احكام اسلاميةاسلاميات

كيف تكون نية الصدقة ؟

الصدقة هي واحدة من أعظم المبادئ الإسلامية التي تشجع على التضامن الاجتماعي، حيث تعتمد تماما على مساعدة الفقراء والمحتاجين والمساكين. تخفف الصدقة عنهم أعباءهم المالية والمادية التي نتجت عن فرض الزكاة، والتي تعتبر ركنا من أركان الإسلام الخمسة. بالإضافة إلى الزكاة، تأتي الصدقة؛ حيث حثنا الله ورسوله على إتمامها نظرا لأهميتها وفضلها وثوابها العظيم في الدنيا والآخرة. وأشارت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة إلى أهمية الصدقة، لأنها تجلب الخير لفاعلها وتهدأ غضب الله العزيز

الصدقة :  الصدقة هي عبارة عن المال الذي يتم إعطاؤه للفقراء والمساكين والمحتاجين، ويكون ذلك لوجه الله تعالى وحده، ولا تقتصر الصدقة على الأموال فقط، ولكن يمكن التصدق بالملابس والطعام والشراب وغيرها من الأشياء العديدة، ويمكن إعطاء الصدقة في أي وقت وأي مكان، ولا يتم تحديد كميات معينة من الأشياء التي يجب التصدق بها أو الالتزام بوقت محدد لإعطاء الصدقة، ولكن يتم إعطاء الصدقة تطوعا من أجل الله عز وجل

نية الصدقة

: “تعد نية الصدقة من الأعمال التي تعتبر سرا بين العبد وربه، حيث يجب عليه عدم السماح لأي شخص بالنظر إليها، بما في ذلك الأشخاص المقربين مثل الأب، الأم، الزوج، الزوجة، الأولاد، وقد ذكر في الصحيحين: `سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم شماله ما تنفقه يمينه`. ويعني هذا أن الصدقة يجب أن تعطى بسرية تامة، لأن هذا العمل يتم بين الله والمتصدق فقط، وليس بينه وبين الناس والمحيطين به. وبالتالي يجب أن يكون الهدف الحقيقي للصدقة هو الله عز وجل وحده

يجب أن تكون نية الصدقة خالصة، أي أن تكون لوجه الله تعالى. والمقصود من ذلك هو أن تكون الصدقة خارجة من الشخص المتصدق دون رياء أو سعي للسمعة أو إعطاء هدية للفقير والمسكين. بل يجب أن يكون الخير هو المقصود الوحيد، ويجب أن تتم الصدقة بنية صادقة وكريمة، تنشر الخير دون أن تنتظر أي مقابل من الناس، فالخير يأتي من الله وحده في أي وقت، وسيكافئه الله بالخير بسبب هذا العمل العظيم. دليل عدم حب الله للصدقة المتبوعة بكل ما سبق هو قوله الكريم سبحانه وتعالى: `يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى`. وذلك لأن نية الصدقة في هذه الحالة ليست لله وحده، ولا تكون تطوعا لوجه الله كما يجب أن تكون

انواع الصدقات و افضلها

الصدقة من الأعمال المستحبة والواجب تأديتها في أي وقت وزمان ومكان، ولكن هناك بعض الحالات التي تكون فيها الصدقة مفضلة عن غيرها، وهي:

: “في البداية… يجب إعطاء الصدقة للأقارب والجيران، لأن الصدقة التي تمنح لهم أولى بهم من الغريب أو البعيد، وذلك لأنها تساعدهم وتربط الرحم، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة

الصدقة في وقت الشدة تعني التصدق في الأوقات العصيبة والحرجة، سواء كانت في حالات الكرب والهم والحزن أو في حالات الحروب والكوارث. فالصدقة في هذه الأوقات تمثل تخفيفا للمعاناة والألم

ثالثا، الصدقة في شهر رمضان المبارك المعروف بشهر الخيرات، ومن بين هذه الخيرات هي الصدقات التي تؤدي في ذلك الوقت، ويجب على المسلم أن يتبع مثلما كان يفعل رسولنا الكريم حيث كان الأكثر كرما وجودة في هذا الشهر عن غيره من الأيام، وهذا ليس بالمعنى السيء، فالحبيب المصطفى كان معروفا بأنه الأكثر كرما وجودة وكان يعطي الصدقات لمن يستحقها

رابعا .. الصدقة في الحرمين الشريفين وهما الحرم المكي والحرم المدني، حيث أمر الله تعالى بهذا الأمر، وذلك بناء على قوله تعالى ” فكلوا منها واطعموا البائس الفقير “

في حالة الثراء والرفاهية، يذكر الصدقة كما ذكرها الرسول الكريم عندما سئل عن أفضل أنواع الصدقات، فقال: `أن تتصدق وأنت غني وصحيح شحيح، تأمل الغني وتخشى الفقر`

سادسا، الصدقة التي تعطى سرا وتعد بعيدا عن أعين الناس، وتكون في الخفاء، وذلك لتجنب الأعمال الغير مستحبة عند الله سبحانه وتعالى التي تم ذكرها من قبل، حيث قال الله تعالى: `إن تبدوها وتخفوها وتعفوا عن سواء المعروف فإن الله كان بما تعملون خبيرا`

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى