الأدوية المضادة للصرع و نقص فيتامين D
الصرع هو اضطراب عصبي شائع، يؤثر على حوالي 65 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ويؤدي هذا الاضطراب العصبي المزمن إلى تشويش في الإشارات الكهربائية داخل الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث نوبات. هناك نوعان رئيسيان من النوبات وهما النوبات الكلية التي تؤثر على الدماغ بأكمله، والنوبات البؤرية أو الجزئية التي تؤثر على جزء واحد فقط من الدماغ .
الصرع غالبا ما يظهر خلال مرحلة الطفولة، ويمكن أن يحدث الصرع نتيجة لظروف وراثية، أو اضطرابات جينية، أو نتيجة للحمى العالية، أو التعرض لبعض الأمراض الخطيرة مثل التهاب السحايا، أو نقص الأكسجين عند الولادة، أو إصابات الدماغ، وما إلى ذلك
لا يمكن علاج الصرع أو القضاء عليه نهائيا، ولكن يمكن التحكم في هذا الاضطراب باستخدام أدوية مختلفة. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الأدوية لها آثار جانبية خطيرة. غالبا ما يحتاج الأشخاص الذين يتناولون أدوية الصرع إلى أخذ الحيطة من حدوث نقص فيتامين (د) .
أدوية الصرع :
تعرف معظم الأدوية المستخدمة لعلاج الصرع بمضادات الاختلاج . تعمل هذه الأدوية على قمع نشاط الدماغ الغير طبيعي . حيث تحدث نوبات الصرع بسبب قيام الخلايا العصبية داخل الدماغ ، بإرسال إشارات كهربائية غير طبيعية ، و يمكن أن تقلل هذه الأدوية المضادة للاختلاج التردد الذي يعرض مرضى الصرع إلى النوبات . يجب الجمع بين مضادات الاختلاج المتعددة للسيطرة على النوبات بشكل مناسب .
تأثير مضادات الاختلاج على فيتامين ( د ) :
واحدة من مخاطر مضادات الاختلاج هي، أنها قد تسبب نقصا في فيتامين (د). اثنان من الأدوية المضادة للاختلاج المستخدمة بشكل شائع هما الفينيتوين والفينوباربيتول، وهما يقللان من نشاط فيتامين (د) عند استخدامهما لفترة طويلة. تزيد هذه الأدوية أيضا من نشاط الإنزيمات في الكبد، مما يؤدي إلى تفكك فيتامين (د) بسرعة أكبر إلى أشكال غير نشطة .
مخاطر نقص فيتامين ( د ) :
فيتامين ( د ) ضروري لاستقلاب و استخدام الكالسيوم بشكل صحيح . و نتيجة لذلك ، فإن نقص فيتامين ( د ) الناجم عن استخدام مضادات الاختلاج على المدى الطويل ، يمكن أن يؤدي إلى حالة تعرف باسم تلين العظام . و يسبب هذا هشاشة العظام و سهولة كسرها . في الأطفال ، قد يظهر نقص فيتامين ( د ) ككساح ، مما يؤدي إلى انحناء الساقين بسبب انخفاض قوة العظام ، جنبا إلى جنب مع الشعور بالإجهاد من وزن الجسم .
من بين مخاطر نقص فيتامين (د) الأخرى:
– زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان ، و خاصة سرطان الثدي و القاولون و البروستاتا .
– زيادة خطر الإصابة ب ارتفاع ضغط الدم ، و أمراض القلب .
يعد ارتفاع الوزن وزيادة نسبة الدهون في الدم من المخاطر الشائعة لنقص فيتامين (د) .
– قد يؤدي نقص هذا الفيتامين أيضا إلى الإصابة ب الإكتئاب ، و الاضطرابات العاطفية .
يزيد خطر التعرض لبعض الأمراض المناعية أيضًا .
العلاج :
الطريقة الوحيدة لعلاج نقص فيتامين ( د ) بسبب مضادات الاختلاج ، هو إعطاء فيتامين ( د ) التكميلي . حيث يجب على المرضى الذين يتلقون مضادات الاختلاج ، الحصول على 400 وحدة إضافية من فيتامين ( د ) ، و 1500 ملغ من الكالسيوم يوميا .
مع مرور الوقت، يجب مراقبة مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم، حيث تتطلب زيادة مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم خفض مكملات فيتامين (د) .
الاعتبارات :
تقليل التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى ، تفاقم نقص مستويات فيتامين ( د ) الناجم من استخدام مضادات الاختلاج . حيث أن أشعة الشمس ضرورية للجسم لتحويل فيتامين ( د ) إلى شكل أكثر نشاطا . و لذلك ، ينبغى على المرضى الذين يتناولون أدوية لعلاج الصرع أن يبذلوا جهدا لضمان حصولهم على التعرض الكافي لأشعة الشمس .