لنتمكن من تطوير المهارات العقلية أو القدرات العقلية، يجب علينا أولاً التعرف على ما هي القدرات أو المهارات العقلية .
ما هي القدرات أو المهارات العقلية؟
تم تعريف القدرات أو المهارات العقلية بعدة تعريفات، بما في ذلك:
القدرة أو المهارة العقلية هي “الإمكانية الحالية للفرد على الآداء الذي وصل إليه عن طريق التدريب أو من دونه، وهي القدرة الحالية التي يستطيع الفرد القيام بها من أعمال في حال توافرت الظروف الخارجية اللازمة.
القدرة أو المهارة العقلية هي مصطلح يُطلق على مجموعة من الأداءات التي ترتبط بارتفاعٍ معين، سواء كانت هذه الأداءات في مجال الدراسة أو العمل .
هناك العديد من التعريفات التي تعرف القدرات أو المهارات العقلية على أنها القدرة الفعلية على الأداء، سواء كانت قدرات أو مهارات عقلية .
بعدما تعرفنا على ما هي القدرات والمهارات العقلية، يمكننا الآن الإجابة على السؤال حول كيفية تنمية هذه القدرات والمهارات العقلية لدى الأطفال؟
1- تنظيم تناول الطفل لوجباته و بخاصة وجبة الإفطار فوجبة الإفطار تمثل الوجبة الأساسية و عدم تناولها يمكن أن يؤدي الى إنخفاض نسبة السكر في الدم مما يؤدي الى عدم وصول التغذية الكافية للمخ كما يراعى في تغذية الطفل عدم الإسراف في تناول السكر حيث قد يؤدي هذا الإسراف الى عرقلة إمتصاص البروتينات و العناصر الغذائية الاخرى مما يسبب عرقلة في نمو المخ .
2- إبعاد لطفل عن أماكن ذات الاجواء الملوثة و الأماكن التي يكثر بها التدخين فالمخ هو أكثر أجهزة او أعضاء الإنسان إستهلاكًا للأوكسجين و إستنشاق الطفل للهواء الملوث يؤثر على نمو و فاعلية و آداء المخ .
3- النوم , يجب أن ينال الطفل عدد ساعات نوم كافية مما يسمح للمخ بالنمو و التجدد بشكل مستمر مع مراعاة عدم تغطية رأس الطفل او عدم جعله يرتدي اشياء على رأسه أثناء النوم فإن ذلك يعمل على تركيز لثاني أكسيد الكربون و إنخفاض في تركيز الأوكسجين مما يؤثر على نمو المخ و خلاياه .
4- أنشطة تنمية الذكاء و القدرات العقلية لدى الأطفال , يجب أن يؤدي هذه النوعية من الأنشطة و التي تساعده على تنمية قدراته و مهاراته العقلية و من هذه الأنشطة : –
أ- اللعب .
اللعب بشكل عام هو واحد من أهم أنشطة تنمية القدرات والمهارات العقلية لدى الأطفال، ويعد اللعب التخيلي أهمها، حيث يتفوق الأطفال الذين يفضلون هذا النوع من اللعب على الأطفال الآخرين بدرجة كبيرة في الذكاء واللغة والتوافق الاجتماعي .
• القصص و كتب الخيال العلمي .
يعد تنمية التفكير العلمي لدى الأطفال واحدًا من أهم مؤشرات الذكاء، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الكتب والقصص الخيال العلمي وتحفيز الطفل على قراءتها لتنمية القدرة التفكير العلمي المنظم وقدرات الابتكار، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تنمية القدرات والمهارات العقلية لدى الطفل .
• الخيال .
يجب أن نعرف أن الخيال الجامح و التخيل هو ملازم للطفل , الأطفال غالبًا ذوو قدرات عالية على التخيل لذا فالمطلوب هو العمل على تنمية هذه القدرة عن طريق قص القصص الخيالية او الخرافية و لكن يجب إنتقاء تلك القصص بحيث تكون تتناسب مع ثقافتنا الدينية و الاخلاقية , فنحن لا ننمي فقط المهارة او القدرة العقلية و إنما ننمي و نبني معها أخلاق هذا الطفل فالإنسان ليس مجرد عقل و إنما هو مجموعة من المكونات المتراكبة او المتمازجة فالعقل دون وجود الأخلاق يعتبر شئ مدمر , لذا يجب إختيار القصص المناسبة و التي تبني القدرات العقلية و الخلقية و تكون سهلة المعاني حتى يستوعبها بسهولة او يمكن قص قصص الخيال العلمي و ما أكثر هذه النوع من القصص حتى القديم منها .
• الرسم و الزخرفة و التشكيل .
تعتبر الرسم والألوان والتشكيل باستخدام عجائن اللعب أو الصلصال إحدى الأنشطة الهامة واليسيرة التي تساعد على تنمية المهارات أو القدرات العقلية حيث يتم من خلالها تنمية مواهب الطفل إن كانت موجودة في هذا الاتجاه تعرف هذه القدرة أو كما نسميها موهبة الرسم أو التشكيل بالقدرة التصويرية أو الذكاء التصويري ويعبر الرسم والرسومات التي ينتجها الأطفال عن خصائص مراحل النمو العقلي للطفل وقدراته التخيلية والتي يمكن تنميتها .
• الرياضة او التربية البدنية .
تعويد الأطفال منذ الصغر على ممارسة الرياضة فالعقل السليم في الجسم السليم , إن ممارسة الرياضة و الإنتظام في ممارستها يعمل على تقوية جسم الطفل و العمل على تنشط دورته الدموية و بالتالي وصول الدم و الأكسجين و الغذاء بالشكل الكافي للمخ مما يدفعه الى النمو بشكل صحيح و سليم , كما أن ممارسة الرياضة تفرض على من يمارسها الإلتزام بالكثير من العادات الصحية و بذلك كلما صح البدن صح المخ .
• القراءة .
هنا لا يتم الإقتصار فقط على القراءة في مجال الخيال او الخيال العلمي فقط و إنما التوسع في نوعية الكتب المقروءة للتعرف على مجالات أوسع و أشمل و تنمية القدرة الإبداعية سواء فيما يتعلق باللغة او التعبيرات او المعاني و الأفكار , كما أن القراءة تعتبر أفضل الوسائل او الطرق التي يستطيع بها الطفل إستكشاف البيئة و العالم المحيط به و التعرف عليه و تساعده في تنمية مهاراته الإبداعية و الدراسية كذلك .
• الهوايات و الأنشطة الترويحية .
لن يقضي الطفل كل وقته في الدرس والقراءة والكتب، بل ينبغي له أن يمارس ما يحبه أو هوايته، وبالطبع بعد تعريض الطفل لكل ما سبق، يستطيع وتستطيع الأسرة تحديد هوايات الطفل. لذا، يمكن للطفل أن يقضي أوقات فراغه في ممارسة هذه الهواية والعمل على تنميتها، أيا كانت تلك الهواية؛ سواء الرسم، الكتابة، أو ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة. فهي في النهاية تصب في نفس الهدف، وهو تنمية مهارات وقدرات الطفل العقلية .
• حفظ القرآن .
على الرغم من وضع ذكر حفظ القرآن في نهاية هذه القائمة، إلا أنه يحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية. وتجد فيه جميع ما سبق ذكره، حيث يشمل العقل والتفكير والعمل والرياضة والترفيه، ويضم أيضا ما لم يذكر من الأمور. إضافة إلى ذلك، ينمي حفظ القرآن العديد من المهارات والقدرات لدى الطفل، مثل مهارة الحفظ والقدرات اللغوية. ومع تقدمه في العمر قليلا، يظهر لدى الطفل القدرة على التفكير والتدبر، مما يساعد على توسيع مداركه وقدراته التخيلية والإدراكية والمنطقية في الربط والاستنتاج .
يجب علينا أن ندرك أن التعريف الحديث للذكاء يشير إلى أنه مجموعة من القدرات أو المهارات، وأن هذه القدرات أو المهارات يمكن تطويرها بغض النظر عن العمر. وبناء على هذا التعريف، لا يوجد إنسان أو طفل يمكن أن يصف بأنه غبي أو ضعيف القدرات العقلية، بل يوجد من يكون ضعيفا في بعض القدرات وقويا في البعض الآخر. لذا، المطلوب هو العمل على تطوير تلك المهارات سواء كانت قوية بشكل طبيعي أو ضعيفة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال برامج متخصصة يمكن الحصول عليها بسهولة .