اسلامياتالقران الكريم

الآية التي نزلت في أمية بن أبي الصلت

من هو أمية بن أبي الصلت

أمية بن أبي الصلت هو شاعر جاهلي من أهل الطائف، وكان والده شاعرًا أيضًا. وفي عصر الجاهلية، كان يتصل بأهل الكتاب ويستمع إلى أخبارهم ويقرأ كتبهم، وكان يسعى دائمًا للتوحيد ويحمل شعره الكثير من الآثار في هذا المجال. وهناك بعض الأقوال المعروفة عن أمية بن أبي الصلت

  • قال ابن سّلام: كان أُمية بن أبي الصلت شاعرًا كثير العجائب ، حيث يذكر في شعره خلق السماوات والأرض والملائكة بطريقة لم يذكرها أي شاعر آخر ، وكان يقترب من أهل الكتاب ، وتم ذكر هذا في كتاب “طبقاتفحول الشعراء.
  • وقال ابن قتيبة: وقد كان يقرأ الكتب المتقدمة من كتب الله جل وعز، ويميل بعيدا عن عبادة الأوثان، وكان يبشر ببعث نبي في زمانه، وكان يأمل أن يكون هو ذلك النبي، ولكن عندما وصلته أخبار خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماع قصته، كفر بالنبي حسدا له”. انتهى من “الشعر والشعراء.

هل أسلم أمية بن الصلت

كان أمية بن أبي الصلت عالما وشاعرا بارعا، وشعره يحمل إيمانا عميقا، وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يستمتع بقراءة شعره ومعانيه الرائعة، وذكر في السنة النبوية الشريفة

  •  فِي حَدِيثِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: هِيهْ، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: هِيهْ، ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: هِيهْ، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
  • وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `كَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ`. وهذا متفق عليه.

وهناك رواية لأمية تدل على أنه سبق أبي بكر للإسلام بسبب محاورة سمعها بين أمية وزيد بن عمرو، فقد مات زيد قبل البعثة على الإيمان واستنكف أمية عنه، وقال أبو بكر رضي الله عنه: «كُنْتُ جَالِسًا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَاعِدًا، فَمَرَّ بِهِ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ: هَلْ وَجَدْتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَمْ آلُ مِنْ طَلَبٍ، فَقَالَ: كُلُّ دِينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا قَضَى اللَّهُ وَالْحَنِيفَةُ بُورُ، أَمَا إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ الَّذِي يُنْتَظَرُ مِنَّا أَوْ مِنْكُمْ، أَوْ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ قَبْلَ ذَلِكَ بِنَبِيٍّ يُنْتَظَرُ، أَوْ يُبْعَثُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أُرِيدُ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، وَكَانَ كَثِيرَ النَّظَرِ فِي السَّمَاءِ، كَثِيرَ هَمْهَمَةِ الصَّدْرِ، قَالَ: فَاسْتَوْقَفْتُهُ، ثُمَّ اقْتَصَصْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي، أَبَى أَهْلُ الْكِتَابِ وَالْعُلَمَاءُ إِلَّا أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الَّذِي يُنْتَظَرُ مِنْ أَوْسَطِ الْعَرَبِ نَسَبًا، وَلِي عِلْمٌ بِالنَّسَبِ، وَقَوْمُكَ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا عَمِّ، وَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ؟ قُلْتُ: يَقُولُ مَا قِيلَ لَهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَا ظُلْمَ وَلَا تَظَالُمَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمَنْتُ وَصَدَقْتُ» رَوَاهُ ابْنُ الْأَثِيرِ وَابْنُ عَسَاكِرَ.

تروى قصة أمية بن الصلت الذي حاور النبي صلى الله عليه وسلم وشهد أنه الحق، ولكنه أسلم بعد غزوة بدر. اتجه إلى الشام وعاد بعد ذلك الغزوة. في تلك الفترة، قرر أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم. سافر أمية من الشام حتى وصل إلى بدر، ثم سأله أحدهم: `ماذا تريد يا أبا الصلت؟` أجاب أمية: `أرغب في رؤية محمد وأعتقد به.` فسلم للنبي صلى الله عليه وسلم قيادة الأمور. ثم سئل: `هل تعرف من في القليب؟` أجاب أمية: `لا.` قال له السائل: `فيه عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وهما ابنا خالك.` بعد أن أخبروه بأن النبي قتل أقاربه في غزوة بدر وتذكروا له ما قد احتمله من العداء الجاهلي، ابتعد عن الإسلام وتصرف مثل الجاهليين بقطع آذان الناقة. ثم وقف على قليب بدر وبدأ في نقد قتلة المشركين وسب المؤمنين، لكن الكتاب سبقه ولم يؤمن به، وتوفي وهو كافر.

إذا نظرنا إلى قصة أمية بن الصلت، سنجد أنه يجب علينا الحذر من تقلب القلوب. فقد قضى رجل حياته يسعى ويطلب الحق، وكان يسعى للحصول على صفات النبي عند العلماء لينصرهم ويكون متبعا لهم. ومع ذلك، عندما سبق عليه الكتاب، حسده البشر وخيبت آماله، وقاموا باكذابه بعدما تيقن من الحق. وحسبما ذكر، فإن أصدقاء الأخبار لم يختلفوا فيما بينهم بأنه مات كافرا، وهناك من قال إنه مات في سنة تسع من الهجرة في الطائف كافرا قبل أن يسلم ثقفيون.

ما هي الآية التي تم نزولها في أمية بن أبي الصلت

كان أمية بن الصلت واحدا من أبرز الأشخاص في الجاهلية في مجال العلم، وكان يتوقع بعثة النبي ليتبعه، وكان يرجو من الله سبحانه وتعالى أن يبعثه نبيا. ولديه العديد من الأشعار المليئة بالإيمان، ولكنه لم يؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام عندما بعث، إذ حسده وتحدث عن قومه بسبب أن النبي كان من قريش وليس من ثقيف. كما ذكر في القرآن الكريم آيات عدة عن أية بن أبي الصلت

  • في سورة الأعراف آية 175: اقرأ لهم قصة الذين أعطيناهم آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الضالين.
  • وفي سورة آل عمران آية 8: “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”.
  • فصَدَقَ فِيهِ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى في سورة آل عمران آية 86-88: كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم، وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات، والله لا يهدي القوم الظالمين. أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. خالدين فيها، لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون.

ديوان أمية بن أبي الصلت

لدى أمية ديوان شعر، وفيه اختلط الشعر الصحيح المنسوب له بالشعر الذي ينسب إليه. وكان أكثر شعر ديوانه يتحدث عن تأملات في الكون ودلالتها على ربوبية الله تعالى، كما تحدث أيضا عن يوم الآخرة والثواب والعقاب، وروى قصص الأنبياء. وقد مدح عبد الله بن جدعان وفخر بنفسه. ومن الأشعار التي جاءت في ديوان أمية بن أبي الصلت ما يلي

يا ربنا، لك الحمد والشكر على كل نعمك وملكك، فلا يوجد شيء أكثر عظمة وجلالًا منك
مليكٌ على عرش السماء مهيمنٌ * لعزّته تَعْنُو الجباه وتسجدُ
مليك السماوات الشِّدَاد وأرضها * وليس بشىء فوقنا يتأودُ
تسبِّحه الطير الكوامن فى الخفا * وإذ هى فى جو السماء تَصَعَّدُ
ومن خوف ربى سبّح الرعدُ حمده* وسبّحه الأشجار والوحش أُبَّدُ
من الحقد نيران العداوة بيننا * لأن قال ربى للملائكة: اسجدوا
لآدم لمّا كمّل الله خلقه * فخَرُّوا له طوعًا سجودا وكدّدوا
وقال عَدُوُّ الله للكِبْر والشَّقا: * لطينٍ على نار السموم فسوَّدوا
فأَخْرَجَه العصيان من خير منزلٍ * فذاك الذى فى سالف الدهر يحقدُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى