مقارنةمنوعات

الفرق بين الحزن والهم والغم

قد يعتقد البعض أن الحزن والهم والغم هي مترادفات لنفس المعنى، وربما يكون هذا صحيحاً لغوياً، ولكن هناك اختلاف في المعنى بينهم، ويجب أن نفهم الفرق بين الحزن والهم والغم.

لماذا يختلف الحزن والهم والغم عن بعضهما؟
من الأدلة على اختلاف معنى الحزن عن معنى الهم عن معنى الغم، هو ذلك الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ”، و هذا يعني بالضرورة انه يوجد فارق بين الهم و الحزن، كما انه روى سعيد بن الخدري و أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: “ما يصيب المسلم من نصبٍ و لا وصبٍ و لا همٍ و لا أذى و لا غمٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه”، و هذا الحديث النبوي الشريف يبين ايضا ان الهم و الغم أمران يصيبان المسلم و ليسا أمرا واحدا، فهما إذا مختلفان.

ما هو تعريف الحزن؟
الحزن هو احد المشاعر الإنسانية، و هو شعور يصيب الإنسان بعد حدوث أمر غير سار له، كقول يعقوب عليه السلام حين فقد ولديه يوسف الصديق و أخوه بنيامين: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون”، فهو هنا حزين لما لحق به من أمور لا تسعده، و تسبب له غصة في قلبه، فهو يشكو إلى ربه من حزنه على ولديه.

ما هو تعريف الهم؟
الهم و جمعه الهموم هو الانشغال بالتفكير في الأمور التي قد تحدث بشكل غير سار، كأن تفكر مثلا أنك ستفقد عملك، أو أنك ستفقد شيئا يهمك أو شخصا عزيزا عليك، و كلما زاد تفكيرك بالامر زاد همك، رغم انه لم يحدث شيء بعد.

ما هو تعريف الغم؟
الغم هو أن تشهد أمرا يزعجك أو يثير قلقك فيصابك الكآبة، كأن تشهد، على سبيل المثال، نتائج سيئة في امتحانك النهائي فيزعجك ذلك ويجعلك تشعر بالحزن بسبب هذا الأمر الذي يحدث لك، وقد قال الله تعالى في قصة أحد الأنبياء: `ثم أنزل عليكم من بعد الكآبة أمنا نعاسا يغشى طائفة منكم`، فقد رفع الله الكآبة عنهم بفضله.

الفرق بين الهم والحزن والغم
من الشرح السابق، نفهم أن الحزن يكون بسبب أمور حدثت بالفعل، وهو شعور إنساني طبيعي. يشعر الإنسان بالفرح والحزن بفطرته التي خلقها الله. أما الهم، فيكون بسبب أمور لم تحدث بعد وقد تحدث أو لا تحدث في المستقبل. الغم هو مشكلة في العقل والتفكير، ويكون بسبب شيء يحدث في الوقت الحاضر. الغم أيضا شعور إنساني يشبه الحزن، ولكن الحزن قد يستمر لفترة طويلة، بينما الغم يكون وقتيا فقط عندما يحدث أمر معين.

كيف يمكننا التغلب على الحزن والهم والغم؟
ينبغي على الإنسان المسلم أن يسلم أمره لله عز وجل، وبالتالي حينما يفكر في المستقبل ويشعر بالهم بسبب الأمور السيئة التي يتوقعها وقد لا تحدث، عليه إذن أن يستعيذ بالله ويترك الأمر بيده، وينبغي أيضا عندما يحدث للمسلم أمر يسبب له الشعور بالغم أن يوقن بأن الله سيجازيه خيرا بعد ذلك، وأن هذا الحال لن يدوم، والمسلم أيضا لا يشعر بالحزن طالما هو في معية الله عز وجل،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى