فوائد التأمل الذاتي وخطواته

مفهوم التأمل الذاتي 

التفكير الذاتي هو عملية تتطلب الكثير من الوقت والتفكير والتأمل والتقييم والتفكير الجاد في سلوكياتك وأفكارك ومواقفك ودوافعك ورغباتك، إنها عملية الغوص بعمق في أفكارك وعواطفك ودوافعك وتحديد السبب وراءها، ويسمح لك التأمل الذاتي بتحليل حياتك من المستوى العام والتفاصيل الدقيقة، وعلى المستوى العام، يمكنك تقييم مسار حياتك العام ومعرفة وجهتك وتحديد ما إذا كنت راضيا عن الاتجاه وإجراء التعديلات اللازمة، وعلى المستوى الدقيق، يمكنك تقييم استجابتك للظروف والأحداث المعينة، ويقدم لنا التأمل الذاتي منظورا جديدا لحياتنا ويساعدنا على التعلم والنمو والتقدير والفهم

فوائد التأمل الذاتي

ترتبط أهمية التأمل الذاتي ارتباطًا وثيقًا بالفوائد المذكورة أدناه:

• معرفة قيمك الأساسية

كلما قمت بالتفكير بعمق في نفسك، زادت سهولة تحديد قيمك الشخصية الأساسية، فعندما تعرف ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك، يصبح من الأسهل تحديد السبب وراء الخيارات التي تقوم بها والاحتفاظ بها، والأشياء التي ترغب في القيام بها في حياتك، كما يصبح من الأسهل معرفة سبب انزعاجك من شيء ما وما إذا كان عليك فعل شيء تجاه ذلك

• فهم غرضك وإمكانياتك

ابدأ في استكشاف إمكاناتك الفريدة وأهدافك من خلال التأمل في ذاتك. كلما زاد وعيك بنقاط قوتك وضعفك، زادت قدرتك على رؤية ما يمكنك أن تسهم به وما تحتاج إلى العمل عليه. من المرجح أن تركز طاقتك في المجال الذي ستحقق فيه أقصى فائدة. يجب أن يكون جزءا من تفكيرك الشخصي التشكيك في المعتقدات التي تعتقدها بشأن إمكاناتك وهويتك وأهدافك. فبعض المعتقدات لا تستحق الاحتفاظ بها، وستتعلم أن تدرك ذلك وتتخلص منها.

• التفكير في الصورة الكبيرة

التأمل الذاتي اليومي يساعدك في فهم العالم وموقعك فيه، وعندما تعرف ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك، فمن المحتمل أن تركز على التفاصيل الصغيرة أقل، وتصبح أكثر قدرة على وضع الأمور في موضعها الصحيح، وسوف تفكر في الصورة الكبيرة، وسيساعد وعيك الذاتي على الوقوف خارج نفسك وعواطفك (بالإضافة إلى مشاعر الآخرين)، وعندما تتمكن من ذلك، سيكون من السهل عليك أن تكون حاضرا بشكل كامل دون الشعور بالارتباك، ويمكن للحدس الخاص بك أن يرشدك إلى وجهة النظر الصحيحة، ومن هناك، يمكنك أن ترى ما لم تره من قبل

• مواجهة مخاوفك

كلما زاد وعيك بنفسك، زاد وعيك بما يعيقك عن النمو ويمنعك من التقدم، فاكتشاف مخاوفك الحقيقية ورؤية النعم الموجودة في جانب آخر من تلك المخاوف يمكن أن يمنحك القوة التي تحتاجها لمواجهتها. وعندما تنمو في الوعي الذاتي، ستكون عازما على مواجهتها وستزداد شجاعتك بينما تتغلب على تحديات واحدة تلو الأخرى، وستتخذ القرارات بشكل أفضل. ومع التأمل الذاتي، ستصبح أكثر وعيا بصوتك الداخلي وكل ما يحاول أن يوجهك إليه، ومع هذه الارتباطية الأقوى، ستجد أن اتخاذ القرارات أسهل. فالصوت الداخلي يعرف الأمور ولا يشتت وقتك في التفاصيل غير المهمة. وكلما زاد وعيك بنفسك، قل تشتت انتباهك بسبب آراء الآخرين والفوضى العقلية الأخرى، وهذا يعني أنه يمكنك التفكير بوضوح أكبر

• علاقات أفضل

كلما تعرفت على نفسك بشكل أفضل، زادت قدرتك على رؤية الروابط بينك وبين الأشخاص من حولك. يتزايد ذكاؤك العاطفي مع وعيك الذاتي. كلما ارتفع معدل التوازن لديك، يصبح التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق أسهل. وكلما قل احتمال قلقك بشأن آراء الآخرين عنك، ستكون لديك أيضا فهما أفضل لاحتياجات الأشخاص المقربين منك، لأنك ستكون أكثر وعيا واحتراما لاحتياجاتك الحقيقية.

• أقل توتر وقلق

كلما أصبحت أكثر وعياً لذاتك ، قل احتمال قلقك بشأن ما يمكن أن يحدث ، أو ما لم يحدث بعد ، فأنت لا تتوقف فجأة عن الشعور بالقلق ، ولكن إذا كنت أكثر وعيًا بالأسباب الكامنة وراء القلق ، فيمكنك تقديم حجة مضادة بناءً على الأشياء التي تعرف أنها صحيحة ، ويمكن أن تكون أفكارك قوية ، عندما تعيش بوعي أكبر ، وأن تساعدك على الصمود في وجه العواصف ، حتى لو لم تتمكن من منع حدوثها على الإطلاق.

• نوم أفضل

ما دام وقت النوم ليس وقتا للاهتمام بالمشاكل، فمن الممكن أن تنام بشكل أفضل إذا أعددت لذلك. ابدأ بالتعبير عن الامتنان لهذا اليوم، ثم تحدث عن أي مخاوف متبقية مع شخص تثق به، سواء كان شريك حياتك أو مصدر الحب والدعم، أو أي روح ترشدك

• قبول الذات والرحمة

قبول الذات مستحيل بدون معرفة الذات التي تأتي بعد التأمل الذاتي ، فقط عندما تبدأ في التفكير الذاتي على أساس يومي ، يمكنك التعرف على المجالات التي تحتاج إلى العمل وتعلم تقدير مواهبك الفريدة ، لذلك ، عندها فقط يمكنك أن تتعلم أن تحب نفسك وتسامحها وتقبلها كما أنت ، دون الحاجة إلى إذن أي شخص.

خطوات التأمل الذاتي 

بعد التعرُّف على فوائد التفكير الذاتي، يمكن استخدام الخطوات التالية للتأمل الذاتي وجعله جزءًا من الروتين اليومية

• جدولة وقتك اليومي للتأمل الذاتي

يكون أفضل وقت لممارسة التأمل الذاتي هو عندما يكون لديك الطاقة العقلية والعاطفية الكافية للتعامل مع الأسئلة الصعبة ومعالجة ما تفكر فيه وتشعر به. وأفضل طريقة للتأكد من أنك تقوم بذلك هي جدولته وتخصيص بعض الوقت له، وتعيين تذكير لنفسك حتى لا تنسى.

• تحدي نفسك بأسئلة صعبة

يمكن أن تأتي هذه من قائمة أو تنبع من موقف تجد نفسك فيه ، إذا لم تتمكن من الإجابة على الأسئلة عندما تخطر ببالك ، فقم بتدوينها حتى تتمكن من الوصول إليها لاحقًا ، الشيء المهم هو طرح الأسئلة (واحدًا تلو الآخر) وإعطاء نفسك الفرصة للإجابة عليها بصدق ، تحتاج أيضًا إلى وقت للتفكير في إجاباتك والتوصل إلى أسئلة متابعة.

• مجلة كل يوم

ستعمل الممارسة البسيطة المتمثلة في كتابة اليوميات على تسريع فوائد التأمل الذاتي عن طريق إرسال إشارات إلى عقلك لإيلاء اهتمام أكبر لأسئلتك وإجاباتك ، بالإضافة إلى أي ملاحظات ورؤى تقوم بتدوينها ، باستخدام دفتر اليومية ، يمكنك إنشاء مساحة بينك وبين ما تكتبه ، وهذه المسافة تساعدك على التعامل معها بشكل أكثر واقعية ، بالإضافة إلى ذلك ، ستحصل على سجل مكتوب لتقدمك

• النظر في الإرشاد والتوجيه الروحي

لا يُسهل عليك السماح للآخرين بفهمك بشكل أعمق، خاصةً إذا كنت لا ترغب في التخلي عن المعتقدات التي تؤمن بها بنفسك. وكلما زاد تأملك الذاتي، زادت صعوبة التمسك بهذه المعتقدات. لا يوجد أي مانع من طلب المساعدة من شخص يمكنه تسريع هذه العملية.

• قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة

: يمكن أن يساعد قضاء الوقت في الطبيعة على تباطؤ الأمور وتقييم ما يدور في ذهنك، وتنفس الهواء النقي ومشاهدة الرياح في الأشجار يساعدان في الشعور بالسلام الداخلي وإزالة الفوضى من العقل وزيادة الوعي بالعالم الطبيعي، ويرغبك في إجراء تغييرات والتخلص من المعتقدات التي تعيق نموك