اسلامياتالقران الكريم

تفسير قول الله تعالى” يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين “

يذكر الله تعالى في كتابه الكريم في سورة العنكبوت، الآية الخامسة والخمسون، أن الكافرين يطلبون العذاب بسرعة، وأن جهنم محيطة بهم، وتعتبر سورة العنكبوت من السور المكية وتحتوي على تسعة وستون آية، وسيتم شرح تفسير الآية في الأسطر القادمة.

تفسير قول الله تعالى” يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين “:
– تفسير الطبري: فسر الطبري قوله تعالى ( يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )، أن الله تعالى يقول للرسول عليه الصلاة والسلام أن الكفار والمشركين يستعجلون بعذاب الله لهم، ويستعجلون بذهابهم إلى جهنم وبئس المصير، وأن يتم تركهم في النار وأن تحيطهم النار من كل مكان، وأن النار موجودة وهي من تنتظرهم، ويقال أن النار تشبه البحر، حيث قال عكرمة عن آية ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) أنه البحر، كما قال ذلك أيضا كل من ابن وكيع، وثنا غندر.

– تفسير القرطبي: فسر القرطبي الآية الكريمة بأن الله يوجه الحديث إلى الرسول عليه السلام، يخاطبه المشركون الذين يستعجلون العذاب، ولكن الله أعد لهم جهنم لتكون مأواهم الأبدي، وسوف يأتي العذاب في الوقت المناسب، ولا يوجد داعي للإسراع، ويقال إن هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي أمية وبعض أصحابه من مشركي قريش، حيث قالوا: (أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا)، فنزلت فيه هذه الآية لتخبرهم أن العذاب قادم بالتأكيد.

– تفسير بن كثير: فسر بن كثير الآية بأن الكفار يستعجلون الحصول على العذاب، على الرغم من أن الأمر سيأتي مهما تأخر. وقد فسر قوله تعالى: (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) بأنها تشير إلى البحر، حيث قال ابن أبي حاتم عن الشعبي أنه سمع ابن عباس يقول إن جهنم هو هذا البحر الأخضر، وتنتشر فيه النجوم، وتدور فيه الشمس والقمر، ثم يستوقد فيصبح جهنم. وقد قال الإمام أحمد بن حنبل، نقلا عن صفوان بن يعلى عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البحر هو جهنم).

– تفسير السعدي: تفسير السعدي للآية الكريمة (207) هو أن الكافرين، حتى لو لم يعذبوا في الحياة الدنيا، سيتم عذابهم في الآخرة ولن يتمكنوا من النجاة من هذا العذاب أبدا. هذا العذاب لا يفلت منه أحد. وقد فسر أيضا قوله تعالى في القرآن (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) بأن الكفار سيدخلون النار وسيحيط بهم اللهب من كل جانب. وفي الجحيم لا يوجد مفر من العذاب، فالنار تحيط بهم تماما كما تحيط بهم آثامهم وأفعالهم السيئة بسبب كفرهم بالله وعدم إيمانهم بالآخرة وعقاب الله. لذلك ستكون الجزاء لهم النار، وهذا هو النهاية السيئة.

– تفسير بن عاشور: يشير بن عاشور إلى أن الله يهدد المشركين والكفار الذين يستعجلون بالعذاب، والجهنم هي المكان الذي سيواجهون فيه العذاب ولن يستطيعوا الخلاص منه أبدا، واسم الفاعل في المستقبل يتم استخدامه لتأكيد حقيقة العذاب وعدم وجود خلاف عليه.

تفسير البغوي: قدم البغوي تفسيرا لقوله تعالى (يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)، مفسرا أنه سيعاقب الله بعذاب شديد الذين يستعجلون العذاب، وسيحاصرهم النار من جميع الجهات، وسوف يجتمعون في جهنم ولا يكون هناك أي كافر خارج جهنم، وسوف تحيط بهم النار من جميع الجهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى