أسباب الإسقاط النفسي و علاجه
الإسقاط النفسي هو أحد الحيل الدفاعية، التي يبتكرها الشخص لنفسه لكي يلصق عيوبه ومشاكله بالآخرين، بهدف إيجاد تبريرات وأعذار لها، وهدفه الحقيقي هو الهروب من تحمل مسئولية فشله، فعلى سبيل المثال، يشعر الكاذب أن الجميع حوله كاذبون، ويرى الشخص الذي يعاني من جنون العظمة أن الجميع حوله يعانون من نفس المشكلة .
طبيعة الإسقاط النفسي و أعراضه
يحدث الإسقاط النفسي في اللاوعي بشكل تام، حيث يجد الشخص نفسه يتصرف بشكل آلي بدون تفكير أو توجيه .
يجد الشخص نفسه يهاجم من حوله ويعلق عيوبه ونقائصه بهم، وذلك رغبة في حماية نفسه من التعرض للاتهام بتلك العيوب .
يعتمد المتهم دائمًا على إلقاء اللوم على الآخرين عند فشله في إنجاز الأشياء، حيث يتهمهم بالتدخل في طريقه وإعاقته، ويزعم أنهم هم السبب في أخطائه .
يحاول هذا الشخص في بعض الأحيان إظهار أن شخصًا ما يكرهه، على الرغم من كراهيته له، يهتم بهذا الشخص، وذلك لإخفاء مشاعره الدفينة تجاه الآخرين، وهذا يساعده على التخفيف من شعوره بالذنب .
يفسر علماء النفس الفرق بين التبرير والإسقاط، إذ يعد الإسقاط إلصاق التهم بالآخرين للدفاع عن الذات، بينما يعد التبرير حالة من الكذب على الذات لتبرير أخطاء الفرد. كما أوضحوا أن الإسقاط ينتج عن شعور الفرد بالذنب، مما يمكن أن يؤدي إلى بعض الهلاوس والهذيانات .
أسباب الإصابة بالإسقاط النفسي
– يبدأ الشخص في الأتجاه للإسقاط النفسي حينما يتعرض بالفشل في حياته ، سواء كان هذا الفشل متعلق بالدراسة أو الحياة العملية أو العلاقات الزوجية ، أو حتى خسارة في مشروع تجاري .
يبدأ الشخص في الشعور بنقص في قدراته وفشل في حياته، ويبدأ اللاشعور في التطور مع هذا النقصان .
– و هنا يختلف الشخص الطبيعي عن الشخص المصاب ، فالشخص الطبيعي يحاول أن يعيد توجيه نفسه ، و يحدد أسباب هذا الفشل ، أما الشخص المصاب فتتحول أفكاره كلها لإلصاق التهم بغيره ، و إسقاطها عليهم ، فضلا عن بعض محاولات الإنتحار .
مراحل تطور الإسقاط النفسي عند الشخص
يبدأ أولاً بالشك في كل شيء حوله، وفي الأشخاص المقربين منه ولا يثق بأي شخص تمامًا .
تبدأ المرحلة الثانية بتصديق الفرد لذاته والاقتناع بجميع أفكاره حتى يصل إلى مرحلة يعتقد فيها أنه يمكنه قراءة أفكار الآخرين ويبدأ في تبرير تصرفاتهم وأساليبهم على نحو خاص به .
– المرحلة الأخيرة في العمل هي مرحلة الارتكاب الأخطاء، حيث يبدأ الشخص في الانتقاد والتجريح لمن حوله، وتتميز انتقاداته بالحدة والحدّة اللاذعة، ولكنها ليست صحيحة .
تحدث هذه التطورات بشكل سريع وغير ملحوظ، دون تدخل من الفرد .
طرق علاج الإسقاط النفسي
– علاج الإسقاط النفسي في المراحل الأولى يعد أمر سهل ، و يمكن أن يتم دون الحاجة للعديد من جلسات العلاج النفسي .
مع تقدم الحالة، سيحتاج المريض إلى طبيب متخصص ليتمكن من تجاوز وعلاج هذا الاضطراب من خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي .
قد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى بعض الأدوية الطبية لتمكينه من التغلب على هذه الحالة .
لا يحدث الإسقاط النفسي دائماً بوضوح وعلى شكل تصرفات، وفي بعض الأحيان يحدث في شكل أحلام تطارد الشخص أثناء نومه، فمثلاً إذا تعرض الشخص للفشل في حياته الزوجية بسبب خيانته للطرف الآخر، فقد تطارده الأحلام بأنه هو من تعرض للخيانة وهكذا .