الدور الإعلامي الخاطئ في تنمية السلوك العدواني
في عصرنا الحالي، أصبحنا نعاني من تأثيرات التكنولوجيا القوية، وبشكل خاص في وسائل الإعلام، الذي يعد سلاحًا قاتلاً على الرغم من فوائده .
جهاز الإعلام
يعتبر جهاز الإعلام هو ذلك الجهاز الذي يؤثر في حياتنا بشكل واضح و كبير ، فقد كان في الأساس الهدف من إنشاؤه هو توصيل المعلومات التي تتعلق بالسياسة و العلوم للأشخاص ، و قد وجد أن هذا الجهاز لها تأثير كبير و قدرة هائلة على حياة الإنسان ، و شؤونه فعلى الرغم من أن هذا الجهاز أمر هام لا غنى عنه ، إلا أنه قد خلف العديد من الكوارث و الآثار النفسية في الشعوب .
تأثير التليفزيون على السلوك الاجتماعي
رغم الفوائد التي يجلبها الإعلام من تعزيز الثقافة وتوسيع آفاق المجتمعات وما إلى ذلك، فإنه، لسوء الحظ، ساعد في نشر العديد من الحقائق المزيفة والأمور الزائفة، مما جعل المعرفة التي تنتشر بين الناس تكون زائفة .
يستخدم الإعلام أيضا كسلاح لتغيير السلوكيات الاجتماعية والأفكار للأشخاص، بفضل قدرته على اختراق البيوت بسهولة فائقة .
من بين التأثيرات القوية المعروفة عن وسائل الإعلام هو التأثير العنيف الذي أصبح أساسا في مجتمعاتنا العربية. ويلاحظ في هذا السياق أننا في البداية كنا نتألم عند مشاهدة هذه المشاهد العنيفة والدموية، وكان لدينا مشاعر شديدة من الحزن وحتى الرعب، ومع مرور الوقت أصبحنا قادرين على تحمل رؤية هذه المشاهد، ثم اعتدنا عليها وأصبح لها تأثير علينا.
إعلام الحرب و العنف
في الماضي، كان الحرب تعرف بالأسلحة والدمار الشامل، وأما الآن فتعرف الحروب بتلك الحروب التي تقوم بتدمير الشعوب بدون الحاجة إلى الأسلحة والقنابل التي تستنزف الأمم .
الحرب عن طريق السلاح الإعلامي هي واحدة من أهم الحروب المعروفة حديثًا، حيث يتم بث الرعب والعنف في النفوس .
– يبدأ الأشخاص في بث مشاهد شديدة الخطورة و العنف ، مثل تلك المشاهد التي تتضمن القتل و الإبادة في بورما مثلا ، أو ذلك ما يحدث في سوريا .
– و هذه الطرق في الإلام تبدأ بطرق منظمة و موجهة بشكل كبير ، و ليس شرطا أن يتم الإعلام بهذه الطريقة عن طريق التلفاز ، و إنما قد دخلت فيه العديد من الطرق الأخرى ، و من بينها البث عن طريق الانترنت ، و هذه الطريقة في البت تكون من أهم عيوبها ، أنها لا يمكن السيطرة عليها و مواجهتها .
تنتشر هذه المقاطع مع الوقت ويتم تبادلها بين الأشخاص، ويبدأ الأشخاص عمومًا وخاصة الأطفال في رؤيتها .
نتيجة إعلام الحرب و العنف
تؤدي مشاهد العنف إلى ترسيخها في عقول المشاهدين، مما يغير طريقة تفكيرهم وسلوكهم .
يبدأ المشاهد في تكوين مشاعر ودوافع عدائية في داخله بعد مشاهدة هذه المشاهد، وتكون هذه المشاعر مكبوتة .
بعد ذلك، تبدأ هذه المشاعر المكبوتة والموجودة في الداخل في الظهور والتأثير على التكوينالفسيولوجي والعاطفي للإنسان.
قد لا تظهر هذه الانفعالات بشدة كبيرة، ولكنها قد تظهر على شكل عصبية وتوتر .
– فيبدأ الإنسان في التوتر و العصبية و إخراج هذه الانفعالات في أي موقف ، فنلاحظ على الأطفال العصبية الشديدة ، و على الكبار سرعة الانفعال بشكل غير مبرر ، و الذي ربما يصل إلى حد الضرب و السب .
حتى أدوات الكتابة والأدباء سوف يتأثرون بهذا العنف .
أحد أخطر آثار ذلك هو أن الأشخاص قد يبدأون في تكرار تلك الكلمات والمشاهد، وتأويلها بطريقة خاطئة وإبطال الحق .