معنى الفوضى وأنواعها
نظرية الفوضى
هي نظرية رياضية مازالت في إعداد التطوير وتعتمد هذه النظريّة على وصف العديد من الظواهر الفيزيائية، حيثُ تقوم بالربط بين النتائج والأسباب لمسألة معينة كانت موضوع نقاش وجدل على مدار قرون عديدة، حيثُ أكدت المسائل الرياضية الحديثة التي تطابق قوانين الفيزياء أنّه من غير الممكن التنبؤ بأي ظاهرة بطريقة محددة وبصورة دقيقة.
أكدت أيضا أنه من الممكن أن يكون تفسير هذه الظواهر ناتجا عن العشوائية أو الفوضى الهدامة أو الفوضى الخلاقة، وأكد أحد الباحثين في علوم الكيمياء والفيزياء أن الكون يمكن أن يكون تماما محتوما أو فوضويا بالكامل. وتظهر دور نظرية الفوضى حديثا في السياسة، حيث تم اسم الفوضى مؤخرا لتبرير القضايا والقرارات المطروحة على الساحة السياسية.
تعريف الفوضى الخلاقة
الفوضى الخلاقة أو الفوضى البنَّاءة تصف حالة النظام المسيطر عليها في مجال معين، والتي تؤدي إلى قرارات إيجابية ونتائج إبداعية. ويعتبر هذا الرأي والتفسير من أنصار نظرية الفوضى، حيث يمكن الوصول إلى حلول وبدائل جديدة من خلال الإبداع والابتكار مع العشوائية
يتميز النظام المحدد بالصعوبة في الوصول إلى حلول ونتائج بديلة، وتختلف نتائج تطبيق هذا النظام حسب المجال الذي يُطبّق عليه، فمن الناحية السياسية يمكن أن يتم تعريف الفوضى الإبداعية على أنها مجموعة من القرارات التي تساعد على بناء حالة سياسية إيجابية بعد فترة من الفوضى
كما أكد المختصين في المجال السياسي أنّ وجود حالة من الفوضى السياسية سوف يحدث حالة من الاستقرار والقرارات السياسية الناجحة وبناء نظام سياسي جديد يحقق التطوّر ويعمل على نشر الأمن وتحقيق الازدهار والحرية أيضًا، كما تعود نظرية الفوضى على من يسعى لتحقيقها بالعديد من المصالح والمنافع.
من الناحية الطبية، على الرغم من أن جميع الدلائل تشير إلى أن جميع أعضاء الجسم الداخلية تعمل بناء على مبدأ السببية بخطوات حتمية مخططة؛ على سبيل المثال، يحدث انقباض في شرايين القلب عندما يرتفع ضغط الدم مما يؤدي إلى انسداد الشرايين وحدوث الذبحة الصدرية
وفقًا لنظرية الفوضى الخلاقة، تعتمد وظائف الجسم بشكل أساسي على قواعد وأسس معقدة، وكلما كانت الكائنات الحية أكثر تعقيدًا، زادت تلك القواعد والأسس تعقيدًا. تتميز المجموعة المنظمة من الوظائف بالفوضى الإيجابية، حيث يعملون على تحفيز بعضهم البعض دون أي تدخلات خارجية
تسبب هذه الأنواع الحية ظهور حالات من الفوضى المعقدة، حيث يتطلب ذلك الحصول على أكبر قدر من المعلومات لشرح تطور أي ظاهرة بيولوجية، ويتم ذلك باستخدام طرق غير خطية من خلال تطبيق الأنظمة الديناميكية التي تم دراستها في علم الأعضاء من جميع الجوانب وخاصة في القلب والدماغ
مجالات تطبيق الفوضى الخلاقة
تجد تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة استخدامه في العديد من المجالات، فقد استخدمت كوسيلة لتطوير العديد من المجالات وتحفيز الإبداع في مجالات مثل الفن والتعليم والاقتصاد والطب والسياسة والعلوم والدواء، والابتعاد عن الأساليب التي تتميز بالتعقيد والدقة الشديدة
على الرغم من اختلاف تطبيق نظرية الفوضى في كل مجال والنتائج التي تتوصل إليها، فإن الأساس مشترك، حيث إن الإبداع هو عملية لا تقتصر على قواعد أو ضوابط، فالابتكار ينشأ بدون حدود ويتطلب حرية وعشوائية لإبداع أفكار جديدة ومبتكرة.
الفوضى الخلاقة وتداعياتها على الأمن الإقليمي
استيوت الولايات المتحدة الأمريكية نظرية الفوضى الخلاقة في مراقبة وإدارة مصالحها في منطقة الشرق الأوسط وذلك في الفترة التي كانت تعرف بالحرب الباردة، ولكنها استخدمتها بصورة سيئة في بعض الأمور حيث قامت الولايات المتحدة بتأسيس تنظيم القاعدة لاستخدامه في خروج الروسيين عن أفغانستان إلى أن تحول الأمر إلى عداوة بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية على المصالح الشخصية كلا من الدولتين.
تطور العداء وقام تنظيم القاعدة بالإضرار بمصالح الولايات المتحدة، وقام بالتخطيط لضرب العديد من الأماكن الحيوية والرموز السياسية داخل الولايات المتحدة، مما أثر على نظرة الولايات المتحدة للعالم ولذاتها، وقامت بتغيير جميع أفكارها وخططها واستراتيجياتها الموضوعة تجاه العالم الإسلامي، وذلك في غضون ساعات معدودة، مما أدهش العالم على مدى عقود من الزمن
قامت بالبحث عن جميع الأسباب والأكاذيب واستخدمت العديد من الشعارات لابتزاز المجتمع الدولي ومحاولة الدخول في شؤون الدول الأخرى تحت شعار حماية الأمن القومي، حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي أحدثت تغييرا شاملا في كل العلاقات الدولية
جعلت بعض الدول الحدث الأليم للحادي عشر من سبتمبر وسيلة لتغيير علاقاتها مع دول الشرق الأوسط وإعادة فرض نفوذها، وزعمت أن ما تقوم به هو لحماية أمنها القومي واستخدام شعار مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط
أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، واستخدمت العديد من الشعارات الكاذبة مثل القضاء على أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ونشر الديمقراطية كذريعة لدخول الدول العربية والدول الشرق أوسطية بحجة حماية أمنها القومي، وليس لإحداث الفوضى.
المشكلة البحثية
أحدث حادث 11 سبتمبر 2011م تحولا في العلاقات الدولية وهيكلتها من جديد، حيث أدت إلى طرح العديد من القضايا الجديدة على الساحة السياسية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتحول الديمقراطي. بعد أحداث 11 سبتمبر، لم تعد دول الشرق الأوسط هي المهددة للأمن القومي المزعوم فحسب، بل أصبحت كل الأنظمة التي تتبعها العديد من الدول ولا تتوافق مع المصالح الأمريكية.
تغيرت وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية تجاه دول الشرق الأوسط بعد أن حافظت على أمنها لأنها كانت تستورد النفط من هذه الدول، ولكنها تغيرت في قراراتها تجاه دول الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر. رأت ضرورة إجراء تغييرات جذرية وإصلاحات في الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي.
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بطرح مبادرة أطلق عليها مبادرة الشرق الأوسط عام 2014 م وقامت بعض الدول من مجموعة الثماني بالتوقيع على هذه المبادرة حيثُ قامت الولايات المتحدة بتحديد وضع الآليات الخاصة ينفيه بنود المبادرة في الشرق الأوسط ويكون ذلك من طريق القيام بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية في المنطقة، من أجل القضاء على التهديد الموجه من هذه الدول للأمن القومي الأمريكي المزعوم لتبدأ من هنا الأسئلة البحثية:
السؤال الرئيسي: هل للفوضى الخلاقة تأثير على الأمن الإقليمي؟
الأسئلة الفرعية
- لماذا اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام الفوضى الإبداعية؟
- هل تغيرت رؤية الولايات المتحدة الأمريكية نحو دول الشرق الأوسط بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟
- ما هي تداعيات الحادي عشر من سبتمبر على أمن دول منطقة الشرق الأوسط؟
الأهمية العلمية
تنفذ العديد من الدراسات العلمية في ظل الظروف الحالية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بعد إعلانها الحرب على الإرهاب في جميع أنحاء العالم بعد أحداث 11 سبتمبر، من خلال العديد من المصادر في سياسة الخارجية الأمريكية المتبعة في مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، لم تطبق هذه السياسة في علاقتها مع هذه الدول ولم يتم تقدير تأثيرها على العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.