هرمون الحب وقدرته على ازالة أثر الكحول من الجسم
وفقًا لدراسة حديثة أجريت في جامعة سيدني، فإن هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بـ `هرمون الحب`، يمكن أن يوقف أعراض الثمل لدى الفئران السكيرة بجرعة واحدة منه .
دراسة على الفئران :
في دراسة تمت في جامعة سيدني ؛ قام الباحثون بتقسيم مجموعة من الفئران التي تناولت الكحول إلى مجموعتين ، و تم حقن أدمغة مجموعة منهما بالأوكسيتوسين ، أما المجموعة الأخرى فلم يتم حقنها بأي شئ ، و كلا المجموعتين تناولا الكحول ، و بعد مدة قصيرة بدأت الفئران التي لم يتم حقنها بأي شئ تٌظهر علامات السكر ، و لكن الملفت في هذه الدراسة هو أن مجموعة الفئران التي تم حقنها بالأوكسيتوسين لم تُظهر علامات فقد التناسق التي أظهرتها المجموعة الأخرى .
آلية عمل التجربة :
اتبع الباحثون في هذه التجربة آلية عمل جديدة ، و ذلك عوضاً عن الطريقة التقليدية التي تتضمن اختبار قدرة الفئران على السير في خط مستقيم ، أو القيام بتثبيت أحد الأصابع على الأنف ، قام الباحثون بوضع الفئران على علبة تتألف قاعدتها من شبكة ، و عندما قاموا بهز تلك العلبة أمسكت الفئران بخيوط الشبكة ، و بعد ذلك قام الباحثون بقلب العلبة رأساً على عقب ، و بالتالي أصبحت الفئران ممسكة بأيديها بخيوط الشبكة و متدلية نحو الأسفل ، و كانت هنا الثغرة التي قامت عليها التجربة ، حيث وضع الباحثون سؤالًا و هو ؛ هل ستكون الفترة التي تتماسك فيها الفئران قبل أن تفلت الشبكة هي ذاتها بالنسبة للفئران السكيرة التي تم حقنها به رمون الأوكسيتوسين والفئران السكيرة ؟ .
نتائج التجربة :
في الحقيقة جاءت النتائج صادمة للجميع ، حيث اكتشف الباحثون أن المجموعة الأولى ، و هي المجموعة السكيرة التي تم حقنها بالأوكسيتوسين ، تمسكت لمدة 8 ثوان بينما استطاعت الفئران السكيرة أن تتمسك لـ3 ثوان فقط ، و قد أكد الباحثون على أنهم قاموا بإعادة تلك التجربية مرتين متتاليتين ؛ المرة الأولى كانت بعد 5 دقائق من تناول الكحول ، و المرة الثانية كانت بعد 35 دقيقة ، و ظهرت نفس النتيجة في كلا المرتين .
في تجربة أخرى كانت الفئران مستلقاة على ظهورها بعد 35 دقيقة من تناول الكحول ، و من ثم تقوم بتعديل وضعية جسمها لتقفز وتقف على قوائمها الأربعة مجدداً ، فاستغرقت المجموعة الأولى مدة حوالي 1.5 ثانية ، أما المجموعة الثانية فقد استغرقت ضعف هذا الوقت لتتمكن من العودة إلى رشدها .
آلية عمل هرمون الأوكسيتوسين :
ينتقلهرمون الأوكسيتوسين من الغدة النخامية إلى بقية أنحاء الجسم عبر الدم، ولكنه يبقى في الدماغ، حيث يمنع الكحول من الارتباط بالمستقبلات العصبية المسؤولة عن تنظيم الحركة. وبالتالي، يقلل هذا الهرمون من الأعراض السلبية لتناول الكحول .