الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه
كعب بن مالك الأنصاري هو شاعر الإسلام الذي أسلم في عهد نبي الله، محمد صلى الله عليه وسلم، وشهد العقبة، ولكنه لم يشارك في غزوة بدر، وتوفي عام 50 هجريا، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك، ولكن الله عز وجل تاب عليهم بعد ذلك، وهو شاعر نبي الله، محمد صلى الله عليه وسلم، وصديقه.
معلومات عن الصحابي كعب بن مالك الأنصاري :
كانت كنية كعب بن مالك الأنصاري هي أبا بشير وقد أكد ابن أبي الحاتم على أن كعب كان من أهل الصفة وقد ذهب بصره خلال خلافته لمعاوية أما عن أشهر القصص عن كعب بن مالك الأنصاري فكانت عن تخلفه عن غزوة تبوك ولكن الله عز وجل قد تاب عليه هو واثنين آخرين قد تخلفوا هم الآخرين عن تلك الغزوة.
روى كعب بن مالك بنفسه قصة تخلفه عن غزوة تبوك وأكد أنه لم يكن لديه عذر للتخلف عن ذلك الغزو، حيث كان يملك كل الزاد والراحلة اللازمين للمشاركة في الغزوة. وبالتالي، لم يكن لديه عذر للتخلف، على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت موجودة في تلك الغزوة، حيث كانت في الحر الشديد.
كما أن الرسول قد استقبل سفر كبير وقابل العديد من الأعداء وقد أكد على أنه لم يقدم الاعتذار لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند عودته منتصرا من تلك الغزوة وقد أكد على أن المتخلفين عن تلك الغزوة قد أتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعديد من الحجج التي قد جعلت الرسول يتقبل منهم الأعذار.
على الرغم من عدم اعتذار كعب بن مالك للرسول، إلا أنه أكد له أنه كان قادرًا على تبرير عدم مشاركته في تلك الغزوة بالنفاق، مثلما فعل آخرون، ولكنه اصر على إخبار الحقيقة بأنه تخلف عن الغزوة بلا سبب، ولم يكن هناك أي نفاق في ذلك.
معاملة قاسية لكعب ابن مالك عقب تخلفه عن الغزوة :
أكد الرسول صدقه ووعد بأن يترك الأمر لله ليقضي به، وبدأ البلاء يحل على كعب ومن لم يصدقوا كلامه. لم يكن لديهم أي حجة لترك الغزوة، وقاطعهم الجميع لمدة 50 يومًا دون أن يتحدث معهم أحد، وكان الرسول لا ينظر إليهم عندما ينظرون إليه، وكان يستخلص نظراته منه.
وكان بلاء أخر هو أن أرسل غسان لكعب أنه يعلم أن الجميع قد جفاه فمن الممكن أن يأخذه عنده وكان معروف عن كعب بشعره ومكانته الكبيرة في المجتمع وقد حرق كعب الرسالة التي قد أتت له من غسان حتى لا ينشق عن المسلمين وكان الملك غسان يعلم ان لكعب مكانة كبيرة وكان يود أن يحدث انشقاق في صفوف المسلمين.
علامة رضا رب العالمين على كعب وأقرانه :
وبينما كان كعب يصلي صلاة الفجر بصحبة أصحابه في أحد البيوت وقد ضاقت عليهم الدنيا بما رحب إذ يسمعون صوتا عالى يؤكد لهم أن الله قد تاب عليهم وأن كعب وأصدقائه نظرا لصبرهم على البلاء عملا على عدم الكذب وأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدث بالفعل وبذلك الأمر فقد ضربوا أروع مثال للصبر على بلاء الله عز وجل وأنهم مؤمنين حق حتى وإن ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت وعن وفاة كعب بن مالك فقد توفى خلال العام 50 من الهجرة وقد اختلفت الأقاويل عن عام وفاته.