الفرق بين العقلية الثابتة والعقلية المتنامية
إذا كان خيالك محدود” يعني أنه إذا كانت قدرة تخيلك محدودة، فإن ما تستحقه بالتأكيد هو هذا الخيال المحدود. ينصح خبراء التنمية الشخصية بأن يفعل الشخص ما يحب وأن لا يتوقف حتى يحقق ذلك. يجب أن يعمل الإنسان بجد وأن يترك خياله يتجاوز الحدود وأن لا يضع حدودا لطموحه. هذه النصيحة تستند إلى النظريات النفسية الحديثة ودراساتها حول أنواع الشخصيات، وتوضح تأثير اعتقاداتنا عن أنفسنا على سلوكنا وقدرتنا على النجاح .
رؤية الإنسان لذاته أساس النجاح
معتقدات الإنسان بنفسه في العقل الباطن والواعي تشكل طريقة تفكيره وتؤثر على حياته بشكل كامل. ومن بين هذه المعتقدات الأهم هي كيفية رؤية الأفراد لشخصياتهم. من خلال دراسة العقليات الثابتة التي تعتبر الذكاء شيئا ثابتا غير قابل للتطوير والعقليات المتنامية التي ترى العكس، أظهرت الدراسات أن النظرة الشخصية للذات تؤثر بشكل عميق على طريقة إدارة الشخص لحياته، وتحدد ما إذا كان بإمكان الشخص تحقيق ما يرغب فيه في المستقبل وإنجاز الأشياء التي يسعى لتحقيقها. كيف يمكن لمعتقد بسيط أن يغير مسار حياة الإنسان بهذه الطريقة
العقلية الثابتة ورؤية أصحابها للنجاح
فأصحاب العقلية الثابتة يرون أن الذكاء و القدرة الإبداعية لدى الأشخاص ،هى هبات ثابتة ولا يمكن تنميتها أو تطويرها بأي شكل من الأشكال ،وأن النجاح هو تأكيد على هذا الذكاء الموروث ، فيرى أن السعي الدؤب للنجاح دائما وتجنب الفشل هو سمة من سمات الأذكياء .
يؤمن الأشخاص أصحاب العقلية الثابتة بأن قدراتهم منحوتة مثل الصخور ولا يمكن تغييرها ،وذلك يتطلب من الإنسان أن يثبت نفسه دائماَ وأبداً ،فإذا كان الإنسان يتمتع بنسبة محدودة من الذكاء والكاريزما والأخلاقيات الشخصية ،فإنه يسعى دائما ليثبت أنه يحظى بنسبة عالية من هذه السمات الشخصية ،فلا يمكن لهذا النوع تقبل الشعور بالنقص أو أن قدراتهم محدودة في إحدى السمات الأساسية .
يسعى هذا النوع من الأشخاص دائمًا لإثبات نجاحهم في الدراسة والعمل، ويحاولون تقييم المواقف التي يواجهونها؛ هل سيشعرون بالفوز أم الخسارة؟ هل سيبدو أحدهم غبيًا أم ذكيًا؟ وهل سيتم قبولهم من قبل الآخرين أم سيتم رفضهم؟ وهناك الكثير من الأسئلة النفسية الشاقة التي لا تنتهي .
تحوّل العقلية المتطوّرة أو المتنامية الفشل إلى نجاح
تنتصر العقلية المتنامية دائمًا في التحديات، حيث ترى أن الفشل ليس دليلًا على الغباء، بل هو نقطة انطلاق جديدة تحفز الشخص على المثابرة والنجاح .
ترى العقلية المتنامية أن السمات الشخصية هى أمر واقع ويجب أن يتعايش كل فرد معها ،بالنسبة لهذه العقلية فإن الأمر الواقع هو نقطة الإنطلاق و التطور، هذه العقلية المتنامية تقوم على الإعتقاد بأن السمات والقدرات الشخصية للفرد يمكن إثقالها وتنميتها من خلال المجهودات التي يقوم بها كل فرد .
على الرغم من اختلاف الأشخاص في قدراتهم، إلا أن كل فرد قادر على تطوير وتنمية مهاراته من خلال التجربة والممارسة. ومن خلال هذه العقليات، يتشكل سلوك الأفراد وعلاقتهم بالنجاح والفشل في الحياة الشخصية والعملية، بالإضافة إلى قدرتهم على تحقيق السعادة .
رأي أصحاب العقلية المتنامية في النجاح
هل يؤمن أصحاب العقلية المتنامية بأن أي شخص بإمكانه أن يصبح ما يريد ؟ وأن أي شخص لديه الدافع والتعليم الجيد يستطيع أن يصبح أينشتاين أو بيتهوفن ؟ الإجابة لا ، لكنهم يرون أن وجهة الإنسان الحقيقية غير معلومة ،و أنه لا يمكن التنبؤ أو توقع ماسيكون عليه المستقبل من خلال سنوات من العمل بحب و كد .
في الواقع، ما يجعل العقلية المتنامية رائعة في حد ذاتها هو أنها تثير الشغف وحب التعلم لدى أصحابها. بدلا من السعي لإثبات نجاحهم دائما كما يفعل أصحاب العقلية الثابتة، ترى العقلية المتنامية أن الذكاء والإبداع وحتى بعض العلاقات الاجتماعية يمكن تطويرها وتنميتها من خلال التدريب الصادق. إنهم لا ينظرون إلى أنفسهم كفاشلين، بل يرون المواقف الصعبة كتجارب يمرون بها لكي يتعلموا .