منوعات

ما هو الفرق بين الجن والشيطان ؟

إن عالم الجن والشياطين هو عالم غامض ومبهم بالنسبة للإنسان، وهو مليء بالسرية الشديدة، إذ لا يعرف الإنسان الكثير عنه. فقد نسجت حوله العديد من القصص والروايات والخرافات على مر التاريخ البشري حتى الوقت الحاضر. وتعتمد معرفة الإنسان عن هذا العالم بشكل كبير على التخيلات البشرية والمبالغات، والتي لا يوجد لها أساس واضح في الحقائق أو الأدلة. الجن والشياطين هما مخلوقات من مخلوقات الله تعالى، وهما كائنات حية تشاركنا الحياة على كوكب الأرض. يؤكد الدين الإسلامي وجودهما، فقد ذكرا في آيات الله تعالى عدة مرات كمخلوقات أمرها الله بالإيمان والطاعة. وأما الشيطان، فقد حذر الله الإنسان منه وبين في آياته خططه وأهدافه ومهمته الرئيسية في إغواء الإنسان للوقوع في الذنوب والمعاصي .

المعنى اللفظي لكلمة جان :- كلمة “جان” تأتي من كلمة “جني”، وتعني الشيء المختفي والمستتر عن الأعين، أي الغائب عن بصر الإنسان. وتم اشتقاق صفة “جنون” من هذه الكلمة بسبب اختفاء العقل عن صاحبه وغيابه عنه، مما يعني أن كلمة “جان” تعني الغير مرئي أو المختفي .

معنى لفظ الشيطان :تأتي كلمة `الشيطان` من كلمة `الشطن`، وتعني الخروج أو الابتعاد عن رحمة الله، حيث يعتبر الشيطان في الأساس جنيا، لكنه نوع من الجن الفاسقين والمطرودين من رحمة الله تعالى. يتبع الشيطان نهج إبليس اللعين في الوسوسة وإلحاق الضرر بالإنسان وتحريضه على الفجور وعصيان الله تعالى، وأيضا صنع المكائد والفتن بين البشر بأي وسيلة ممكنة .

الفرق بين الجن والشيطان :رغم أن الجن والشياطين ينتميان إلى نوع واحد، إلا أن هناك العديد من الاختلافات والفروق بينهما. فالمادة التي خلق بها الجن والشياطين هي نفسها، وهي النار. ومن المعروف أن إبليس رفض أن يسجد لآدم وتكبر عندما سأله الله لماذا لم يسجد لآدم كما أمر. كان جوابه أنه خلق من النار وآدم خلق من الطين، والنار هي نفس مادة خلق الجن، إذا فإن الشيطان في الأساس هو جني، ولكن ليس كل جني شيطان، حيث توجد اختلافات بينهما

أولاً :- يمكن للجن أن يكونوا مؤمنين بالله تعالى، وهذا يعني أنهم يؤمنون برسالات الله وأنبيائه ويسلكون هدي الخالق عز وجل. مثال على ذلك هم الجن الذين جاءوا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وبدعوته. ويمكن أن يكون بينهم من لا يؤمن بالإسلام ورسالته، فمثل البشر، هناك طوائف مختلفة من الجن، بما في ذلك المؤمنون والمنافقون والكافرون. والجن الذين يكفرون بالله يعرفون بأنهم الشياطين بسبب معصيتهم وشرورهم .

ثانياً :الشيطان لديه مهمة محددة، وهي إيقاع البشر في الذنوب والمهالك والخطايا، وإغوائهم بشتى الطرق الممكنة للابتعاد عن الله والطريق الصحيح. بل يحاول دفعهم إلى ارتكاب المنكرات وتجميلها لهم. أما الجن المؤمن، فليس لديه مهام شريرة أو ضارة تجاه البشر، على عكس الشيطان .

ثالثاً  :- يتغذى الجن على تلك العظام التي يتم ذكر الله عليها من قبل الإنسان، حيث تعود إلى حالتها الأصلية وتمتلئ باللحم ليأكلها الجني. أما الشيطان فهو لا يأكل اللحم الميت والدم ولحم الخنزير .

رابعاً :اتفق العلماء على أن الجن لا يمكن للإنسان رؤيتهم في شكلهم الأصلي الذي خلقهم الله، ولكن يمكن رؤيتهم في صور أخرى عندما يتمثلون في أشكال أخرى من البشر أو الحيوانات .

خامساً :- الجن أو الشياطين من الجن يمكنهم رؤية الإنسان، بينما الإنسان لا يمكنه رؤيتهم .

سادساً :يوجد من الشياطين الحرفيون والصناع، تماما مثل الإنسان، وذلك كما ورد في قوله تعالى: `من الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذٰلك ۖ وكنا لهم حافظين` .

سابعاً :- يمكن للإنسان أن يستخدم الجن، حيث ذكر ذلك في التاريخ البشري كثيرا، وقد قال الله تعالى (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)  .

ثامناً :- الجن والشياطين يتحركون بالاهتزاز، حيث قال الله تعالى (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، ويقصد بها النار، حيث أن أشكال الشياطين الأصلية هي كالسراب لا تثبت، حيث أنها تشبه السنة النار ونهاياتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى