هل تساعد التمارين الرياضية مرضى الذبحة الصدرية ؟

تلعب الرياضة دورا حيويا ومهما في تحسين الصحة بشكل كبير. فالرياضة لا تساعد فقط على الحصول على وزن مثالي وجسم متناسق ورشيق، ولكنها تحسن الصحة بشكل عام وتساعد على الاستمتاع بجسد قوي وسليم، والأهم من ذلك، جسد خال من الأمراض والمشاكل الصحية التي تؤثر على حياة الإنسان بشكل كبير وتسبب له الكثير من المتاعب الصحية والنفسية. ولذلك، يتمتع الرياضيون عادة بجسد متناسق وصحة جيدة، على الأقل لا يعانون من الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحتهم وحياتهم، ويعود ذلك جزئيا إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام .

وقد ربط العديد من الأطباء بين فوائد ممارسة الرياضة وأهميتها في علاج العديد من أمراض القلب. تعزز الرياضة قوة عضلة القلب بشكل عام، حيث تزيد من نشاط العضلة القلبية وتنظم ضرباتها لتسير بإيقاع منتظم واحد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الرياضة على تحفيز الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم للجسم بأكمله. لذلك، فإن ممارسة الرياضة تعتبر أمرا هاما وضروريا بشكل خاص لمرضى القلب. يتطلب علاج بعض الأمراض القلبية من المرضى أن يقوموا بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تعمل الرياضة جنبا إلى جنب مع العلاجات الطبية على شفاء العديد من الأمراض القلبية الخطيرة .

وأحد أخطر الأمراض القلبية هو مرض الذبحة الصدرية ، والذبحة الصدرية مرض خطير ينشأ نتيجة تراكم الدهون في الشريان التاجي و قيام هذه الدهون بمنع الدم من التدفق بشكل طبيعي ومنتظم إلى القلب من خلال الشريان التاجي ، فالشريان التاجي هو أهم شرايين القلب ، وهو السئول عن غذية القلب من خلال إمداده بالدم الذي يحتاجة بشكل مستمر دون توقف ، وعندما يمنع الدم من المرور إلى القلب أو تقل كمية الدم الواصلة إلى القلب فإن القلب يبدأ يعاني من نقص المدد ، ويترتب على هذه الحالة أضرار صحية غاية في الخطورة ، وتستوجب علاجآ سريعآ للسيطرة على هذا المرض قبل أن يسبب أضرار أخرى بالقلب .

هناك نوعان رئيسيان من الذبحة الصدرية، فهناك الذبحة الصدرية المستقرة والذبحة الصدرية غير المستقرة. تعرف الذبحة المستقرة بأنها الحالة المزمنة التي يشعر بها المريض بألم في الصدر عند تعرضه لجهد بدني كبير مثل ممارسة الرياضة. يمكن للطبيب أن يتنبأ بالذبحة الصدرية ومدى الألم الذي يمكن أن تسببه للمريض في هذه الحالة، ويمكن للطبيب التعرف على مدى تعافي المرض من خلال الفحوصات. أما بالنسبة للذبحة الصدرية غير المستقرة، فهي الحالة التي تحدث فجأة دون وجود أي أعراض تحذيرية، وتحدث عادة أثناء الراحة والاسترخاء، بالمقابل للنوع الأول الذي يظهر بوضوح بعد مجهود أو نشاط بدني .

وقد أكد العديد من الأطباء بمعهد أمراض القلب بالولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة 70 % من مرضى الذبحة الصدرية يشعرون بتحسن كبير في الصحة بعد القيام بممارسة التمارين الرياضية بإنتظام ، كما أن الرياضة تخفض من خطر التعرض للإصابة بالذبحة الصدرية وتكرارها من جديد ، فهي تعد وقاية أيضآ من الغصابة بالذبحة الصدرية للأشخاص الأصحاء أو المرضى .

نصائح لمرضى الذبحة الصدرية عند ممارسة الرياضة :

1 – الإنتظام : يجب على مريض الذبحة الصدرية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أن الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية وعدم التوقف عنها يحقق الفائدة المرجوة من الرياضة .

2 – استشارة الطبيب : كل حالة مرضية لها ظروفها الخاصة وعواملها المرتبطة بها، ويكون الطبيب المعالج هو الشخص الوحيد الذي يمتلك معرفة كافية حول هذه الأمور. لذلك، يجب على المريض أن يستشير طبيبه قبل بدء ممارسة الرياضة ليسأله عن أفضل التمارين التي يمكنه ممارستها دون أن تسبب أي ضرر لعضلة القلب، وفي الوقت نفسه الاستفادة من ممارسة الرياضة .

3 – تنظيم التنفس : يساهم تنظيم التنفس أثناء ممارسة التمارين الرياضية في تحسين ألم الذبحة الصدرية بشكل ملحوظ للمرضى، ومع الاستمرارية، يختفي الألم تماما .

يمكنك الاطلاع على المقالات التالية :
ما هي الأمراض المزمنة ولماذا يطلق عليها هذا الاسم
دراسة تؤكد : الثوم هو أفضل علاج لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم
ما هي تقنية العلاج باللمس