علم النفسعلم وعلماء

اهمية التعرف على الذات

ما هي معرفة الذات

إن معرفة الذات هي حاجة إنسانية قديمة جداً، فالفلسفة والطب وعلوم التحليل النفسي تعتمد جميعها على هذه الحاجة، والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي وبرامج الترجمة الآلية والتقنيات والأبحاث جميعها تعتمد على هذه الحاجة أيضاً، كما ذكر الفيلسوف الألماني إيكارت

قال في مقولته الشهيرة: `إن سبيل المرء الوحيد لمعرفة الله هو معرفة نفسه`.

كيف يستطيع الشخص معرفة نفسه والعالم إذا كان لا يعرف الأدوات التي ستساعده على اتخاذ القرارات؟ وكيف يمكن للناس العيش والاستجابة كما يجب إذا كانوا يفتقرون إلى فهم الأمور المهمة المؤثرة في اتخاذ القرارات؟ سأل أحد أهم المحللين النفسيين (إريك فروم) حول “أنا”، الذي هو موضوع القرارات والإجراءات، وإذا لم نفهمه بشكل صحيح، فإن جميع أفعالنا وقراراتنا ستكون مبنية على الجهل والعمى. ويجب فهم الذات ليس فقط لأسباب روحية أو دينية أو أخلاقية أو إنسانية، ولكن أيضا لأسباب بيولوجية، لأن القرارات والأفكار والصحة والسلامة والتعليم والعلاقات الشخصية تعتمد على صحة المعرفة الذاتية.

يجب على الفرد أن يقترب من نفسه أكثر لاكتشافه، وفهم الحياة، والمثابرة في نفسه وفي تعامله مع الآخرين. ومشكلة الإدراك الذاتي ليست سهلة بسبب تعقيد بنية الإنسان وتناقض أفكاره ومشاعره، وهناك جانبان مهمان يؤثران على حياة الإنسان ويسببان تقلباته: العقلانية والحساسية، بالإضافة إلى تأثير بعض العوامل المحيطة به. يجب على الفرد أن يجد هويته ويتعامل مع نفسه بصفاء وشفافية في التعامل مع الأمور التي يواجهها.

أهمية معرفة الذات

معرفة الذات من أكبر المشاكل التي يعاني منها بعض الناس ، والجميع مقتنع بأن معرفة الذات هي مفتاح التطور والنجاح في هذه الحياة حيث تجعلك تقم بأداء واجباتك وأفعالك بالطريقة الأفضل والأمثل الصعوبات التي يواجهها الجميع في معرفة أن النفس هي النفس البشرية معقدة ، وهناك ضعف وقوي ، وأمن وخوف ، وصارم وضعيف ، والنفس البشرية مجموعة من عدد كبير من التناقضات ، ويصعب على الجميع يستوعب كل جوانبه النفسية ليفهم نفسه ويكمن أهمية معرفة الذات فيما يلي:

  • يؤدي فهم الذات إلى علاج المشاكل والأعراض النفسية والتوتر، حيث يمكن للفرد، كما قال فرويد، أن يكون منتجا ونشطا، وهذان هما الاحتياجان الأساسيان للفرد والمجتمع على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا تقدير الخسارة الكبيرة للموارد والضغط الشديد على الحياة الشخصية والسعادة التي يتسبب فيها تجاهل الفوائد المتعلقة بالصحة العقلية والنفسية والتوتر والإدمان.
  • تساعد معرفة الذات الإنسان على تحديد حدود قدراته وطاقاته.
  • يجب على الفرد فهم مقدار ما يستطيع التخطيط له في حياته، ومقدار ما يستطيع إنجازه من خططه، حتى يتمكن من التصرف بشكل جيد في المواقف المختلفة التي يواجهها.
  •  ليدرك قيمته أمام نفسه وأمام الآخرين. ليقوم بتصحيح حياته وتغيير السلبيات في نفسه وحياته.
  • حتى يقدم لنفسه كل ما يحتاجه من رعاية نفسية وعقلية وروحانية.
  •  التواصل مع الآخرين ليس بالأمر البسيط، ويحتاج الإنسان إلى فهم ذاته أولًا حتى يتمكن من فهم الآخرين والتعامل معهم بالشكل الصحيح، وذلك يتطلب قبول الشخص لنفسه قبل قبول الآخرين.

خطوات معرفة الذات

كيف يمكن للفرد أن يعرف نفسه من خلال طرق اكتشاف الذات؟ يمكن للشخص أن يتعرف على نفسه من خلال الخطوات التالية

  • لمعرفة الذات، يجب على الشخص أولا أن يحب نفسه، حيث يمكن لحب الذات مساعدته على تقديم الأفضل والتخلص من الحب السلبي، مما يعني الاحترام وتحديد قيمه واحترامها والالتزام بها ووضع نفسه في المكانة التي تناسب شخصيته. كما أنه لا يجب عليه وضع آراء الآخرين فوق رغباته وإنجازاته الشخصية، فذلك يجعله ينسى نفسه ويعمل بجد لتحقيق رغبات الآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب رغباته الشخصية.
  •  تأثرت معتقداتهم بشكل إيجابي بعد تصوير صورته الحقيقية وشخصيته المستقلة.
  • يجب احترام آراء الآخرين بأي حال من الأحوال؛ لأنهم يعبرون عن أنفسهم، وأنت تعبر عن نفسك من خلال رأيك في نفسك والأشياء الأخرى حولك.
  • يجب أن يؤمن الإنسان بنفسه ليكون مبدعًا ويحقق أهدافه بطريقة متوازنة وواعية، وليعيش حياة مناسبة ويكون قادرًا على التخلص من كل الأشياء السلبية في شخصيته وحياته.
  •  يجب مواجهة المسؤولية بدلا من الخوف منها، لأن الخوف والتراجع يمنعان من اكتساب الخبرات التي تساعد على تحديد الهوية الفكرية والعاطفية وتشجع على التفكير في حلول تتناسب مع الشخصية.
  •  يتمكن الشخص الذي يمتلك الثقافة والمعرفة في جميع المجالات من النظر بطريقة صحيحة وسليمة إلى كل ما حوله في الحياة.
  • تمكن معرفة الذات الأشخاص من معرفة حقيقة الحياة وحقيقة الأشخاص من حولهم، وحتى إذا كانت الحقيقة مخفية، فإنها تبدأ بخطوات العثور على الذات.

شروط معرفة الذات

تتضمن شروط معرفة الذات العديد من الأمور التي يجب على كل شخص يريد تحقيق هذا الهدف الالتزام بها، وذلك لتحقيق هدف أكبر وهو

  • النهوض بجودة حياته وتحسينها ، وأن يكون صادقًا وواضحًا مع نفسه في هذه الشروط يا فرانك لا تتخيل وجود صفات أو خصائص معينة إنها في الحقيقة غير موجودة ، فهذه الأشياء أضرت بالإنسان بشدة ، وجعلته ذاتًا متخيلة ، ومنعته من تحقيق أهدافه. بالإضافة إلى الذات الحقيقية التي تعيش في قلب المرء .
  • يجب أن يكون لديه عقل نقي وروح نقية، ويجب تجنب التأثر بشخصيات الآخرين قدر الإمكان.
  • يجب علينا أن نحاول قدر الإمكان عدم اللعب بدور غير متوافق مع الطبيعة البشرية، وأن نتحمل النقد بإيجابية، ويجب أن نكون متواضعين حتى نحقق نتائج مرضية. ذلك يشمل القيام بالأدوار المتوافقة مع طبيعتنا كبشر.

معرفة الذات في الإسلام

تؤدي معرفة الذات إلى معرفة الله القدير، وهو حجر الزاوية في التعليم والرعاية، ويرد القرآن والعديد من الأحاديث والروايات إلى أن طريقة معرفة الله هي معرفة نفسك، فكما ورد في كتاب الله عز وجل في سورة فصلت “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.

على سبيل المثال، فهم الروح واكتشاف أبعادها، مثل السعي وراء الكمال اللانهائي، سيلهم الناس لتفاني أنفسهم في تحقيق السعادة الأبدية والخلود في الحياة الآخرة، وهذا النوع من المعرفة يتطلب الاختيار والسعادة والقرارات الكاملة، ويولد الحاجة إلى هداية الأنبياء والإيمان بالنبوءات وقيادة الأمم وإرشادها. يجب أن نشير هنا إلى أن التعليم العام والتوجيه الشامل لا يزالان يعتمدان على نظام إيمان سليم وبناء معرفي سليم.

ذكر الإسلام معرفة الذات في القرآن الكريم، فذكرها في قوله تعالى {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وكذلك في قوله عز وجل لآية كريمة: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى