الله وأنه هو الذي قدر كل شيء لحكمته العليا هو الأساس.

هل الدعاء يغير القدر

هناك آراء تؤيد أن الدعاء يمكن أن يرد ويمنع القضاء، لأن الدعاء والقضاء هما قضاء الله، والله يعلم أن العبد سيدعوه، وأنه سيغير القدر بقدر آخر. لذلك، الله عز وجل يسهل للعبد الدعاء في هذا الوقت ليمنع عنه القدر الحالي ويحل محله بقدر آخر.

قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: `ما من مسلمٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلا أعطاهُ الله بها إحدى ثلاثٍ: إمَّا أن يعجِّل له دعوتَه، وإما أن يدخِّرها له في الآخرةِ، وإما أن يصرفَ عنه من السوءِ مثلَها`. قالوا: إذًا نكثرُ. قال: `اللهُ أكثرُ`. رواه الترمذي وأحمد.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: يرى بعض العلماء أن الدعاء والقضاء سيظلان معالجين بين السماء والأرض حتى يوم القيامة

و رأي الأخرى: انه لا يتبدل ولا يتغير(دليلهم ) لان الله تعالى قال(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحديد / 22 ؛

وبحسب قول النبي صلى الله عليه وسلم: `رُفِعَتِ الْأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف`، كما رواه الترمذي.

وأكدوا أن الكتابة في اللوح المحفوظ لا تتغير ولا تتبدل، ويتغير النوع فقط بأيدي الملائكة وأطلعهم الله عليه.

هناك خلاف بين الناس حول ما إذا كان الدعاء يؤثر على القدر أو لا، ولكن الله عز وجل قال في كتابه العزيز: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (سورة البقرة).

وعن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)) “مسند الامام أحمد “ .

الرأي السائد بين معظم العلماء هو أن الدعاء يؤثر في تغيير القدر، أي أنه من الممكن أن يتغير قدر الإنسان في الزمان أو المكان عندما يدعو الله. فعندما يدعو الشخص في وقت يكون فيه الدعاء مستجابا، يمكن لله أن يزيل البلاء عنه أو يمنع وقوع بلاء كان سيحدث لولا الدعاء. لذا، زيادة الدعاء مهمة، فإن الله كريم ولا يرد دعاء المتوجه إليه، وإنه سبحانه وتعالى يحب العبد الذي يلح في دعائه. فقط ادع وكن واثقا من الاستجابة، وسيمنحك الله من فضله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى