نبذة عن الفيلسوف ألبير كامو
ألبير كامو كان واحدا من أشهر الفلاسفة الوجوديين في العصر الحديث. عمل في مجالي الكتابة المسرحية والرواية. ولد في السابع من نوفمبر عام ١٩١٣ في قرية الذرعان، التي تعرف أيضا باسم بلدة مندوفي، في مقاطعة قسنطينة بالجزائر. والده كان فرنسي الجنسية وتوفي في معركة أثناء الحرب العالمية الأولى قبل عام واحد من ولادة ألبير. كانت عائلته تعاني من الفقر الشديد. والدته ذات أصول إسبانية وكانت صماء. على الرغم من هذه الظروف الصعبة، تمكن ألبير من إكمال تعليمه الثانوي والحصول على منح دراسية للالتحاق بجامعة الجزائر. تخرج من كلية الآداب قسم الفلسفة وتوفي في الرابع من يناير عام ١٩٦٠ .
نبذة عن حياة ألبير كامو :
كان ألبير كامو من أبرز المشاركين في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني ، وكان يتشارك مع زملائه في خلية الكفاح نشرة تسمى الكفاح ، ثم تحولت هذه النشرة بعد ذلك إلى صحيفة يومية تسمى الكفاح Combat، كانت هذه الصحيفة تتحدث باسم المقاومة الشعبية الفرنسية ، وكان بول سارتر من المشاركين في تحرير هذه الصحيفة .
فلسفة ألبير كامو :
كان ألبير كامو روائيًا ومسرحيًا وكاتبًا بارزًا، ولكنه كان فيلسوفًا وجوديًا أيضًا، حيث عرض فلسفته حول الوجود والحب والمقاومة والثورة والموت والحرية في مسرحياته ورواياته
تميزت فلسفة ألبير كامو بأنها فلسفة معاصرة، مما أهله للحصول على جائزة نوبل، حيث كان ثاني أصغر حائزي الجائزة في الأدب. وتعتمد فلسفة ألبير كامو على كتابين، أسطورة سيزيف الذي نشر في عام ١٩٤٢، وكتاب المتمرد الذي نشر في عام ١٩٥١. كما تعتمد على فكرتين أساسيتين هما التمرد والعبثية
كان كامو يستخدم اسطورة سيزيف للتعبير عن وضع الإنسان في الوجود. وكان سيزيف فتى إغريقي أسطوري، وكانت مهمته صعود الجبل مع صخرة ورفعها إلى القمة، ولكن الصخرة كانت تتدحرج وتسقط مرة أخرى إلى القاع، مما يجبره على النزول ورفعها مرة أخرى. وهكذا بقي حتى نهاية حياته .
في رؤية كامو لسيزيف، يرى الإنسان الذي لم يحظ بالسعادة بدون فائدة، وكانت حياته تافهة، مما دفعه للهروب، وفيما يتعلق بموقف شوبنهاور، فالحياة بلا معنى ويجب إنهاؤها بالانتحار المتعمد أو الإرادي. أما بالنسبة لموقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى حياة أفضل من حياتهم، فيعتبر هذا الأمر انتحارا فلسفيا
ويفصد بالانتحار الفلسفي الحركة التي كان يذكر بها التفكير نفسه محاولا أن يتخطى بنفسه إلى نطاق يسبب نفيه ، أو قد يؤدي موقف التمرد إلى اللامعقول في الحياة ويبقى فيها الإنسان غاضبا في الأعماق ومعانقا للعدم ، فيصبح الإنسان ليس مستسلما لحياته ولا متمردا ، ولكن للتمرد هو ما يمنح الحياة قيمتها فلا يوجد منظر أجمل منظر الإنسان المرهف الذي يعي بحياته وثورته وحريته، الذي يعتز بكبريائه
أشهر أقواله :
أشعر بالتضامن مع الذين يعانون في العالم الذي أعيش فيه، ولكنني لا أكره هذا العالم، ومهمتي ليست تغييره لأنني لست متحلى بالقدرة الكافية لتحقيق ذلك، ولكنني أحاول دفع بعض القيم التي تجعل الحياة جديرة بالعيش، وتجعل الإنسان يستحق الاحترام.