النوم القهري .. أسبابه وأضراره
ما هو النوم القهري
في بعض الأحيان يشعر بعض الأشخاص برغبة شديدة في النوم دون قدرتهم على مقاومة هذا الشعور القوي، ويعرف هذا النوع من النوم باسم النوم القهري، ويسيطر هذا النوع من النوم بشكل قهري على الإنسان بسبب الحاجة الشديدة للنوم
أعراض النوم القهري
يصيب النوم القهري جميع الأعمار، ولكنه يظهر بشكل أكبر في مرحلة الشباب، ويحمل هذا المرض العديد من المخاطر الصحية على الإنسان، وبعض الأشخاص لا يدركون إصابتهم بهذا المرض، حيث يعيش المرضى معه لسنوات طويلة دون أن يدركوا إصابتهم بمرض النوم القهري، ولذلك سنوضح أعراض الإصابة بهذا المرض لضرورة التعرف على الحالة وتجنب مضاعفات المرض، ومن أعراض هذا المرض ما يلي:
- الشعور بالنعاس في فترة النهار: يشعر مرضى النوم القهري برغبة شديدة في النوم أثناء فترة النهار، على الرغم من حصولهم على قسط كاف من النوم في الليل، ويعانون من نوبات شديدة من الرغبة في النوم في غير أوقات النوم الطبيعية، مثل النوم في العمل أو أثناء قيادة السيارة
- هلوسة ما قبل النوم: يعاني الإنسان من نوع من الهلوسة نتيجة رغبته الشديدة في النوم، حيث يتحدث أحيانا بصوت منخفض وغير واضح ليتحكم في الرغبة الشديدة.
- توقف حركة الجسم : في بعض الأحيان، يعاني المريض من الشلل المؤقت أثناء اليقظة، والذي يعرف باسم النوم القهري، نتيجة ضعف جزئي في عضلات الركبتين أو الذراعين أو العنق أو الفك، وأحيانا يصل الأمر إلى حد التوقف الكلي في الجسم.
- اضطراب النوم: على الرغم من شعور مريض النوم القهري برغبة شديدة في النوم وعدم القدرة على مقاومة هذا الشعور، إلا أنه ينام بشكل متقطع ويواجه اضطرابات خلال النوم ليلاً.
- بعض التصرفات اللاإرادية: تسيطر رغبة شديدة في النوم على المريض، وعند محاولته مقاومة هذا الشعور، يقوم بأفعال غير إرادية وغير مفهومة، ولا يستطيع تذكرها بعد ذلك.
- النوم المفاجىء: يعاني المريض الذي يعاني من النوم القهري من الرغبة الشديدة في النوم لفترات تتراوح بين ساعات وأحيانا دقائق نتيجة لجميع الأعراض السابقة.
أسباب النوم القهري
يعتبر النوم القهري أحد أمراض الجهاز العصبي المزمنة التي ليس لها سبب محدد أو معروف ولكن يُصاب المرء بهذا المرض نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل تسبب في اضطراب الأعصاب، كما يذهب الأطباء إلى أنّ الإصابة بمرض النوم القهري تحدث غالبًا نتيجة نقص إنتاج الجسم لبعض المواد التالية في الجسم وهي:
- الهيبوكريتين (Hypocretin) هي مادة مسؤولة عن تنظيم دورة النوم عند الإنسان
- مادة الأوكسين (Auxin): هذه المادة مسؤولة عن تنشيط اليقظة لدى الإنسان
يعود إصابة بعض الأشخاص بالنوم القهري إلى عدة أسباب هامة وملحوظة، منها:
- تُعد العوامل الوراثية واحدة من أسباب النوم القهري، حيث يؤدي وجود خلل في الجينات المسؤولة عن إنتاج المواد الكيميائية اللازمة للنوم في جسم الإنسان إلى عدم تنظيم دورة النوم
- كذلك، يتسبب وجود تشوهات في بعض أجزاء من الدماغ في حدوث اضطرابات في النوم
- ينتشر مرض النوم القهري في قارة إفريقيا بسبب وجود ذبابة التسي تسي التي تحمل داء المثقبيات الأفريقي البشري الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة على النوم لدى الإنسان
- يؤدي التعب والإرهاق الشديد وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى أن ينام الشخص دون أن يشعر.
كيفية تشخيصه
يُعطي الطبيب تشخيص أولي لمرض النوم القهري عندما يُخبره المريض بالأعراض التي تتفق مع أعراض الإصابة بالمرض وهي الرغبة الشديدة في النعاس في غير الأوقات الطبيعية مع الإصابة باضطرابات في الجهاز العصبي، ثمّ يقوم اختصاصي النوم بتحديد درجة الحالة من خلال اتباع أساليب معينة ومنها ما يلي:
- معرفة تاريخ بداية الإصابة بالمرض.
- العوامل التي تسببت في الإصابة بالمرض.
- يقوم المريض بتسجيل عدد ساعات نومه في دفتر لمدة أسبوع أو أسبوعين، أو من خلال ارتداء أداة تُشبه الساعة تُعرف الـ (Actigraph) وهي عبارة عن أداة صغيرة تقوم بتسجيل كل المعلومات التي تخص نوم المريض.
- يجب أن يقوم المريض ببعض الفحوصات، بما في ذلك إجراء اختبار لـ Polysomnography، حيث يتم قياس النشاط الكهربائي للقلب والدماغ وكذلك حركة العضلات والعين ومراقبة التنفس، ويتم تنفيذ هذا الاختبار عن طريق وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس المريض قبل النوم
مضاعفاته
يتسبب مرض النوم القهري مع عدم الاهتمام بأعراضه ومعالجة أسبابه في حدوث بعض المضاعفات والعديد من الأضرار للأشخاص المصابين بهذا المرض ومنها ما يلي:
- يسبب مرض النوم القهري للأشخاص المصابين به مشاكل في التفاهم مع الآخرين بسبب عدم فهم أعراضه، مما يتسبب في العديد من المشاكل مع المديرين في العمل أو الدراسة
يجب الإشارة إلى أن القوانين الأمريكية قد وضعت العديد من الضوابط لحماية المصابين بهذا المرض ومنع التمييز ضدهم وضد الأشخاص الأصحاء في مجال العلم، وقامت بتأكيد ضرورة وضع حلول لهذه المشكلة من قبل أصحاب الخبرة.
- من بين مضاعفات هذا المرض تقليل القدرة على التحصيل الدراسي للمريض وتركيزه في العمل
- يتعرض المريض لمخاطر الإصابة الجسدية بسبب حدوث النوم القهري في أي مكان وزمان، مما يجعله عرضة لخطر الحروق إذا كان في حالة نوم قهري أثناء إعداد الطعام أو يصاب بجروح
علاج النوم القهري
لم يتم الوصول إلى علاج نهائي لمرض النوم القهري حتى الآن، ولكن هناك بعض العلاجات والنصائح التي يمكن اتباعها لتقليل خطر هذا المرض، وتشمل ما يلي:
- تناول بعض الأدوية المنبهة: تساعد هذه الوصفة على تقليل الرغبة الشديدةفي النوم التي يشعر بها المعالج الطبيب لتنظيم دورة النوم.
- تناول بعض مضادات الاكتئاب: تساعد مضادات الاكتئاب في منع الهلوسة التي تصيب المريض عندما يشعر بالنعاس، كما تساعد في علاج التشنجات العابرة والتي تسبب توقفًا مؤقتًا في الحركة.
يجب عليكِ توخي الحذر عند تناول هذه الأدوية، ويجب تناولها بتوصية من الطبيب المعالج المؤهل، حتى يتم منع التعرض لأي مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان.
يتعين على الشخص المصاب بمرض النوم القهري أن يتبع النصائح التالية لتخفيف شدة المرض، حيث يحتاج إلى تغيير نمط حياته
- النوم لفترات قصيرة نهارًا: يساعد هذا الشيء على مقاومة الشعور المفاجئ بالنعاس أثناء النهار ويساعد على شعور الانتعاش والتخلص من النعاس لمدة من ساعة إلى ثلاث ساعات في أوقات محددة
- الإقلاع عن التدخين: تزيد نسبة النيكوتين الموجودة في التبغ من اضطرابات النوم، وخاصةً أثناء الليل.
- ممارسة الرياضة: ممارسة بعض التمارين الرياضية بانتظام قبل الذهاب إلى النوم خلال الليل تساعد المريض على البقاء نشطًا ويقظًا طوال النوم وتخفف من الرغبة الشديدة في النوم.
- الحرص على السلامة: يجب على مريض النوم القهري توخي الحذر الشديد عندما يتعرض لحالات النوم المفاجئ في أثناء القيادة، حتى لا يتعرض للخطر.