منوعات

لماذا يصعب النوم في مكان جديد

أرق النوم في مكان جديد

غالبا ما يضطر الأشخاص إلى الاستيقاظ في الليلة الأولى التي يقضونها في مكان ما إلى نوم غير مستريح عند النوم. حتى الآن، كانت الأسباب التي ترجع إلى “تأثير الليلة الأولى” تتعلق بما يعرف بـ “نظافة النوم”، وهي العادات والروتين التي تساعد الدماغ على الاسترخاء والنوم.

تسلط دراسة حديثة من جامعة براون الضوء على هذه المسألة، حيث تم اكتشاف أنه عندما ننام لأول مرة في مكان ما، يظل أحد نصفي الكرة الأرضية في حالة تأهب، ولكن المتطوعين بدؤوا في التكيف مع المكان والظروف في الليلة الثانية، مما أدى إلى نومهم بشكل أكثر استرخاءً.

فشيء ما يحدث أيضًا لبعض الثدييات وبعض الطيور، التي ينام نصفيها الدماغيين منفصلين لأسباب تتعلق بالبقاء على قيد الحياة: يكون أحد نصفي الكرة الأرضية في حالة تأهب بينما يستريح الآخر، وكان هذا الدليل من عالم الحيوان هو بالضبط ما ألهم المسؤولين عن دراسة جامعة براون في استفساراتهم.

تضمنت التجربة مطالبة 11 متطوعًا بالنوم مع زوج من سماعات الرأس التي تصدر أنواعًا مختلفة من الأصوات في كل أذن، ووجدوا أن النصف المخي الأيسر للمشاركين كان أكثر حساسية للأصوات النادرة خلال الليلة الأولى.

خلال الليلة الأولى يكون النصف المخي الأيسر أكثر حساسية للأصوات، ويبقى في حالة تأهب ” ومن ناحية أخرى في الليلة الثانية بدا أن المتطوعين تكيفوا مع المكان والظروف وكانت السجلات المخية أقل، ويشير الاستنتاج إلى أنه يمكن للبشر أن يتشاركوا مع حيوانات معينة في القدرة على البقاء متيقظين لبيئة جديدة، وهو ما يفسر سبب عدم نومنا جيدًا في الليلة الأولى التي قضيناها في مكان ما.

هل يعود سبب عدم النوم في مكان جديد إلى التطور أم الروتين

توضح الدكتورة تيريزا ساجاليس، الرائدة في دراسات النوم في إسبانيا وعضوة في جمعية النوم الإسبانية (SES)، أن الحيوانات الأخرى لا تنام بنفس طريقة البشر، إذ تستيقظ بأدنى ضوضاء وتتحرك وتهتم بأمورها، مثل تناول الطعام ورعاية الصغار وما إلى ذلك

أي على عكس البشر لا ينامون جيدًا ليلاً، ومن ناحية أخرى تضيف ساجاليس “لقد تطورنا بطريقة مختلفة لأننا نعيش في مجموعات والبعض يراقب والبعض الآخر ينام، وعلى سبيل المثال يمكن أن يحافظ على النار ويطرد الحيوانات المفترسة”، يضاف إلى ذلك أننا تمكنا من التأقلم مع البرودة والحرارة، التغييرات التي جعلت خصائص معينة تم تخفيفها بالتأكيد.

مشكلة تؤثر على كثير من الناس

تتباين المتغيرات التي يتم تحليلها عند العديد من الأشخاص عندما يتم قياسها في الليلة الأولى وفي الليالي التالية

لا يعتبر `تأثير الليلة الأولى` اضطرابًا في النوم، ولكن الباحثون يعترفون بأنه مشكلة تؤثر على العديد من الأشخاص، ويوضح الباحثون أنه على الرغم من أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن هناك أشخاصًا حساسين جدًا للنوم، فقد تم اكتشاف هذه المشكلة عندما بدأت الفحوصات المختبرية.

تمكنت الخبيرة من التحقق من كيفية تغيير المتغيرات التي تم تحليلها في مرضاها إذا تم قياسها في الليلة الأولى أو التالية، وعلى الرغم من أنها تدرك أن “النوم في عيادة النوم أمر مزعج دائمًا، فمن الواضح أن العناصر الخارجية تؤثر مثل الضوء أو درجة الحرارة بشكل أكبر خلال الليلة الأولى في مكان جديد.

تؤثر العوامل الخارجية على نوعية النوم، ويمكن أن يؤدي التحقيق في هذه الخصائص للاستنتاج أن نشاط الدماغ، على سبيل المثال، لا يتأثر عند تعديل درجة حرارة الغرفة، ولكن يتأثر عند تغيير نوعية الوسادة.

يعرب الطبيب المتخصص في طب النوم، إدوارد إستيفيل، عن شكوكه بشأن هذا السبب التطوري الذي أشارت إليه تجربة جامعة براون، حيث يقول: `يبدو أن الأمر ليس بسبب مشاكل النوم أو البقاء على قيد الحياة، ويبدو أنه مسألة روتينية وعادات`.

توصيات المتخصصون للنوم في مكان جديد

يوصي الخبراء بعدم استخدام الأدوية المنومة. تقول تارا مور إنه في الليلة الأولى من النوم في مكان جديد، لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت ذكرياتنا البعيدة وراء الصعوبات التي نواجهها في كل مرة ننام فيها خارج مكاننا المعتاد. لذا، يبقى النصيحة لمواجهة الليلة الأولى في مكان جديد تتعلق بجعل البيئة المحيطة أكثر تألقا.

تقول ساجاليس: يوصى بأن يعرف كل شخص ما هو الأشياء التي تزعجه بشأن النوم في المنزل”، حيث يمكن أن يكون الإزعاج خفيفًا بالنسبة لبعض الناس أو قد يكون الضوضاء أو درجة الحرارة المرتفعة مزعجة للآخرين.

يقول إدوارد إستيفيل الطبيب المتخصص في طب النوم يبدو أنه من غير المحتمل أن يكون ذلك القلق لأسباب تتعلق بالعيش أو البقاء، فبالإضافة إلى ذلك عندما تضطر إلى النوم في مكان جديد يُنصح بالتعرف على تلك الغرفة الجديدة ومحاولة تصحيح جميع المشكلات التي نعلم أنها يمكن أن تدمر نومنا يمكنك فعل الآتي:

  • ارتدِ سدادات أذن
  • اخفض الستائر بشكل صحيح
  • تأكد من أن البطانيات تناسبك أو ازيلها إذا أحسست بالتوتر.

ينصح إستيفيل باستخدام أساليب الاسترخاء أو استخدام مواد طبيعية تحفز على النوم مثل التنفس العميق، ولا يوصى دائمًا باستخدام الأدوية المنومة إلا إذا لزم الأمر

أرق السفر

لماذا يصعب النوم في فندق

هناك سبب علمي لهذه الظاهرة التي تحدث حتى في أفخم الفنادق الخمس نجوم. قالت خبيرة النوم ميليسا مور من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا: `لطالما عرف الباحثون والأطباء في مجال النوم` تأثير الليلة الأولى، وتشير دراستها إلى أن نصف الدماغ ينام بشكل أقل عمقا في الليلة الأولى في بيئة جديدة، مما يسبب صعوبة كبيرة في النوم.

وفقًا لمور، يتطور الارتباط بين النوم والبيئة أيضًا خلال الطفولة، ويمكن أن يواجه الأطفال مشاكل في النوم مثل النوم بجوار الباب مع العديد من الوسائد الناعمة والمصابيح الضوئية أو الأجهزة الإلكترونية للنوم، وعندما تفتقد هذه الأشياء في مكان جديد، يصعب النوم لأن الدماغ قد تعود عليها.

في المنزل، حتى مع جميع الأغراض المفضلة لديك للنوم، قد تستيقظ من 4 إلى 6 مرات، ومع ذلك، في الفندق يستغرق المرء وقتا أطول للعودة إلى النوم، وأضاف مور: `بعد كل دورة نوم، يستيقظ الدماغ لفترة قصيرة، وعموما نحن جيدون جدا في العودة إلى النوم بحيث لا نلاحظ ذلك`، ولكن في الفندق أو خارج بيئتنا العائلية، يكون الأمر أكثر صعوبة.

كيف أنام بسرعة أثناء الرحلة

  1. الاستحمام: يمكنك الاستحمام السريع لتخفيض حرارة جسمك وتهيئته للنوم والاسترخاء
  2. يجب تجنب تناول المنبهات مثل القهوة والشاي والكاكاو والكولا وأي مادة منشطة للجهاز العصبي المركزي بعد مرور 16 ساعة.
  3. تناول العشاء قبل ساعتين على الأقل من النوم.
  4. لتحسين النوم في الفنادق، يجب تجنب الضوضاء والإضاءة الزائدة، ويجب أن يكون سرير الفندق واسعًا ومريحًا والوسادة مريحة أيضًا، كما يجب الحفاظ على درجة الحرارة ثابتة، حيث تؤثر الظروف البيئية على النوم أيضًا.
  5. تجنب استخدام شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وإضاءة LED قبل النوم لأنها تعيق نمط النوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى