لماذا سميت يثرب بالمدينة المنورة ؟
تم إطلاق اسم “يثرب” على هذه المدينة بسبب اسم القبيلة التي كانت تعيش فيها، وهي قبيلة عبيل يثرب. وكانت هذه القبيلة أول من سكن هذه المدينة، ولذلك سميت باسمهم. وقد استقروا فيها لأنهم وجدوا فيها سبل الحياة الكريمة بسبب خصوبة الأرض وتوافر الماء، لذلك بدأوا في ممارسة حرفة الزراعة. وبعد ذلك، سكن المدينة قوم العماليق الذين هاجروا من بابل إلى هذه المدينة، وظلوا فيها لفترة طويلة حتى زمن الملك السميدع. وظهرت في هذه المدينة الكثير من القبائل قبل الإسلام، لكنها ظلت تعرف باسم يثرب تيمنا بالقبيلة الأولى التي استقرت فيها. وقد ذكرت المدينة المنورة في القرآن الكريم باسم يثرب، حيث قال تعالى: “وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا
تسمية يثرب بالمدينة المنورة
: استمرت هذه المدينة في التسمية باسم يثرب بعد ظهور الإسلام. ولكن بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إليها ، تم تسميتها باسم المدينة المنورة. ومنذ ذلك الحين ، أصبحت هذه المدينة مكانا مقدسا وكانت أول دولة إسلامية تحكم بأفضل دستور وهو القرآن الكريم. كما أصبحت عاصمة للدولة الإسلامية بعد انتشار الإسلام وظلت عاصمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم. ولكن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب نقل العاصمة إلى مدينة الكوفة لأسباب سياسية. في العصر الأموي ، أصبحت دمشق عاصمة الدولة الإسلامية ، وفي العصر العباسي ، تم بناء مدينة بغداد وأصبحت هي العاصمة. لذلك لم تعد المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية بعد حكم الرسول والخلفاء الراشدين .
أهل يثرب
: بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة ونجاحه في دعوته، قبل أهل المدينة الإسلام وكانوا من قبائل الأوس والخزرج وهم أبناء الحارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة. هاجروا إلى يثرب بعد حدوث سيل عارم أدى إلى القضاء على سد مأرب، وقاموا بمعارك طاحنة مع اليهود وأخيرا استطاعوا هزيمتهم واستقروا في يثرب. بعد ذلك، نشبت بينهما الكثير من الخلافات وأدت إلى معارك شديدة، حتى هاجر الرسول إلى يثرب وأصلح بين القبيلتين، وأطلق عليهم اسم “الأنصار” لأنهم نصروا رسول الله في دعوته واستضافوا المسلمين المهاجرين من مكة في بيوتهم وعملوا بهم بكرم. وقبل الإسلام، كانت قبائل الأوس والخزرج تسمي مدينة يثرب باسم “طيبة الطيبة”، وظلوا يطلقون عليها هذا الاسم حتى وصول الرسول إليها، وبدأت تسمى بالمدينة المنورة منذ دخول الإسلام فيها وحتى الآن .