وسائل الاتصال الحديثة والقديمة بالصور
يعد الاتصال أحد السمات الإنسانية البارزة سواء كان كلمة أو صورة أو موسيقى ، وتستخدم كلمة الاتصال في سياقات مختلفة وتتضمن مدلولات عديدة ، في معناها الفردي communication، وتعنى تبادل الأفكار والرسائل والمعلومات وفي معنى الجمع communications، وتعني الوسائل التي تحمل مضمون الاتصال ، فمن الصعب أن نتخيل المجتمع الحديث بدون وسائل الاتصال.
قد مرت البشرية بعدة مراحل حتى وصلت إلى العصر الحديث الذي نعيشه، حيث تطورت وسائل الاتصال بشكل سريع وملحوظ منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وبدأت النظم الاجتماعية في بعض المجتمعات الصناعية بالتحول من النمط التقليدي المستقر الذي يربط الفرد بروابط مستقرة، إلى مجتمع يتميز بمزيد من التعقيد.
أنواع الاتصال
يمكن تقسيم نوع الاتصال بناء على اللغة المستخدمة، فقد أصبح التعبير بالصور والموسيقى والألوان والحركة لغة، ويمكن تقسيم هذا النوع من الاتصال إلى مجموعتين
الاتصال اللفظي
: اللفظ المنطوق هو ما يدركه المستقبل بحاسة السمع، وقد بدأت اللغة في التفاهم الإنساني وتطورت على مدى العقود السابقة.
الاتصال غير اللفظي
: تشمل اللغة الإشارية والحركية والأفعال ولغة الأشياء مثل رموز الأداء كحركات الجسد، ورموز الإعلام كأنواع الصور والألوان والظلال واللقطات التلفزيونية .
أنواع الاتصال من حيث حجم المشاركين في العلمية الاتصالية:
يمكن تقسيم أنواع الاتصال الى ستة أنواع بناءً على حجم عدد المشاركين، وهم:
-الاتصال الذاتي: ما يحدث داخل الفرد هو اتصال يحدث داخل عقله ويتضمن أفكاره وتجاربه ومدركاته.
-الاتصال الشخصي: الاتصال المواجه هو الاتصال الذي يستخدم فيه الفرد الحواس الخمسة، ويتيح هذا النمط التفاعل بين شخصين أو أكثر، ويتميز بتلقائية الاتصال .
-الاتصال الجمعي: هو الذي يحدث بين مجموعة من الأفراد مثل أفراد الأسرة وزملاء العمل وتجمعات الأصدقاء، ويتيح الفرصة للجميع للتواصل.
-الاتصال العام: يعني وجود الفرد ضمن مجموعة كبيرة من الأفراد، كما في الأمسيات الثقافية والندوات وعروض المسرح.
-الاتصال الوسطي: يحتل مكانا وسطا بين الاتصال المواجه والاتصال الجماهيري، ويشمل الاتصال السلكي من نقطة إلى أخرى مثل الهاتف والتلكس والراديو المتحرك والراديو والأفلام التلفزيونية.
-الاتصال الجماهيري: وسائل الاتصال الجماهيري تستخدم معدات ميكانيكية وإلكترونية مثل الصحف والمجلات والكتب والسينما والراديو والتلفاز والإنترنت والأقمار الصناعية للتواصل وتعد مقدرتها الاتصالية بارزة.
بالطبع لعب تطور تلك الوسائل دورًا حاسمًا في حياتنا اليومية، وخاصة مع ظهور الحاسوب وشبكة الإنترنت، حيث أدى إلى تغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية ونفسية تأثرت بها الفرد والمجتمع .
وسائل الاتصال القديمة
استخدم الإنسان الإشارات منذ القدم للتعبير عن رغباته، وتطورت هذه الإشارات إلى اللغة، ثم تطورت اللغة إلى الكتابة والنقوش على جدران الكهوف والمعابد، وحدث هذا التطور على مدى فترة زمنية طويلة، ومع ظهور الكتابة واللغات الإنسانية، بدأ الإنسان في ابتكار وسائل سريعة للتواصل مع الشعوب المجاورة، وكان أسرع هذه الوسائل هي الحمام الزاجل.
الحمام الزاجل
يعتبر هذا النوع من الحمام واحدا من أسرع أنواع الحمام في العالم. اشتهر بنقل الرسائل المكتوبة بين الأشخاص. يقطع الحمام مسافات طويلة للوصول إلى الوجهة المحددة له. يمتلك هذا النوع القدرة على رسم خرائط خاصة بالأرض والاستفادة منها في معرفة الأماكن والطرق. كان الملوك في الماضي يستخدمون الحمام لنقل الرسائل، وكذلك الأفراد ورؤساء القبائل.
الصحف
مع ابتكار الألماني يوهان غوتنبرغ للطباعة في القرن الخامس عشر عام 1447م، حيث قام بابتكار حروف متجاورة للطباعة على الورق، حدثت ثورة في الاتصالات كبيرة بعد اختراع الحمام الزاجل. أصبح بإمكان الحكام والملوك طبع أي كلمات يرغبون فيها للوصول إلى الجمهور، بالإضافة إلى الملصقات التي وضعت على الجدران لتوضيح فكرة معينة أو دعمها أو نفيها. تطورت الصحف تدريجيا في القرنين التاسع عشر والعشرين لتصبح وسائل إعلام دورية ثابتة ينشرها أفراد ذوو صفة مرموقة لتقديم معلومات محددة لفئة من القراء.
وسائل الاتصال الحديثة
تعود هذه التكنولوجيا إلى القرن التاسع عشر وما زالت تتطور حتى اليوم
التلغراف المكتوب
كانت طريقة متطورة للحمام الزاجل ، من أجل ارسال الرسائل عبر مسافات طويلة لتوفير الوقت والجهد، ظهر التلغراف علي يد الألماني شتينهيل، عام 1827م ، والذي طوره من خلال سلك كهربائي وبدأ يتطور شيئًا فشيئًا حتى عام 1888م على يد الالماني الألماني هنريش هرتز الذي عمل اول إبراق لاسلكي.
التليفون
يعتبر الهاتف واحدا من اختراعات القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تم تطويره بواسطة المهندس المبتكر ألكسندر غراهام بيل، في عام 1875، حيث بدأ في تطوير ما يعرف بالتلغراف الصوتي، وفي عام 1892، تحدث بيل لأول مرة عبر الهاتف، وكانت فكرته تتمحور حول نقل الرسائل الصوتية على مسافات بعيدة، وعلى مر العقود، تم تطوير الهاتف من المرحلة السلكية، أي نقل الصوت عبر الأسلاك، إلى المرحلة اللاسلكية، حتى وصلنا اليوم إلى الهاتف النقال الذي بين أيدينا .
الهاتف النقال
الجوال هو جهاز اتصال كبير الحجم يعمل على شبكة لاسلكية، ويمكن استخدامه لإرسال واستقبال الرسائل النصية والصوتية ورسائل الفيديو في نفس الوقت، كما أنه يوفر خصوصية عالية للمستخدمين.
الراديو
من أهم وسائل الاتصال التي ظهرت في القرن العشرين، على يد الإيطالي غوغلييلمو ماركوني، الذي اكتشف الموجات الكهرومغناطيسية وساهم بذلك في اختراع الراديو عام 1901، حيث أرسل أول إشارات عبر المحيط الأطلسي، وهذا يمثل ثورة الاتصال الثالثة، وكانت الحاجة لاختراع الراديو ضرورية بشكل خاص في حركة الشحنات البحرية، وتطورت تدريجيا حتى ظهرت الإذاعات، وكانت هناك حاجة ملحة لها بشكل خاص قبيل الحرب العالمية الأولى، حيث كان هناك حاجة ملحة للزعماء للتواصل مع شعوبهم من خلال وسائل اتصال جماهيرية.
التلفزيون
حاز التلفاز على اهتمام الجماهير من كل العالم، فكان هو النقلة الكبيرة في عالم الاتصال المرئي والمسموع، اعتمد على نفس موجات الردايو ، وبدأ البث التجريبي بعد الحرب العالمية الثانية 1945م ، حتى بحلول عام 1951م كان التلفاز يغطي الولايات المتحدة ، وزادت المحطات التجارية والحكومية وبدأت الدول الواحدة تلو الأخرى ، بشراء خدمات البث، وكان أبيض وأسود ثم ملون، ثم ثلاثي الأبعاد ، تطور كغيره من الاختراعات الاخرى .
الأقمار الصناعية
ظهر عهد الاقمار الصناعية موازي لعهد التلفاز، قام الاتحاد السوفيتي بإرسال اول قمر صناعي عام 1957م وهو Sputnik، وكان هذا بداية لافتتاح عصر الاتصالات الفضائية ثم القمر الصناعي الامريكي عام 1962م Tele star 1، لنقل خدمات البث التلفزيوني ، بين القارة الأمريكية والقارة الأوربية، وكانت قوتها 10 وات فقط، تم استخدام الاقمار الصناعية لنقل البث الإذاعي والتلفزيوني حيث يتم وضعها دار المدار الجغرافي، لأراض لتأخذ نفس سرعة الأرض ، مهمتها نقل المعلومات والبيانات.
الإنترنت
ثورة الاتصال الحقيقية هي تأسيس شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة في أواخر الستينيات من القرن الماضي، حيث كان يطلق عليها في البداية اسم Arpanet. وكانت تربط مجموعة قليلة من الحواسب في عدد قليل من المناطق بالولايات المتحدة. ومنتصف الثمانينيات، تطورت الشبكة لتربط شبكات صغرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة وربطت ألاف الحواسيب في مؤسسات البحث. ونمت الشبكة بشكل كبير في التسعينيات، حتى بدأت في تغطية شاملة على مستوى الولايات المتحدة
مراحل نشأة الانترنت
1969: تم وضع أول أربع نقاط اتصال لشبكة أربانيت في جامعات أمريكية مختلفة.
1972: في مؤتمر العاصمة واشنطن، تم عرض شبكة أربانيت لأول مرة تحت عنوان `العالم يريد أن يصل`، حيث اخترع السيد راي توملنس البريد الإلكتروني وأرسل أول رسالة على هذه الشبكة
1973: دخلت الشبكة انجلترا والنرويج.
1974: سيتم الإعلان عن تفاصيل بروتوكول التحكم بالنقل، وهو أحد التقنيات التي ستحدد مستقبل الإنترنت.
1977: أصبحت شركات الحواسيب تنشئ مواقع خاصة بها على الشبكة.
1983: أصبح البروتوكول tcpip معياريًا لشبكة.
1984: تولت مؤسسة العلوم الأمريكية ناسا مسؤولية تطوير نظام لتسمية أجهزة الكمبيوتر
1990: تم إغلاق اربانت، وتتولى الإنترنت المهمة مكانها.
1991: تقدم جامعة مينيسوتا برنامج غوفر لاسترداد المعلومات من الخوادم.
1996: أصبحت الإنترنت والويب كلمتان متداولتان في العالم، وكانت بداية تصميم الشبكات التي أصبحت موجودة اليوم، وهناك مزودو خدمة الإنترنت الذين يقدمون خدماتهم للجمهور.