دراسة جامعة كورنيل عن فوائد التفاح
حان الوقت لنردد المثل القديم الشهير: `إذا تناولت تفاحة يوميًا، فستبقيك بعيدًا عن الطبيب`، وذلك بسبب وجود المواد الكيميائية النباتية في التفاح .
دراسة جامعة كورنيل حول فوائد المواد الكيميائية النباتية الموجودة في التفاح
يقول علماء كيمياء النبات ب جامعة كورنيل : إن تركيبة المواد الكيميائية النباتية، مثل الفلافانويد والبوليفينول، التي توجد في التفاح وبشكل خاص في قشرته، تقدم العديد من الفوائد المضادة للأكسدة والمضادة للسرطان. تم نشر دراستهم المختبرية، بتمويل من برنامج نيويورك أبل لتطوير البحوث، وجمعية أبل نيويورك، في مجلة الطبيعة بتاريخ 22 يونيو .
وبالرغم من أنه من المعروف منذ وقت طويل أن التفاح يقدم فوائد صحية بفضل مضادات الأكسدة، إلا أن هذه الدراسة مختلفة إلى حد ما، وهذا وفقا لروي هاي ليو، أستاذ مساعد في علوم الأغذية بجامعة كورنيل، والمؤلف الرئيسي لمادة الدراسة “نشاط المواد المضادة للأكسدة في التفاح الطاز .
اكتشافات البروفيسور ليو
يقول ليو : ” إن العلماء مهتمين بفصل المركبات بصورة مفردة، مثل فيتامين C وفيتامين E، والبيتا كاروتين، لمعرفة ما إذا كان كل مركب منهم يظهر فوائد مضادة للأكسدة أو مضادة للسرطان، وتبين أن أيا من هذه المركبات لا يعمل بمفرده على تقليل السرطان، بل إن دمج الفلافونويد والبوليفينول هو من يقوم بهذا العمل ” .
تقوم مضادات الأكسدة بتقليل أو منع الأكسدة، وبالتالي منع تلف الخلية والأنسجة الناجم عن الجذور الحرة في الجسم، وتعد واحدة من العديد من المواد الكيميائية التي تقوم بذلك .
اكتشافات البروفيسور تشانع يونغ لي
يقول البروفيسور تشانغ يونغ لي، أستاذ علوم الأغذية في جامعة كورنيل، ومركز التجارب الزراعية في جامعة Geneva بولاية نيويورك : ” في هذا البحث، أثبتنا أهمية المواد الكيميائية النباتية بالنسبة لصحة الإنسان “، فمن المعروف أن بعض المواد الكيميائية النباتية تكون مضادة للحساسية، وبعضها مضادة للسرطان، ومضادة للالتهابات، ومضادة للفيروسات، و التهاب المفاصل التكاثري، والآن لدي سبب لأقول أن تفاحة يوميا تبقي الطبيب بعيدا ” .
تصريحات الطالبة مريان في إيبرهاردت
قالت ماريان في إيبرهاردت، وهي طالبة دراسات عليا في الكيمياء الغذائية وتعمل في مختبر ليو، وكانت أيضا جزءا من فريق البحث: `اكتشف الباحثون أن فيتامين C في التفاح هو المسؤول الوحيد عن جزء صغير من نشاط المواد المضادة للأكسدة، ووجدوا تقريبا أن جميع النشاط الموجود في التفاح هو من المواد الكيميائية النباتية. وفي الواقع، أظهرت الدراسات السابقة أن 500 ملغ من حبوب فيتامين C تعمل كمضادات للأكسدة، ووجد الباحثون في كورنيل أن تناول 100 غرام من التفاح الطازج مع القشر يضاعف النشاط الكلي للمواد المضادة للأكسدة، ويعادل 1500 ملغ من فيتامين C .
نتائج الدراسة
يقول ليو : ” إن تناول الفواكه والخضار أفضل من تناول حبوب الفيتامينات، حيث يمكنك الحصول على ما يكفي من المواد المضادة للأكسدة من الطعام دون الحاجة إلى القلق حول الآثار الجانبية للحبوب، وما بينته هذه الدراسة هو أن المزيج من الكيماويات النباتية يلعب دورا هاما جدا في نشاط المواد المضادة للأكسدة ومكافحة السرطان، والفوائد الصحية الحقيقية تأتي من خليط المواد الكيميائية النباتية ” .
استخدم الباحثون التفاح الأحمر اللذيذ الذي ينمو في ولاية نيويورك لإجراء دراسة حول آثار المواد الكيميائية النباتية. قارن الباحثون نشاط المواد المضادة للسرطان ومضادات الأكسدة في التفاح، ودرسوا قشرته أيضا. باستخدام مستخلص التفاح، وجد الباحثون تثبيطا في نشاط خلايا سرطان القولون، حيث تم منع تكاثر خلايا السرطان القولوني بنسبة 43 في المائة عند تناول 50 ملليغراما من مستخلص التفاح (مع قشرته). وعلى الجانب الآخر، تم منع تكاثر خلايا سرطان القولون بنسبة 29 في المائة عند تناول التفاح بدون قشرته .
وقد اختبر الباحثون مستخلص التفاح ضد خلايا سرطان الكبد، ووجدوا أن تناول 50 ملليغرام منه مع القشرة يؤدي إلى تثبيط تلك الخلايا السرطانية بنسبة 57 في المائة. وأما مستخلص التفاح المستخرج من التفاح الكبير، فقد أظهر تثبيط الخلايا السرطانية بنسبة 40 في المائة. وأشار الباحثون في مقالة نشرتها ناتشر إلى أن تناول الفواكه بشكل عام يمكن أن يوفر المضادات الأكسدة التي تهدأ أنواع الأكسجين التفاعلية. فالمواد الكيميائية النباتية الأخرى، بخلاف حمض الأسكوربيك (فيتامين C)، تسهم بشكل كبير في زيادة نشاط المضادات الأكسدة، وبخاصة التفاح الذي يمتلك القدرة على منع انتشار الخلايا السرطانية .
بدأ الباحث لي دراسة إنزيمات التفاح منذ حوالي 15 عاما، وحدد مجموعة متنوعة من المركبات الفينولية وتعلم كيفية عمل هذه المواد الكيميائية في التفاح. كما يدرس الباحثان ليو ولي نشاط المواد المضادة للأكسدة في مختلف أنواع الفواكه والخضروات. واكتشف الباحثون أن كمية المركبات الفينولية في التفاح وقشرته تختلف من سنة إلى أخرى ومن موسم إلى آخر ومن منطقة إلى منطقة .