احكام اسلاميةاسلاميات

كيفية توزيع النذر في الإسلام

بعض الأشخاص، عندما يرغبون في نعمة معينة أو يريدون أن ينجيهم الله من أي سوء أو أي أمر صعب، يتعهدون بأداء طاعة معينة تثمن لله على النعمة التي حدثت لهم أو على تجاوز المشكلة. وهذا هو ما يعرف بالنذر، حيث تعتبر طاعة لله ولكنها ليست واجبة.

تعريف النذر 
تعريف النذر لغة:  مصدر الكلمة في اللغة العربية هو نذر، فهو يعني أن الشخص يلزم نفسه بأداء أو قول شيء سيء معين كصدقة أو غيرها. على سبيل المثال، عندما يتعهد الإنسان بخدمة العلم، فإنه يجب عليه تخصيص وقت للتعلم. النذر هو ما يقدمه المرء لربه، أو ما يلزم نفسه به من الطاعة أو الصدقة. هناك أيضا نذر المجازاة، وهو أن يلتزم الشخص بعمل معين إذا حدثت له نعمة.

أما عن تعريف النذر إصطلاحاً : يعني ذلك أن الشخص يلتزم بشيء معين ليس فرضا عليه من أجل الاقتراب من الله، على سبيل المثال، يقول: لقد نذرت أن أفعل هذا أو ذاك، أو يقول: لله، لقد نذرت هذا، أو أنا ملتزم بفعل هذا لله، أو أترك هذا نذرا لله. إن النذر ليس مقيدا بصيغة محددة، بل يرتبط بكلام الشخص الملتزم نفسه .

أنواع النذر
ينقسم النذر إلى نوعين بناءً على الطريقة التي يقولها الناذر نفسه، فهناك النذر المنجز والنذر المتعلق

1- النذر المنجز:  النية تعني أن يقرر الشخص شيئا ولا ينتظر وقوع حدث معين، بل يكون حرا في اتخاذ القرار. على سبيل المثال: عندما ينوي صيام أربعة أيام لله، أو ينوي أن يقوم بصلاة القيام لثلاث ليال، أو ينوي أن يتصدق بمبلغ محدد، أو غير ذلك من العبادات .

2- النذر المعلق هو عندما يرتبط الناذر بفعل شيء معين لتحقيق هدف يرغب فيه لنفسه أو لأقربائه، مثل الشفاء من مرض أو تحقيق نمو معين في المستقبل .

طريقة توزيع النذر الصحيحة 
لا يوجد طريقة محددة لتوزيع النذر ، ولكن يوزع طبقاً لحالة الشخص الناذر و الطريقة التي نوى بها إخراجه للنذر.فإن كان نذراً مطلقاً كأن يقول سأوزع مبلغاً معيناً من الصدقة . فيجوز له أن يوزع لمن يشاء من الفقراء و الأقارب والأغنياء، أما إذا نذر أن يوزع الصدقة على الفقراء و المساكين فقط فإنه لا يجب عليه أن يعطي طرفاً أخر حتى لا يبطل نذره . ويقول بعض العلماء أنه لا يجب على الناذر أن يأكل من نذره إذا كانت شاه.ولكن بعضهم اختلفوا في حكم توزيع الذبيحة :

_ رأي علماء الحنفية فيقولون أنه لا يجب على الناذر أن يأكل من نذره ، فاذا أكل من النذر يجب عليه أن يخرج بقيمة ما أكل صدقة للفقراء و  المساكين . وكانت حجتهم في هذا الرأي أن الناذر إذا نذر ذبيحته للفقراء والمساكين فهي لهم فقط وليس من حق الناذر أن يخرج منها شيئاً لنفسه أو لغيره.

وفقًا لرأي الشافعية، يُحرم على الناذر وأهله تناول الذبيحة المخصصة للنذر، حيث يعتبر النذر إلزامًا للنفس بالتنازل عن الذبيحة لله تعالى، ولذلك ينبغي أن لا يتناول الناذر أو أهله منها .

يسمح علماء المالكية وبعض علماء الشافعية بأن يأكل الناذر من ذبيحته إذا كان النذر غير محدد، حيث لم يخصص الناذر فئة معينة لإخراج النذر، سواء باللفظ أو النية .

حكم النذر في الإسلام
أصل النذر مشروعاً ، ولكنه من حيث الحكم يحتمل فيه الجواز و الكراهية . وترجع كراهية النذر عندما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال (إنه لا يَرُدُّ شيئًا، وإنما يُستخرَجُ به من الشَّحيحِ)، بالإضافة إلى أن الناذر يلزم نفسه بشئ لم يفرض عليه شرعاً ، وبذلك يسبب لنفسه التعب و المشقة بلا داع ولأن الصدقات والصلوات مطلوبه من المسلم بدون أن يلزم نفسه بالنذر و لكن البخيل من يفعل ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى