المخاطر المحتملة من عملية التبرع بالكلى
يزعم الأطباء أن الأشخاص يمكنهم العيش بربع كلية فقط، لذلك فإن التبرع بإحدى الكليتين لا يشكل أي ضرر على الشخص. ولكن الله تعالى لم يخلق أعضاء مزدوجة في جسم الإنسان بدون سبب، حيث تتعاون الكليتان فيما بينهما لإكمال وظيفتهما في جسم الإنسان. ويطلق على هذا الأمر في الطب اسم الاحتياطي الوظيفي للكلى، وتحدثت المراجع الطبية عن بعض الحقائق المتعلقة بالمخاطر التي يتعرض لها المتبرع بالكلى طوال حياته، وسنذكرها في هذا المقال .
المقصود بالاحتياطي الوظيفي للكلى :
يُقصد بهذا المصطلح هو قدرة الكلى على القيام برفع كفاءتها و ذلك عندما تتعرض الكليتان إلى بعض الضغوط و المخاطر التي تتضمن وجود نسبة كبيرة من المواد الضارة بالجسم ، حيث تقوم الكليتان بالتعاون للنجاح في إخراج تلك السموم من خلال البول ، و يشارك في هذه العملية وحدات الافراز التي تعمل على منح الكلى مزيداً من الكفاءة لكي تتمكن من التخلص من هذه المواد الضارة .
مع تقدم الإنسان في العمر، تتضرر وحدات الافراز الموجودة في جسمه بسبب التليف. وهذا الأمر يؤثر على عمل الكلى ويؤدي إلى تقليل كفاءتها بنسبة تصل إلى 50٪. وبالتالي، إذا كانت الكلية الوحيدة هي الكلية المتوفرة في الجسم، فإن ذلك سيؤثر على وظائفها وسيزيد الضغط العامل عليها بشكل كبير. وبالتأكيد، ستنشأ العديد من المشاكل والأضرار للفرد المتأثر .
المخاطر التي يتعرض لها المتبرع بالكلى :
– تضخم في انسجة الكلية المتبقية :
هناك بعض المضاعفات التي يواجهها المتبرع نتيجة للاستئصال المفاجئ للكلى ، حيث يحدث تضخم في الانسجة الخاصة بالكلية المتبقية ، و تبدأ تلك الكلية في فقدان وظيفتها ، كما يمكن أن يصاب الشخص ب الفشل الكلوي بعد مرور سنوات طويلة .
– انخفاض تصفية الكرياتينين :
عندما يتم التبرع بالكلية فإن الكلية الأخرى تصاب ببعض التغيرات التي تتسبب في ازدياد حجمها و رفع نسبة الكرياتينين في الدم ، حيث يواجه الشخص انخفاض في عملية تصفية الكرياتينين بعد اجراء العملية على الفور و قد تصل تلك النسبة إلى 36 % .
– حدوث ارتفاع في ضغط الدم :
أظهرت دراسة أجريت في إحدى مراكز الكلى العربية أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد تزداد مع مرور الوقت، حيث تبين أن هذه الحالة تحدث لـ 19% فقط من المتبرعين. ووفقًا للدراسات الأجنبية، يصل معدل ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد إلى 60% .
– نزول البروتين بالبول بعد التبرع :
أثبتت الأبحاث التي قام بها الباحثون العرب أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من نزول البروتين في البول عند التبرع بالكلى تصل إلى 28 % ، و قد أكدت النتائج الأجنبية هذا الأمر كما أشارات إلى ارتفاع النسبة إلى 32 % ، لذلك يُنصح بمتابعة المتبرعين للتأكد من سلامة صحتهم على المدى البعيد .
– صعوبة مواجهة الأمراض المتعلقة بالكلى :
عندما تعمل الكليتين مع بعضهما البعض فإنهما يوفران حماية للإنسان من التعرض لحالات الفشل الكلوي ، أما في حالة وجود كلية واحدة فإنها تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مختلفة مثل التهاب الكلى كما أنها تتأثر من الحالات المرضية الأخرى مثل مرض السكر و ارتفاع ضغط الدم .
– التعرض للفشل الكلوي نتيجة كثرة السموم :
من المعروف أن للكلى دور هام في عملية التخلص من السموم التي تشكل ضرراً على الجسم ، سواء الموجودة في الأغذية أو في الأدوية مثل مضادات الروماتيزم و المسكنات و غيرها ، لذلك فإن وجود كلية واحدة قد يعيق هذه العملية و إذا لم يتم توخي الحذر في تناول الأدوية فإن الشخص قد يصاب بالفشل الكلوي .