عدنان مندريس رئيس الوزراء التركي المعدوم
علي عدنان إرتكين مندريس [1899 – 1961]، سياسي تركي واحد من أعضاء البرلمان، قام بتأسيس حزب ديمقراطي ونجح في الوصول إلى رئاسة الحكومة. سعى مندريس لإحداث إصلاحات اقتصادية وزراعية إضافية، لكنه لم يستمر طويلا بسبب حدوث تضخم اقتصادي وارتفاع الدين العام. هذا أدى إلى وقوع انقلاب عسكري في البلاد بقيادة الجنرال جمال جورسيل، مما أدى إلى إقالته من الحكومة بالإضافة إلى إقالة رئيس البلاد محمود جلال بايار ومحاكمتهما عسكريا. صدر حكم بالإعدام عليه وتم تنفيذه في عام 1961. وجاء في حيثيات الحكم أن تهمة مندريس كانت تغيير النظام العلماني إلى نظام ديني، من خلال دعوة الناس لأداء فريضة الحج ورفع الأذان. بعد ثلاثين عاما من وفاته، تم فتح القضية مرة أخرى أمام البرلمان التركي، الذي أصدر في عام 1990 قانونا لإعادة تقدير مندريس ورفاقه الذين تعرضوا للاضطهاد.
من هو عدنان مندريس ؟
عدنان مندريس هو أحد أعضاء حزب الشعب الذي أسسه كمال أتاتورك، وأحد نواب البرلمان التركي الذي يمثله الحزب، في عام 1945م انفصل مندريس عن حزب الشعب مع مجموعة من النواب في حركة انفصالية لتأسيس حزب ديمقراطي وأسموه الحزب الديمقراطي متحدين، ليشارك في الانتخابات في عام 1946 ولكنه لم يوفق في الحصول إلا على 62 مقعد فقط، ولم ييأس مندريس فقد عاد لخوض نفس التجربة في عام 1950 ولكن النتيجة لم تكن نفسها فقد حصل مندريس وحزبه على أغلبية ساحقة واكتساح أمام حزب كمال أتاتورك نتيجة لبرنامجه الانتخابي المعتدل.
برنامج انتخابي ناجح:
قدم مندريس برنامج انتخابي للشعب التركي يقضي بعدم تدخل الحكومة في شؤون القطاع الخاص، ووعد بتخفيف الإجراءات العلمانية وعودة الآذان ومنح الحرية الدينية للجميع، وهذا ساعده على دخول البرلمان التركي باكتساح شديد
عمل مندريس منذ أول يوم له في البرلمان والحكومة على الاهتمام بالقطاع الزراعي في الدولة والعمل على التنمية الزراعية، حيث قام بتزويد الفلاحين بالجرارات والآلات الحديثة، وتوفير الأسمدة والكيماويات، وبناء السدود، مما أدى إلى زيادة نسبة الإنتاج الزراعي في الدولة. وبفضل هذه الجهود، أصبحت تركيا في مقدمة البلدان العربية والأوروبية في إنتاج القمح.
حرص مندريس على تنفيذ برنامج إصلاحي اقتصادي يشمل جميع القطاعات والجوانب في الدولة، وقد حرص على تطوير شبكة الطرق وإقامة مصانعات للنسيج والأسمنت والأحذية والأدوية والصابون،
حكومة مندريس:
تضمن عمل مندريس الحكومة حصوله نطاق واسع من الخدمات والصلاحيات حتى أنه استطاع في عهده ضم تركيا ل حلف الناتو، وتدعيم العلاقات بين تركيا و الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من إنجازات مندريس إلا أن رجال أتاتورك وجهوا التهم المتعددة، ولكن مندريس لم يكن ملتفتًا إلا للإصلاح العام، وعلى الرغم من ذلك إلا أن قلة خبرته أوقعته في شرك الليبرالية في القطاع الزراعي والصناعي مما أدى إلى ما يسمى بحالة الفوضى العامة في الاقتصاد فقد كان الإقطاعيين من ملاك الأراضي هم المستفاد الأول من إجراء هذا النظام وبقى الفلاحين الفقراء في حالة عجز كامل عن دفع الديون وشراء الأسمدة، تبع ذلك حالة من التضخم النقدي الذي جعل من خزائن الدولة خاوية على عروشها، وزيادة في الدين الخارجي وصل إلى ملياري دولار في عام 1960.
إعدام مندريس:
وفي صباح السابع والعشرون من شهر مايو عام 1960، قام مجموعة من رجال الجيش بقيادة جمال جورسيل بعمل انقلاب أدى إلى القبض على كل من مندريس ورئيس الدولة محمود جلال بايار مع مجموعة من رجال الحكومة، وكانت التهمة الموجهة لهم قلب النظام العلماني للدولة وتحويل الدولة لدولة دينية، وتم عمل محاكمة صورية تم على أثرها تنفيذ حكم الإعدام في عام 1961 على مندريس ومجموعة من رجال الحكومة ورئيس الدولة .