يأمل مهندسو التكنولوجيا الطبية في يوم ما ان يربطوا جميع أجهزة الجسم بتطبيق على الهاتف الخلوي يمكن التحكم من خلاله بجميع الاجهزة و الاعضاء الداخلية ، و واحدة من هذه التطورات العلمية، في الواقع، يُجري تصميمها و تُسمى “زابس” ، و هى عبارة عن جهاز يقوم بنقل نبضات كهربائية عن طريق إبر الوخز التي يتم ادخالها في العصب وصولا الى البنكرياس .
ويرجى من الباحثين في كلية روتجرز الطبية في نيو جيرسي أن يحفز هذا العصب إنتاج الإنسولين في حالات مرضى السكري من النوع الثاني، وكذلك المرضى المعرضين للإصابة به. العصب المعروف بالعصب القحفي أو عصب Vagus، هو واحد من إجمالي 12 عصبا ينشأون مباشرة من الدماغ ويتفرعون إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يسير العصب القحفي إلى البطن عن طريق عدة أجهزة حيوية، بما في ذلك القلب والمريء والرئتين والمعدة، وهو جزء أساسي من الجهاز العصبي اللاارادي في جميع الثدييات، ويدير وظائف الجسم، بما في ذلك هضم الطعام والحفاظ على معدل ضربات القلب المستمر.
تحفيز العصب القحفي عن طريق الوخز بالإبر لعلاج الامراض : في أوروبا، يتم استخدام هذه الأسلوب على نطاق واسع لمعالجة الصرع والاكتئاب، وبعض أنواع الألم، ووفقا لتأكيد مايو كلينيك، فإن الولايات المتحدة لم تسبق أوروبا في الموافقة على هذا النوع من العلاج، ويتم إجراء بحوث كبيرة في هذا البلد.
قال لويس أولوا، أحد علماء المناعة في كلية روتجرز نيوجيرسي الطبية في مجلة تريندس إن مولكولار مديسين جورنال: `أجسادنا تشبه الغرف في المنزل`. `لكي ترى في غرفة مظلمة، تحتاج إلى تشغيل الكهرباء للأضواء. جسمنا مثل تلك الغرفة ولديه شبكة كهربائية يمكن استخدامها للتحكم والمساعدة في تشغيل الأجهزة بداخله.
بدأ أولوا وفريقه دراسة في عام 2014 تقوم بتوصيل نبضات كهربائية قصيرة عن طريق الوخز بالإبر في الفئران المصابة بتسمم الدم Sepsis ، فـَ قبل علاج أولوا عن طريق الوخز بالإبر، لم تكن هناك طريقة ناجحة لعلاج أو منع هذه العدوى التي تهدد الحياة والتي تقتل 250،000 من الأميركيين في السنة.
استخدام هذه التكنولوجيا : يلقي الضوء أولئك الذين يعملون في مجال الإبر الكهربائية على إمكانية استخدام هذا الشكل من العلاج في حالات مرضية أخرى، بما في ذلك مرض السكري. ونشرت دراسة عام 2014 في المجلة الطبية عن فعالية الوخز بالإبر في الطب، وأشار الدكتور فيليب في بيبلو إلى أن تأثير خفض مستوى الجلوكوز في الدم وزيادة حساسية الأنسولين تحكمه، على الأقل جزئيا، قدرته على تحفيز تفعيل GLUT4 وهو أحد الإنزيمات المسؤولة عن الهضم وتنظيم مستويات الهرمونات والمواد في الدم
عند استخدام هذه التقنية جنبا إلى جنب مع الأدوية الأكثر شيوعا في علاج مرض السكري، وهي الميتفورمين، أظهرت زيادة في قدرة الجسم على نقل الجلوكوز بطريقة صحيحة، وبالتالي الحفاظ على انخفاض مستويات السكر في الدم في الفئران المصابة بمقاومة الأنسولين. تم استخدام الوخز بالإبر التقليدي لعقود كوسيلة علاجية محتملة لمقاومة الأنسولين ومضاعفات مرض السكري مثل الاعتلال العصبي. ومع ذلك، لا يزال البحث في هذه الأساليب محدودا. هذه التقنية أيضا تقدم فوائد علاجية لعلاج التهاب القولون والسكري والسمنة والتهاب البنكرياس والشلل، والعدوى التي تهدد الحياة.
الخطوة التالية لتكنولوجيا الوخز بالإبر : تم تصميم هذا الجهاز لعلاج الأمراض المزمنة وتحفيز العصب الكهربائي من خلال زرع جهاز لمراقبة العلاج المناسب. وقال الخبراء: “كل ما عليك فعله هو النظر إلى جهاز تنظيم ضربات القلب وكيف يمكن للناس تنظيم ضربات القلب والعيش لفترة طويلة”. وأضافوا “نعتقد أن هذا النوع من الأدوية يمكن استخدامه في جميع أنحاء الجسم”. ومع ذلك، فإن معظم الدراسات التي تم إجراؤها حتى الآن تمت على نماذج حيوانية وليس على البشر، وأشار الخبراء إلى أن الخطوة التالية هي مقارنة بيانات جميع التجارب السابقة واستخدام تقنية تحفيز الأعصاب في الدراسات التجريبية الأخيرة على البشر.