حديث الرسول عن الزوج الصالح
شرح حديث الرسول عن الزوج الصالح
حث النبي عليه الصلاة والسلام على اختيار الزوج الصالح الذي يتمتع بالخلق الحسن والدين، حيث قال: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، وذلك لأن الإسلام يحث على البحث عن الصلاح والخير، ولأن الدين والأخلاق الحسنة هي من الأمور الأساسية في قضية الزواج، ولأن النبي عليه الصلاة والسلام حذر من الخلاف في هذا الأمر، وأشار في الحديث الشريف إلى حدوث الفتنة والفساد في حال مخالفة هذا الأمر، والانحياز إلى متاع الدنيا. وهذا الحديث يقابل حديث آخر يتعلق بالمرأة، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: “تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها ونسبها ودينها، فاختاروا ذات الدين تربت يداكم”، ويدعو هذا الحديث إلى اختيار الرجل للمرأة ذات الدين الحسن.
وقد روى الترمذي وابن ماجة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، فإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض)، وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي”. ويتم شرح هذا الحديث على النحو التالي
- معنى إذا خطب إليكم : إذا طلب منكم أن تتزوجوا فتاة من أقاربكم أو من أبنائكم، فافعلوا ذلك.
- معنى من ترضون : أي تستحسنون.
- دينه أي ديانته، وخلقه أي معاشرته.
- فزوجوه أي أعطوه إياها.
- إذا لم تفعلوا ذلك، أي إذا لم تزوجوه.
- تكن أي تقع.
- فتنة في الأرض وفساد عريض ومعنى ذو عرض أي كثير لأنكم إن لم ترضوا أن تزوجوا ابنتكم إلا لرجل ذي مال وجاه، فربما في هذه الحالة تبقى نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم سيبقون دون نساء، فيكثر الافتتان بالزنا وربما يلحق الأولياء عار، فيسبب تهيج في الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب بالإضافة إلى قلة الصلاح والعفة.
قَالَ الطِّيبِيُّ – رَحِمَهُ اللَّهُ -: ” وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَالِكٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ: لَا يُرَاعَى فِي الْكَفَاءَةِ إِلَّا الدِّينَ وَحْدَهُ ” انتهى من ” مرقاة المفاتيح “، وقال رجل للحسن: ” قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنْ أَحَبَّهَا أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها ” انتهى من “إحياء علوم الدين”.
آية قرآنية عن اختيار الزوج
يشعر الكثيرون بالحيرة عند اختيار شريك الحياة، خاصة في ظل الكثير من المفاهيم الخاطئة والقيم المختلطة. ولذلك، يجب أن نتمسك بالقرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام لنبقى على الطريق الصحيح. وفي هذا المقال، سنوضح بعض الآيات القرآنية حول اختيار الزوج وسنقدمها في بنود خاصة
-آيات قرآنية عن علاقة الرجل بالمرأة
الله سبحانه وتعالى يشرح أن الرجل والمرأة هما نفس واحدة، وذلك بقوله تعالى في سورة النساء الآية الأولى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به، والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا”. ويتضح من ذلك أن الرجل يبحث عن المرأة التي تكمله، والمرأة بدورها تبحث عن الرجل الذي سيكملها. ويعتبر القرآن الكريم الارتباط بين الرجل والمرأة من آيات الله في الخلق والإبداع، حيث يجد الإنسان في هذا الارتباط السكينة والطمأنينة، وذلك بقوله تعالى في سورة الروم الآية 21: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ۚ إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون”. وفي سورة الشورى الآية 11 يقول الله تعالى: “فاطر السماوات والأرض ۖ جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا ۚ يذرؤكم فيه ۚ ليس كمثله شيء ۖ وهو السميع البصير.
-آيات قرآنية توضح معايير اختيار الزوج
تتضمن المعايير التي يتم الاعتماد عليها في اختيار الزوجة أو الزوج عدة نقاط، مثل:
الدين هو من المعايير الهامة ويعني الإسلام، والمعيار الآخر هو الدين. وفي آية 221 من سورة البقرة، قال الله سبحانه وتعالى: “ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا، ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون”. ويوضح معنى هذه الآية أن التفاضل يكون في الإسلام أولا. وفي آية 13 من سورة الحجرات، قال الله سبحانه وتعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير”. وأوضح النبي عليه الصلاة والسلام أن المرأة المسلمة إذا أرادت الزواج، فإنها يجب أن توافق على الرجل الصالح.
حديث الرسول عن صفات الزوجة
توجد عدة أحاديث نبوية شريفة ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام عن الزوجة، وذُكرت فيها بعض الصفات المحببة لها والتي تتجلى في:
- عندما تصلى المرأة خمس صلوات في اليوم، وتصوم شهر رمضان، وتحفظ فروجها، وتطيع زوجها، يقال لها: ادخلي الجنة من أي باب تشاء.
- يجب على المرأة أن تتمتع بحسن المعاشرة والعشرة مع زوجها، كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: `فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك`.
- قال عليه الصلاة والسلام: لو كنت أمرت أحدا بالسجود لغير الله، لأمرت المرأة بالسجود لزوجها، والذي بيده نفس محمد لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، وإن سألتها نفسها وهي على قتب لم تمنعه.” ولهذا الحديث قصة، حيث قدم معاذ من الشام وسجد للنبي عليه الصلاة والسلام، فقال النبي: “ما هذا يا معاذ؟”، فقال: “أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك”. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “فلا تفعلوا، فإني لو كنت أمرت.
- “ ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى “، صحيح الجامع”، ومعنى العؤود أي هي المرأة التي تعود على زوجها بالنفع.
حديث الرسول عن الزواج الثاني
وارد في السنة النبوية الشريفة عن نبينا عليه الصلاة والسلام تعدد الزوجات والزواج الثاني في الإسلام. فقد وجه التابعين والمسلمين نحو الطريق الصحيح، ومن بين هذه الأحاديث التي وردت كالتالي
- عن أبي هريرة: من كان له امرأتان فإنه سيميل يوم القيامة إلى واحدة منهما، وشقه يكون مائلاً
- عن أبي هريرة: الرجل الذي يتزوج عمتها أو خالتها غير مقبول في المجتمع.