اضرار أفلام الرعب على الصحة
يفضل الكثيرون مشاهدة أفلام الرعب لما تحمله من إثارة وتشويق، حيث إن هناك عددا من الأفلام تستند إلى حقائق علمية ويحصل المشاهد على معلومات مشوقة. ولكن هل فكرت يوما في أضرار مشاهدة أفلام الرعب على صحة الإنسان؟ وهل تخيلت يوما أن لتلك الأفلام أضرار..!! في دراسة حديثة قام بها البروفيسور غلين سباركس في جامعة بيردو حول تأثير مشاهدة أفلام الرعب على جسم الإنسان، وأثبتت الدراسة عددا من النتائج، مثل انخفاض درجة حرارة الجسم، وارتفاع معدل ضربات القلب، وتعرق اليدين، والمساهمة في انقباض العضلات، وارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، مع حدوث قشعريرة ووقوف شعر الجسم. وبالتالي، فمشاهدة أفلام الرعب لها تأثير قوي على صحة الإنسان .
أضرار مشاهدة أفلام الرعب : عند مشاهدة أفلام الرعب، يزداد احتمال تكوين الخثرات الدموية في جسمك، وذلك وفقا لدراسة أجريت في عام 2015 بجامعة ليدن، حيث وجد أن مشاهدة أفلام الرعب تزيد من إفراز البروتين المسبب للخثرات الدموية. وأشارت الدراسة إلى أن هذا التصرف الجسدي يحدث بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم نتيجة لموقف صعب أو خطير يتعرض له الشخص أثناء مشاهدة الفيلم. وشارك في الدراسة 24 شخصا.
عند مشاهدة أفلام الرعب، تتفاقم مشاكل القلب بشكل خاص لأولئك الذين لديهم تاريخ مرضي في مشاكل القلب. فالخوف وحده يمكن أن يسبب تشكيل جلطات قاتلة، بالإضافة إلى التوتر الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، وهذا يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية. وبالتالي، يضطر القلب إلى العمل بإيقاع أسرع وأقوى لضخ الدم. إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الأوعية الدموية، فقد تكون النتائج وخيمة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض المشاهد للتبول اللاإرادي أو يصاب بسلس البول، وهذه حالات مرضية يعاني منها الأشخاص بسبب الرهاب أو الخوف الشديد من شيء ما، وخاصة الأطفال. لذا، من الأفضل أن لا يشاهد الأطفال أفلام الرعب على الإطلاق، وحتى سن 18 عاما، للحفاظ على صحتهم الجسمانية. بالإضافة إلى العنف والسلوك العدواني الذي يمكن أن يتأثر به المشاهد والأضرار النفسية .
على الرغم من الأضرار التي تنجم عن مشاهدة أفلام الرعب، إلا أن لها فوائد عدة، مثل المساهمة في حرق المزيد من السعرات الحرارية نتيجة تدفق الأدرينالين في الجسم أثناء مشاهدة الفيلم، الذي يمتد عادة لمدة 90 دقيقة، مما يؤدي إلى حرق 115 سعرة حرارية، وهو ما يعادل ممارسة الجري لمدة 30 دقيقة. ومشاهدة أفلام الرعب بشكل متكرر يزيد من تدفق الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى زيادة نبضات القلب وتسريع عملية الأيض الخلوي، وبالتالي المساهمة في فقدان الوزن بسرعة دون الحاجة لممارسة التمارين الرياضية.
تقلل مشاهدة أفلام الرعب من التوتر وتساهم في التخلص من العواطف المكبوتة والإحباط والتوتر، ويمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الفرد. كما تساهم في تعزيز جهاز المناعة بزيادة كرات الدم البيضاء بشكل ملحوظ نظرا لتأثير الأدرينالين على جهاز المناعة. بالإضافة إلى ذلك، تحسن قوة الدماغ بفضل المواد الكيميائية والناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين والجلوتاميت، والتي تعمل كمواد مخدرة. ومع ذلك، يمكن أن يتحول الاهتمام المفرط بمشاهدة أفلام الرعب إلى إدمان نظرا لرغبة الجسم في تلك المركبات التي تحسن المزاج وتحسن التجارب العاطفية وتقلل من التوتر لدى الإناث ..
عموماً، لمرضى ضغط الدم والقلب، يجب تجنب مشاهد الرعب والإثارة لأنها تؤدي إلى تفاقم الحالة، ويجب على الأشخاص غير المصابين أن يكونوا حذرين لأن هذه الأمور ذات آثار إيجابية وسلبية..