آيات التدبر والتأمل في القرآن
آيات قرآنية عن التأمل والتفكير
فرض الله سبحانه وتعالى العديد من العبادات التي تقرب بها إليه وترضيه، ومن أجمل تلك العبادات عبادة التفكر في خلق الله وفي الكون. وقد ذكر في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدعو كل مسلم للتأمل والتفكر، وذلك لأهمية التفكير في زيادة العلم والمعرفة بما خلقه الله سبحانه وتعالى. ومن الآيات القرآنية التي تدعو للتأمل والتفكير في الكون ما يلي:
- قُلِ: انظروا ماذا في السماوات والأرض، وما تغني الآيات والنذر (سورة يونس 101).
- في خلق السماوات والأرض وتبدل النهار والليل، يوجد آيات لأولي الألباب، كما ذكر في الآية (190) من سورة آل عمران.
- الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191).
- تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).
يهتم المسلمون بفهم الكون وآيات التفكير فيه لمعرفة قدرة الله عز وجل، ولمعرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون والكائنات الأخرى، وذلك يؤكد على وجود الله وعظمة خلقه. يتجلى ذلك في علم التفسير وتدبر القرآن، حيث لم يستطع العلماء بكل معرفتهم وجهودهم أن يصنعوا مثل ما صنعه الله وقدرته في تعاقب الليل والنهار واختلاف أجناس وألسنة البشر وكل ما في الكون، وهذا ما يتضح من تدبر القرآن.
- إن الله هو ربكم، له الملك، لا إله إلا هو، فكيف تحولون (الزمر 6).
- وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14و15).
- الله لا يُعطى حقَّ قدره، ويوم القيامة، يكون سيطرته على جميع الأرض، والسماوات مطوية بيمينه. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ” (سورة الزمر، الآية 67).
- إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (سورة البقرة 164).
آيات تحث على التأمل والتفكير
يمكن للمسلم أن يتعلم الكثير من خلال التفكير والتأمل في خلق الله سبحانه وتعالى وفي الكون. إضافة إلى ذلك، فإن التفكير في خلق الله وفي كونه وعظمته يساعد المسلم على التخلص من الأفكار السلبية والابتعاد عن سيطرة الشيطان. من فوائد التفكير في خلق الله وكونه السلام النفسي والابتعاد عن القلق والاكتئاب والشعور بالسعادة والراحة والاستسلام لقضاء الله وقدره في كل أمور الحياة. يساعد التفكير والتأمل في الكون على تنشيط الجسم والشعور بالطاقة الإيجابية. ومن الآيات التي تحث على التأمل والتفكير في جميع خلق الله: (ذٰلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير) (الحج: 62)
- {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} [ق 6].
- (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} [الغاشية: 17].
- يتساءل القرآن الكريم في آية من سورة الأعراف عما إذا كان الناس ينظرون في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وهل يؤمنون بعد ذلك بالحديث الذي يأتيهم عن قرب الموت
- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر 21].
آيات تدل على التأمل في خلق الله
توضح الآيات القرآنية قدرة وعظمة الخالق وتجلى آياته في تنظيم الكون الذي أدهش الإنسان بجمال وتدبير الله في خلقه، كما جاء عن الأنبياء والرسل وتنظيمه وإبداعه في خلق أجزاء جسم الإنسان ودقة خلقه. تروي أيضا قصص الأمم السابقة التي دمرت بسبب معصيتها والأمم التي نجت بفضل إيمانها وطاعتها لله ورسوله ورسالاته السماوية. هذه الآيات تدل على أهمية التأمل في خلق الله سبحانه وتعالى
- ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: 14 – 16].
- ترى الجبال صلبة ولكنها تتحرك كما تمر السحاب بأمر الله، الذي صنع كل شيء بإتقان وهو خبير بكل ما تفعلون.
- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].
- تسبح السماوات السبع والأرض ومن فيهن لله، ولا يوجد شيء إلا ويسبح بحمده، ولكنكم لا تفهمون تسبيحهم. إنه كان حليماً غفوراً.” (سورة الإسراء 44).
آيات التأمل في القرآن الكريم
يدعونا الله عز وجل إلى معرفة حكمة خلق الكون واستغلال جميع المخلوقات لخدمة الإنسان، وقد أكرم الله سبحانه وتعالى الإنسان على جميع المخلوقات الأخرى وميزه بالعقل ليتأمل في عظمة الله في الكون ويستخلص العبرة والحكمة منها في كل القضايا المتعلقة بإثبات وجود الله وأنه هو المبدع الوحيد للكون، وتدعو آيات القرآن الكريم إلى استخلاص العبرة من الملاحدة الذين ينكرون وجود الله ويكفرون به ولا يدركون نعمته العظيمة، ومن آيات التأمل في القرآن الكريم ما يلي
- ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7].
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].
- ثم بعد ذلك دحا الله الأرض، وأخرج منها ماءها ومرعاها، وثبت الجبال ليكون ذلك متاعاً لك ولأنعامك” [النازعات: 30، 31]
- {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)} [عبس].
- وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (38- 40) (سورة يس).
آيات التدبر والتفكُّر في القرآن
يستند كل علماء المسلمين والباحثين الإسلاميين الذين يدهشون الغرب بعلمهم إلى آيات الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم لبيان إعجاز الله عز وجل في خلقه وما به من الحجج القوية والأدلة الشرعية على عظمة الله في الكون وما لا يجعل مجالاً أو مكانًا للشك في قلب أي مسلم من آيات التدبر والتفكُّر في القرآن ما يلي:
- (وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الذاريات :21].
- (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام:11].
- ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾[ص: 29].
- (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)
- [الليل:1-4].
- من آيات الله خلقه للسماوات والأرض والكائنات الحية التي فيهما، وهو القادر على جمعهم إذا شاء
- يعتبر الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل، وله مفاتيح السماوات والأرض، والذين ينكرون آيات الله هم الخاسرون، وذلك وفقًا لسورة الزمر.
- (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) [الشمس:1-6].
- جعل الله تعالى في السماء بروجًا وسراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن يريد الذكر أو الشكر، وهذا ما ذُكر في سورة الفرقان.