امراض نفسيةصحة

فوبيا ركوب السيارات.. وكيفية التخلص منها

نبذة عن فوبيا السيارات

فوبيا السيارات هي الخوف من ركوب السيارة، سواء كان الشخص راكبا عاديا أو سائقا، وهذه الفوبيا يمكن أن تكون خطيرة وتعيق الحياة اليومية، ويمكن أن تجعل الأشخاص يتجنبون ركوب السيارات والقوافل والطائرات.

وبينما من الطبيعي أن يربط بعض الأشخاص فوبيا السيارات مع حادثة في السيارة، إلا أنه هناك أسباب أخرى يمكن أن تدفع الشخص للقلق والخوف عند ركوب السيارة، وهذا الخوف قد يكون شديدًا لدرجة أنه يؤثر على نشاطات الشخص اليومية ويؤدي إلى اضطرابات صحية طويلة الأمد وقد يكون أعمق وأكثر وضوحًا من الخوف العادي أو القلق الذي ينجم عن الإجهاد.

أعراض فوبيا ركوب السيارات

تتمثل الأعراض الأكثر وضوحًا لفوبيا ركوب السيارات في تجنب ركوب السيارة ببساطة أو الشعور بالقلق الواضح عند ركوب السيارة

أعراض فوبيا ركوب السيارات الأخرى تتضمن:

  • خوف شديد من وقوع حادث
  • الخوف من الإصابات أو الوفاة التي قد تنجم عن الحادث
  • الخوف من أن يعلق الشخص في المركبة
  • الأعراض الجسدية تشمل التعرق، والرجفة، وتسارع ضربات القلب، والغثيان
  • تجنب أية موقف يتضمن ركوب السيارة
  • نوبات الهلع

فوبيا السيارات، مثل أي فوبيا أخرى، يمكن أن تكون خفيفة إلى شديدة، بعض الأشخاص يتنقلوا في السيارات التي يثقوا بسائقها فقط، مثل الزوج أو الأهل، البعض الآخر يمكن أن يتنقل عن طريق الحافلة أو التاكسي على طريق مألوف، أما في الحالات الشديدة للغاية، يرفض الأشخاص التنقل عبر السيارة ويتنقلوا فقط عن طريق الأقدام.

كيفية تشخيص فوبيا ركوب السيارات

لم يتم تحديد فوبيا السيارات كاضطراب منفصل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، والذي يستخدمه الأطباء وغيرهم من أخصائيي الصحة العقلية لتحديد الاضطرابات النفسية.

الطبيب المتخصص يساعد المريض في تحديد نوع الرهاب الذي يعاني منه، ولتشخيص نوع محدد من الرهاب، يجب أن تكون الأعراض كما يلي:

  • تعتبر ردود الفعل العصبية الذاتية غير قابلة للتحكم، مثل الرجفان وضيقالتنفس والاضطرابات الهضمية
  • يتم اللجوء إلى آليات غريبة لتجنب الحوافز المسببة للرهاب
  • المبالغة في رد الفعل بشكل لا يتناسب مع مدى الخطر
  • يمكن أن يؤدي الخوف أو القلق أو التجنب إلى اضطراب أو اضطراب وظيفي واضح
  • أن يستمر الرهاب لأكثر من 6 أشهر

يجب أن يكون الرهاب غير مرتبط بحالات طبية أخرى مثل اضطراب الهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة، وعندما يستشير الطبيب حول الأعراض، يقوم بإجراء فحص جسدي للاستقصاء عن الأسباب الأخرى.

أسباب فوبيا ركوب السيارات

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في تطور رهاب ركوب السيارات، وتشمل بعض هذه العوامل:

  • الجينات والقصة العائلية: أظهرت الأبحاث أنه في حالة معاناة شخص ما من رهاب من الدرجة الأولى أو أي نوع آخر من اضطراب القلق، فإن ذلك يزيد من خطر إصابته بالفوبيا.
  • التجارب: التجارب المروعة يمكن أن تسهم في تطوير الرهاب، وأظهرت بعض الدراسات أن الحوادث هي السبب الأكثر شيوعا للاصابة بفوبيا ركوب السيارات.
  • المراقبة: سماع بعض القصص عن حوادث السيارات ومراقبة الأشخاص الذين يعانون من الرهاب يمكن أن يؤدي إلى تطوير الفوبيا لدى بعض الأشخاص.
  • ركوب الشخص مع أشخاص متهورين: يعد رهاب ركوب السيارة مع سائقين متهورين شيئا طبيعيا، نظرا لأن القيادة بشكل عام تمثل خطرا، وركوب السيارة مع سائقين ليس لديهم مهارات كافية في القيادة أو الذين يقومون بمخاطرات غير ضرورية يشكل خطرا على الحياة، لذا يجب تجنب ركوب السيارة مع هذا النوع من السائقين.

من الممكن أن يكون هذا الرهاب مرتبطا أيضا برهاب الأماكن المغلقة، وهو الخوف من التواجد في مكان لا يمكن للشخص أن يهرب منه في حالة حدوث هلع أو خوف من الأماكن المغلقة، وهو الخوف من الوقوع في مكان مغلق.

قد يتزامن هذا الخوف المرضي مع أنواع أخرى من الاضطرابات مثل اضطراب القلق الاجتماعي والإدمان.

أنواع فوبيا السيارات

على الرغم من عدم وجود فرق واضح بين رهاب السيارات، إلا أن هذا الرهاب يمكن أن يظهر بطريقتين

  • فوبيا قيادة السيارة: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، يتمحور الخوف الرئيسي لديهم حول أن يجلسوا وراء عجلة القيادة
  • فوبيا ركوب السيارة: تظهر الأعراض الخاصة بالشخص المصاب بحالة مرضية عندما يكون راكبا في أي نوع من وسائل النقل.

بعض الأشخاص الذين يعانون من رهاب ركوب السيارات لا يزالون قادرين على قيادة سياراتهم، لكنهم لا يمكنهم قبول فكرة أن يقود شخص آخر السيارة بدلا منهم، بينما يعاني البعض الآخر من رهاب القيادة، وبعض الأشخاص يعانون من رهاب ركوب السيارة وقيادتها في نفس الوقت .

كيفية التخلص من فوبيا ركوب السيارات

هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة التي يمكن استخدامها لعلاج الأشخاص الذين يعانون من رهاب ركوب السيارات، مثل:

-الأدوية

توصف الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق لمساعدة الأشخاص على إدارة بعض الأعراض الجسدية والعاطفية لاضطراباتهم النفسية. وتكون هذه الأدوية فعالة بشكل أكبر عند استخدامها بالتزامن مع العلاج النفسي.

-العلاج النفسي

تعتبر العلاج الأولي للفوبيا هو استراتيجية تسمى العلاج بالتعرض، وبعد استشارة طبيب نفسي، يتم تعريض الشخص تدريجيًا لمصدر الخوف باستخدام تقنيات الاسترخاء، وبمرور الوقت، يبدأ الخوف بالتناقص أو حتى الاختفاء.

يمكن أيضًا استخدام العلاج السلوكي المعرفي للتعرف على الأفكار السلبية وغير العقلانية التي تترافق مع هذا الرهاب، حيث يجد بعض الباحثين أن العلاج السلوكي المعرفي يكون فعالًا بعد جلسةٍ واحدةٍ إلى ثلاث جلسات.

كيفية التأقلم مع فوبيا ركوب السيارات

تشمل النتائج المحتملة لفوبيا ركوب السيارات تأثيرات سلبية كبيرة على حياة الشخص وعمله الشخصي، وتتضمن أمثلة على ذلك كيفية تأثير هذه الفوبيا على حياة الشخص، مثل:

  • يُمكن أن يُقلّل عدم التقدم للعمل في المناطق القريبة من المنزل من القدرة على كسب المال.
  • يمكن للأشخاص تفادي بعض الزيارات مع الأصدقاء والعائلة، مما يؤدي في النهاية إلى الشعور بالعزلة أو الرفض.
  • يُمكِن للشخص أن يُعاني صعوبةً في إقامة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين لِأنَّهُ غير قادِرٍ على ركوب السيارة والتنقُّل.

مثل العديد من أنواع الفوبيا الأخرى، تأثير فوبيا السيارات تعتمد بشكل رئيسي على مكان الفوبيا وهي مختلفة من شخص لآخر، على سبيل المثال، في حال كان الشخص يعيش في مدينة يمكن الاكتفاء فيها بالمشي مثل نيويورك، فحتى أكثر أنواع رهاب السيارات شدةً لن يكون لها تأثير كبير على حياة الشخص، لأن كل ما يحتاجه الشخص يمكن أن يجده في مكان قريب أو يقوم بطلبه عبر الإنترنت.

في حال عاش الشخص في منطقة ريفية، حيث يتطلب الذهاب إلى البقالة مسافة بعيدة، فإن الأنواع الخفيفة من رهاب ركوب السيارات يمكن أن تؤثر سلبًا على حياة الشخص اليومية.

يمكن للرهاب وأنواع اضطرابات القلق الأخرى أن تتفاقم مع الوقت إذا لم يتم علاجها، لذلك يجب الحصول على العلاج المناسب في أقرب وقت ممكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى