الحروف الآرامية وما يقابلها بالعربية
الحروف الآرامية
يندرج اللغة الآرامية ضمن لغات السامية الشرقية الأوسطية، وهي لغة مقدسة نشأت مع ظهور حضارة الآرامية في وسط سوريا، وكانت لغة رسمية في عدة دول في العالم القديم وفي الهلال الخصيب، وتعود بدايات كتابتها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وأصبحت اللغة المهيمنة في الهلال الخصيب منذ القرن الخامس قبل الميلاد بعد هزيمة المملكة الآشورية
وحسب ما جاء في كتاب آرامية العهد القديم، فإن قواعد الحروف الآرامية للعهد القديم هي نفس الحروف المستخدمة في العبرية العهد القديم، ولا تختلف عنها إطلاقا، إذ تكتب بالشكل نفسه من اليمين إلى الشمال ومفرقة، وتتكون من 22 حرفا.
ما هي اللغة الآرامية
تعتبر اللغة الآرامية واحدة من أقدم اللغات التي تحدث بها العديد من شعوب العالم القديم، وهي اللغة التي تلت مباشرة اللغة الهيروغليفية، وكانت مستخدمة في الكتابة المستخدمة خلال التاريخ القديم في الرسائل والخطابات وحتى خلال الحروب، وتتميز هذه اللغة بأسلوب خاص في الكتابة يميزها عن اللغات الأخرى.
ومن ضمن الحروف الآرامية وما يقابلها بالعربية الآتي:
- ينطق حرف الألف في اللغة العربية بالنطق “ألف” والكتابة “أ”، وأما في اللغة الآرامية فينطق بـ “آلاف.
- الحرف الباء في اللغة العربية ينطق `ب`، بينما في السريانية ينطق `بيت` أو `بث`.
- ينطق حرف الجيم في اللغة العربية بصوت الجيم، بينما ينطق في الآرمية بصوت الغومال والكمال.
- حرف الدال في اللغة العربية يكتب بالشكل د وينطق دال، وفي الآرامية ينطق دولات.
- في اللغة العربية، يُنطق حرف الهاء بالهاء، وفي الآرامية يُنطق بالهي.
- يتم نطق حرف الواو في اللغة العربية بـ `واو`، وفي اللغة السريانية يتم نطقه بنفس الطريقة.
- يتم كتابة حرف الزين في اللغة العربية بالحرف (ز)، ويتم نطقه بنفس الطريقة في اللغة السريانية.
ما هي اللغة السريانية
تعتبر اللغة السريانية من بين اللغات السامية التي اشتقت من اللغة الآرامية، ويعتبرها بعض الباحثين تطورا طبيعيا لها. نشأت اللغة الآرامية في الأصل من السريانية في الألف الأول قبل الميلاد، وكانت العائلة الثالثة ضمن عائلة اللغات السامية.
من المثير للاهتمام أن اللغة السريانية أصبحت اللغة الوحيدة المستخدمة في التخاطب تقريبًا منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى بعد الميلاد، وبدأت تتحول تدريجيًا لتكتسب لقبها الجديد في القرن الرابع باسم “اللغة السريانية”، ويعزى ذلك بشكل خاص إلى انتشار المسيحية في بلاد الشام.
ووفقًا لما ذكر كتاب السريانية العربية الجذور والامتداد لا ينكر أن الشعب كان شعب واحد وهو الشعب السرياني، وقد اختلط مع العناصر المختلفة على مدى الفتوحات والأجيال وأصبح أعدادهم كبيرة، ولكن تلك الأمة السريانية العظيمة وإن افسدت الفتوحات لغتها القديمة النبيلة نجد إنه قد انقلبت هذه اللغة عند ابنائها إلى لهجات سريانية مختلفة، ولكن يمكن القول أن لغات تلك المنطقة هي من أصل سامي كما يصنفها علماء الفيلولوجيا العبرية الآرامية السامرية والفينيقية والعربية والحبشية والكنعانية. [3]
تاريخ القبائل الآرامية
بدأت قبائل شبه بدوية ناطقة بلهجة قادمة من البادية الغربية العراقية والشام في الهلال الخصيب في العراق والشام منذ الألف الأول قبل الميلاد، وأطلق عليهم تسمية الآراميون، ويعتقد أن اسم الآراميون مشتق من أوررمثا، أي “الأرض المرتفعة.
تم ذكر هذه القبائل لأول مرة في الحوليات الآشورية البابلية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد باسم “ارم”، واستقروا الآراميون في منطقة الهلال الخصيب مع ضعف الدول الآشورية في القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد وانهيار الإمبراطورية الحيثية.
ما سبب تسمية اللغة السريانية
بعد ظهور المسيحية وانتشارها في العراق، تم تسمية الآراميين باسم السريان، وكانت هذه التسمية جديدة ويُعتقد أنها مشتقة من تسمية آشور والتي هي سلالة نينوى العراقية المعروفة، وكذلك تسمية سوريا.
أطلق العرب تسمية `النبط` على السريان، والتي تعني `الناس الذين استنبطوا الأرض واستقروا فيها`، على خلاف التسمية `العرب`، والتي تشير إلى الناس الرحل. وبعد الفتح الإسلامي العربي، ترك السريان تدريجيا ديانتهم المسيحية واعتنقوا الإسلام.
كما أنهم قد بدأو الامتزاج مع القبائل العربية الفاتحة وقد حملوا أسماءها ويتبنون لغتهم وخاصة أن القرابة العرقية واللغوية بين العرب والسريان قد لعبت دور أساسي في تسهيل هذه العملية وكانت عملية التعريب تحدث أولاً في المدن والحواضر بينما بقيت معظم أرياف العراق والشام على نبطيتها إلى بداية العصر العثماني.
كانت المناطق المرتفعة وشبه الجبلية عائقطبيعيًا للإسلام والتعريب، وتحولت هذه المناطق إلى ملجأ للسريان والقبائل العربية المسيحية.
ماذا تعرف عن تطور السريان
على الرغم من انتشار اللغة العربية، إلا أن اللغة السريانية ظلت نشطة في المشرق حتى القرن الثالث عشر، وازدهرت خصوصًا في العصر العباسي، حيث لعبت دورًا فعالًا في تطوير اللغة العربية من خلال المترجمين العراقيين.
ولكن بمرور الوقت، نجد أنها بدأت تختفي بعد الغزو المغولي للعراق والمشرق وسقوط بغداد، ثم تم القضاء عليها تقريبا في الفترة العثمانية، على الرغم من بقائها حية في بعض كنائس المشرق، وكذلك في العديد من مناطق الرافدين وبلدان الشام.
شهدت الثقافة السريانية نهضة جديدة في نهاية القرن الماضي، حيث بدأت الصحف الناطقة بالسريانية والعربية معًا في الظهور. لا يزال هناك اهتمام كبير باللغة السريانية، وتجذب العديد من المؤسسات الرسمية والعلمية العربية والأجنبية.
أسباب سقوط وضعف اللغة السريانية
يعود ضعف اللغة السريانية إلى الضعف المستمر للجماعات المسيحية السريانية التي كانت حاضرة في شمال النهرين في العراق وسوريا وجنوب تركيا أيضًا.
– بعد الاستقرار المقبول الذي عاشه هؤلاء تحت حكم الخلافة العربية الإسلامية، ومنذ معركة جالديران التي وقعت في تركيا الحالية، حيث فاز الأتراك على الفرس.
بدأت معاناة السريان في الفصل الثاني عندما اعتبر العثمانيون الأكراد حلفاء لهم في نزاعهم ضد الفرس لأسباب دينية، وكان هذا الاضطهاد في عهد السلطان العثماني سليم الأول الذي كان يُفضل الأكراد على غيرهم من الأقوام في إمبراطوريته الواسعة.
تم توطين المسيحيين على الشريط الحدودي بين الدولتين الفارسية والعثمانية، وهو الآن في الشمال الشرقي من العراق وجنوب تركيا، ولا يزال عملية تهجير المسيحيين مستمرة حتى اليوم مع استمرار هجرتهم خارج البلاد.
تنوع الناطقين بالسريانية
تعاني الحركات السياسية التي تدافع عن حقوق الجماعات السريانية من مشكلة قد تبدو ثانوية للبعض، لكن في الواقع فإنها تعتبر من الممارسات المعقدة والتي تثير بعض الإشكالات والحساسيات بين مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، وهذه المشكلة هي مشكلة “التسمية الموحدة.
عندما ينظر الشخص إلى أدبيات هذه الحركات، يدرك مدى تعقيد هذه المشكلة، فالبعض يستخدم اسم `السريان` والبعض الآخر يستخدم اسم `الآشوريين` وهناك من يستخدم اسم `الآثوريين` أو `الكلدان`، ويحاول البعض الأكثر واقعية استخدام تسمية `الآشوريين`.
الحقيقة أن تلك التسميات المختلفة أتت من أسباب تاريخية ترجع إلى القرن الخامس الميلادي، وذلك بعد أن أثر مجمع أفسس المسيحي سنة 341 م، حيث انقسم سكان المشرق المسيحيون والسريان إلى طائفتين وظهر الانقسام الطائفي.