أسباب تحريم عضل النساء
جاء الإسلام دين الهداية ليخرج الناس من ظلام الجاهلية إلى نور الهداية وطريق الحق، وقد أمرنا بأن نتخلص من جميع العادات الجاهلية التي كانت قبل الإسلام ونستبدلها بشريعة الإسلام السمحة التي تدعو إلى الحق والبعد عن الظلم والجور وإحدى هذه العادات هي عادة عضل النساء التي كانت تحرم النساء في ذلك الوقت من حياتهم بصورة طبيعية طمعًا من ذويهم في أموالهم.
ما معنى عضل النساء ؟
كان من عادات العرب قبل دخول الإسلام أن يقوم أحد أبناء المتوفى أو ورثته بإلقاء ثوبه على زوجته بعد وفاته، مما يعني أنها أصبحت ملكه وتظل مرهونة بدون زواج، ولا يحق لها التصرف في أموالها، وإذا وجد الورثة أنها جميلة يتزوجها، وإذا كانت ليست جميلة يتركونها حتى تموت ويرثونها.
كانت النساء يهربن من هذا المصيربعد وفاة زوجهن عن طريق الهرب إلى أهلهن؛ لتفادي تعرضهن للاعتداء من قبل أبناء زوجاتهن السابقين، فإذا نجحن في الهروب فقد تجنبن هذا المصير، وإلا فأصبحن ملكاً لأبناء الزوج السابق، الذين قد يتزوجونهن أو يحبسونهن حتى يموتن ويورثونهن.
حكم العضل في الإسلام:
جاء الإسلام ليكافح مثل هذه العادات الجاهلية والتي كان اغلبها منصب على حرمان المرأة من حقوقها وسيطرة الرجل عليها والسماح له بنهب حقوقها فجاء الإنسان ليرفع من شأن المرأة ويضع لها الحقوق التي تضمن لها علة منزلتها ورفعته فأولًا جاء التحريم بزواج الإبن من زوجة أبيه، ثم جاء الأمر بعدم عضال النساء وحرمانهن من حقوقهن سواء في الزواج أو في الحصول على أموالها، أو حتى في إكراهها على الحياة مع زوج تكرهه حتى تتنازل عن صداقها أو أموالها في مقابل الحصول على الطلاق.
الآيات القرآنية التي وردت في تحريم العضل:
{يا أيها الذين آمنوا لا يجوز لكم أن ترثوا النساء بالكره ولا تعضلوهن لتأخذوا بعض ما أعطيتهن إلا إذا أتين بفاحشة واضحة، وتعاشروهن بالمعروف، فإن كنتم تكرهونهن فقد يكون الله في ذلك خيرا كثيرا (19) وإذا أردتم أن تستبدلوا زوجة مكان زوج وأعطيتم إحداهن قنطارا، فلا تأخذوا منها شيئا، أتأخذونها بالافتراء والإثم الواضح (20) وكيف تأخذونها وقد تمتع بعضكم ببعض وأخذنا منكم عهدا راسخا (21) ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء، إلا إذا كانت ذلك فاحشة معلنة ومقبولة سيئة وصعبة (22)} [سورة النساء: 19-22].
الأحاديث في العضل:
قال زيد بن أسلم: كان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله، وكان يعضلها حتى يرثها، أو يزوجها من أراد، وكان أهل تهامة يسئ الرجل صحبة المرأة حتى يطلقها، ويشترط عليها ألا تنكح إلا من أراد حتى تفتدي منه ببعض ما أعطاها، فنهى الله المؤمنين عن ذلك.
قال بن عباس في تفسير الآيات: في السابق، عندما يموت الرجل ويترك خلفه جارية، كان يلقي عليها ثوبه لتحجبها عن الناس، وإذا كانت جميلة، كان يتزوجها، وإذا كانت غير جميلة، كانت تحتجز حتى تموت ويورثها غيره.