الآثار الاجتماعية كانت ولا تزال واحدة من أكثر العقبات التي نواجهها في مجتمعنا، وليس فقط في مجتمعنا، بل أصبحت ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء العالم وفي جميع المجتمعات. حيث أصبحت الصحة الاجتماعية منظورا ينظر إليه بعين الاعتبار في جميع أنحاء العالم، نظرا لوجود العديد من العادات والتقاليد السيئة التي انتشرت بين أفراد المجتمع من جيل لآخر. وقد يعود سبب وجود هذه الظاهرة إلى العلاقة بين أفراد المجتمع، فإذا تحسنت العلاقة بين أفراد المجتمع، تحسن المجتمع بأكمله، وإذا تدهورت، ساء المجتمع بأكمله
مسببات الافات الأجتماعية : من يوم لآخر يتزايد حجم المجتمع وتتزايد فيه أعداد الأفراد، ولا يكون من الضروري أن يكونوا من نفس الجنس، إذ يمكن أن يضم مجتمع واحد أفرادا من أصول وجنسيات مختلفة، ولكل شخص عاداته وتقاليده، ولا يكون من الضروري أيضا أن تكون هذه العادات سوية وسليمة. ومع انتشار العادات والتقاليد السيئة، ظهرت تلك الآفات الاجتماعية والسلوكيات غير المستحبة التي تسببت في فشل ودمار الكثير من المجتمعات. وتسمى هذه الآفات لأنها مثل العدوى تنتقل من شخص لآخر. وبالتالي، يعود سبب هذه الآفات الاجتماعية إلى التعامل السيء بين الأفراد، والعادات والتقاليد السيئة التي تنتشر بين الأشخاص، والأفكار غير الصحيحة، وعدم القدرة على التمييز بين المسموح والممنوع، وقلة الثقافة لدى الأفراد، وأيضا الفضول البشري غير المحسوب الذي يجعل الإنسان يتطلع دائما لتجربة كل شيء حتى لو كان خاطئا
انواع الافات الأجتماعية : تنوعت وازدادت واختلفت الأنواع من مجتمع إلى آخر، حيث انتشرت العديد من المشاكل الاجتماعية التي أدت في نهاية المطاف إلى فساد العديد من المجتمعات. وينظر كل مجتمع إلى ما يخصه، وفي مجتمعنا نحن نركز على ما نهى عنه الدين الإسلامي وما يتعارض مع قوانيننا الإسلامية. وفيما يلي سنوضح أكثر الأمور المتفشية في مجتمعنا
الأولى هى ..افة التدخين : التدخين هو وباء اجتماعي ينتشر بشكل غير طبيعي بين شعوب العالم، ويعد التدخين أول خطوة في الإدمان وأول مرحلة من مراحله، وليس مقتصرا على البالغين فقط، بل انتشر أيضا بين الأطفال، وعلى الرغم من أن كل مدخن يعلم أن هذه العادة تؤدي إلى الوفاة، إلا أنه يستمر في ممارستها، ولذلك فإن التدخين يسبب العديد من الأضرار والأمراض، ويؤدي إلى تدهور الصحة وإهدار المال وفقد الشخص لنفسه
الثانية هى .. افة المواد المخدرة : تعتبر المواد المخدرة من أكثر ما يخالف شريعتنا الإسلامية، لأنها تؤثر على العقل وتفقد الوعي وتسبب العديد من الأضرار، حيث يصبح صاحبها عاجزا تماما ولا يدري ما يفعل، وقد يؤذي نفسه وغيره تحت تأثير هذه المواد، وبالأسفل يستفيق الأشخاص بعد فوات الأوان، ويدخل البعض في مسار علاج طويل يمتد لعدة سنوات، ويعاني من الاكتئاب الذي يمكن أن يدفعه للتفكير في الانتحار، وللأسف البعض يصل به الأمر إلى الموت، وهذا ما منعه الدين الإسلامي من الاقتراب من مثل هذه المواد التي تؤثر على العقل
الثالثة هى .. افة المسكرات ( الخمر ) : يعتبر شرب الخمر من أكبر الكبائر والمعاصي التي نهى الله عنها في كتابه الكريم، لأنها رجس من عمل الشيطان، حيث تمنع الشخص من الاقتراب من الصلاة وذكر الله تعالى، وتسبب العديد من الأمراض، ومن أشهرها أمراض الكبد التي تؤدي إلى الوفاة، ولا يؤدي شرب الخمر إلى إيذاء شاربه فقط، بل يؤثر أيضا على من حوله
كيفية التخلص من الافات الأجتماعية : يمكن للفرد التخلص من جميع المشاكل الاجتماعية باتباع أصول الشريعة الإسلامية والتعرف على ما يمنعه الدين الإسلامي، والتقرب من الله عز وجل، والابتعاد عن جميع الأشخاص السيئين في محيطه، ومكافحة نفسه أولا قبل محاربة أي شيء في محيطه، لأن جهاد النفس يكون أصعب من جهاد الأشخاص والأشياء. يجب معالجة الجانب السلبي للشخص ورفع المستوى الإيجابي لديه، والارتقاء بالمعرفة ومواجهة الجهل والخرافات، وإغلاق جميع أبواب الفتنة التي تجعل الشخص عرضة لمتابعة السلوكيات الخاطئة والفواحش. يجب أيضا تقليل الوسائل الإعلامية التي تلعب دورا كبيرا في انتشار هذه المشاكل في المجتمع
إذا التزم كل فرد من أفراد المجتمع بمبادئ عقيدتنا الإسلامية وتوجيهات الشريعة الإسلامية، سيصبح نموذجًا حسنًا لنفسه أولاً، ويتبعه أفراد مجتمعه