اسلامياتقصص اسلامية

قصة الرسول مع الطفل الذي مات عصفوره

قصة الرسول والطفل الذي توفي عصفوره

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما ولطيف القلب تجاه الأطفال. كان دائما يواسيهم ويحاول إسعادهم. وهناك مواقف رائعة في حياة الرسول توضح ذلك، ومنها قصة الصبي الذي مات عصفوره، وفيما يلي توضيح للقصة كما رواها أنس بن مالك

كان هناك طفل صغير يُدعى أنس بن مالك، الذي صار خادم الرسول صلى الله عليه وسلم من وقت هجرته إلى المدينة وحتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، وقد قال أنس بن مالك: {خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ! وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلاَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ عَابَ عَلَيَّ شَيْئاً قَطُّ، وَأَنَا غُلاَمٌ، وَلَيْسَ أَمْرِي كَمَا يَشْتَهِي صَاحِبِي أَنْ أَكُونَ عَلَيْهِ}.

وكذلك قال أنس بن مالك: {كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الناس أخلاقا، فأرسلني يوما لأداء مهمة، فقلت: والله لا أذهب! ولكن في قلبي أرغب في الذهاب لأداء ما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم. فخرجت ومررت ببعض الأطفال يلعبون في السوق، وفجأة أمسكني النبي صلى الله عليه وسلم من خلفي بقفاي، وقال: نظرت إليه وهو يبتسم، ثم قال: (يا صاحب الرفيق! هل ذهبت حيث أمرتك؟) فأجبت: نعم! أنا ذاهب يا رسول الله}. يظهر هذا الموقف رقة وحنان النبي تجاه الأطفال.

وكذلك يذكر أنس في قصة موت العصفور: كان لدي أخ يدعى أبو عمير، كان يربي عصفورا في قفص، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به بين الحين والآخر، ويمازحه، ويسأله عن عصفوره، وفي يوم مات العصفور، سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه قائلا: “أبا عمير! ماذا حدث لعصفورك؟” وبسبب موت العصفور، تعاطف معه وواساه.

قصص الرسول مع الأطفال

وكان اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال ليس مقتصرا على إظهار مشاعره ورعايتهم، بل كان يهتم أيضا بتعليمهم وتربيتهم والدعاء لهم، ولذلك، تظهر مواقف تربوية من حياة الرسول مع الأطفال

قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عباس رضي الله عنه: يا غلام! إني معلمك كلمات، فاحفظها: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

يعود الاهتمام الذي أبداه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأطفال ومخاطبتهم وتعليمهم إلى أنهم كانوا يتسابقون في فعل الخير. أحد الأدلة التي تؤكد ذلك هي قول ابن عباس رضي الله عنه: `كنت عند خالتي، وهي ميمونة أم المؤمنين، فقام النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمت وأنا أصلي معه. ثم قمت من جانبه الأيسر، فأمسك برأسي ووضعني بجانبه الأيمن.

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحمل بكاء الطفل ولا ألمه، وروى أبو قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو يحمل أُمَامَة بنت زينب بنت رسول الله، وعندما يسجد يضعها، وعندما يقوم يحملها.

قصة اختيار الرسول إمامًا من الصغار

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشجع الأطفال على الصلاة والتفقه في الدين، ولهذا اختار عمرو بن سلمة الجرمي، الذي كان غلاما صغيرا، ليكون إماما لقومه، على الرغم من صغر سنه، لأنه كان أكثرهم تفقها في القرآن. وقد قال عمرو بن سلمة في هذا الصدد:

{كنا في مكان موجود، وكان القوافل تمرون بنا وهم يعودون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقتربت منهم لأستمع، حتى حفظت القرآن، وكان الناس ينتظرون تحولهم إلى الإسلام بعد فتح مكة. وعندما فتحت مكة، كان رجل يأتيه ويقول: يا رسول الله! أنا قدمت بني فلان وأتيتك بإسلامهم. فذهب أبي وقومه ليعتنقوا الإسلام، ثم عادوا إلي. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “أتوني بأكثركم حفظا للقرآن.” فتأملوا، ولم يجدوا أحدا يحفظ القرآن أكثر مني، فأحضروني، وأنا كنت في صغري. صليت معهم وعلي بردة، وكنت عندما أركع أو أسجد، كنت أتقرب وتظهر عورتي! وعندما انتهينا من الصلاة، قالت امرأة كبيرة لنا: “احتجبوا عنا قارئكم!” فقطعوا لي قميصا، وذكر أنه فرح بهذا بشدة.

حنية الرسول

كان هناك العديد من المواقف التي تدل على رقة النبي مع الأطفال، وعن عائشة رضي الله عنها: {إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلب الصبيان ويمسح رؤوسهم ويعانقهم}، وأيضا حكت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم عانق عبد الله بن الزبير، وقالت أسماء: {ثم مسح رأسه، وصلى عليه -أي: دعا له- وسماه عبد الله، ثم جاءه وهو في سن السابعة أو الثامنة ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه يقترب منه وبايعه.

وقد قال أنس بن مالك: ما رأيت أحدا يترحم على الأطفال أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يرضع ابنه إبراهيم من مارية القبطية في أطراف المدينة، أي في قرية قريبة من المدينة، وكان يذهب معنا لزيارته في بيته، وإذا دخل البيت، كان يلتبس، وكان زوج مرضعة إبراهيم يعمل كحداد، وكان النبي يأخذه ويقبله، ثم يعود معنا مرة أخرى.

وفي رواية أخرى: {أطلق عليه اسم والده نبي الله إبراهيم، ثم أعطاه لأمه سيف، وهي امرأة من قوم قين تدعى أبو سيف. فقدم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقمت بمتابعته. ووصلنا إلى أبو سيف وهو ينفخ في ناره، وكان الدخان يملأ المنزل. سارعت بالمشي باتجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: يا أبا سيف، انتظر! جاء رسول الله!! فتوقف، ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم الطفل وأخذه إلى حضنه، وقال ما شاء الله أن يقول.

كما قال أَنَسٌ بن مالك: لقد رأيته يتعذب في مرضه، أي أنه كان يحتضر أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (تدمع العين ويحزن القلب، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا نحزن عليك).

وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي أَدْخُلُ في الصَّلاَةِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي – أي: أخفِّفها وأعجل فيها – مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ}، وفي رواية أخرى: {كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ على أُمِّهِ}، وفي رواية أخرى {مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ}.

كما أنه عليه الصلاة والسلام قال عن الحسن والحسين: يؤكد كل هذا ويدل على أن رسولنا الكريم كان أكثر الناس حنية ولطفًا مع الأطفال، ويجب علينا أن نقتدي به في هذا، “(هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى