التحكم في الانفعالات في الاسلام
نصح الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا ثلاث مرات بعدم الغضب، وهذا يشير إلى أهمية التحكم في الانفعالات. وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم حادثة حيث غضب رجل من رجل آخر حتى انتفخت أوداجه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما هو فيه، ألا يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم”. وهذا يعني أن الغضب من مصدر شيطاني، لذا يجب الاستعاذة بالله تعالى لاستعادة السلام النفسي .
طرق التحكم في الانفعالات دينيا
1- الاستعاذة بالله من الشيطان
عن سليمان بن صرد قال: كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان هناك رجلان يتبعان، وأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: `إني لأعلم كلمة، لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد`.
2- السكوت
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يجب على الشخص الصمت عند الغضب، لأن الغضب يؤدي إلى إيذاء الآخرين .
3- تغيير الحالة
يأتي معنى `إذا كنت جالس فقم، وإذا كنت في المنزل اخرج` من حديث أبي ذر رضي الله عنه، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع`، وقال الخطابي رحمه الله: `القائم مستعد للحركة والعنف، أما الجالس فهو أقل استعدادا في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع من الحركة والعنف، لذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالجلوس أو الاضطجاع عند الغضب حتى لا يرتكب أفعالا يندم عليها فيما بعد`.
4- حفظ وصية رسول الله
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: `أوصني`، فقال له النبي: `لا تغضب`، وأعاد النبي تكرار هذه النصيحة عدة مرات، وفي رواية أخرى قال الرجل: `ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله` .
5- معرفة مميزات من يملك نفسه عند الغضب
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: القوة ليست في الغضب العارم، بل في القدرة على ضبط النفس أثناء الغضب .
6- التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الغضب
روى أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه رداء نجراني ثقيل الحاشية. فجاء رجل عربي وسرق الرداء من على كتفه بشدة. نظرت إلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم ووجدت آثار الحاشية عليه. ثم قال الرجل: يا محمد، أعطني من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم وابتسم، ثم أمر بإعطائه ما يطلبه.
7- ضبط النفس علامة من علامات المتقين
المتقين هم الذين حصلت على إشادة من الله في القرآن الكريم، وحصلوا على ثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسماتهم هي: `الذين ينفقون في الأوقات السعيدة والصعبة ويكتمون غضبهم ويعفون عن الناس، والله يحب المحسنين` [آل عمران:134]، وفي آية أخرى: `وإذا غضبوا يغفرون` الشورى:37.
الانفعالات والعواطف
العواطف تشكل جزءا حيويا من حياتنا اليومية، سواء كنت تضحك بشكل جيد على رسالة نصية أو تشعر بالإحباط في حركة المرور في ساعة الذروة، فأنت تعلم أن الارتفاعات والانخفاضات التي تواجهك يمكن أن تؤثر بشكل كبير على رفاهيتك، وتؤثر قدرتك على تنظيم تلك العواطف والانفعالات في كيفية إدراك الأشخاص من حولك. فإذا كنت تضحك على رسالة نصية خلال اجتماع خطير، فمن المحتمل أن تسبب إزعاجا للآخرين في الغرفة، وبالمقابل، إذا تفاعلت بالغضب مع سائق يقطعك في حركة المرور، فقد تولد مشاحنة غير مرغوب فيها وتعرض حياتك للخطر.
لا يزال علم النفس يناقش العلاقة بين العقل والجسم في التفاعل العاطفي، ولم يتم تصنيف العواطف بشكل كامل، ولا يعرفون إن كانت العواطف السبب أو النتيجة لطريقة تفسيرنا للعالم. ومع ذلك، هناك تقدم في فهم تنظيم الانفعال، وهو العملية التي تؤثر على شعورنا وتعبيرنا عن العواطف، وقد اقترح العالم النفسي جيمس جروس (2001) نموذجا يتضمن 4 مراحل لالتقاط تسلسل الأحداث التي تحدث عندما يتم تحفيز عواطفنا، يسمى “النموذج المشروط .
علما أن بعض الردود العاطفية لا تتطلب تنظيما محددا، وإذا كانت العاطفة مناسبة للوضع وتساعدك على الشعور بالتحسن، فلا حاجة للقلق بشأن تغيير طريقة تعاملك مع الأمور. فالضحك عندما يضحك الآخرون هو مثال على رد فعل مناسب يساعدك على الشعور بالتحسن. قد يؤدي التعبير عن الغضب أيضا إلى الشعور بالتحسن، ولكنه ليس مناسبا. يمكنك التعبير عن إحباطك بطرق أخرى تسمح لك بتحرير تلك المشاعر الغاضبة أو محاولة إيجاد طرق لتهدئة نفسك. إن تهدئة نفسك عندما تشعر بالإحباط، بالطبع، قد يكون أسهل قوله من فعله، ولكن عواطفك قد تؤثر على علاقاتك الهامة ووظائفك وصحتك .