لماذا سمي الجاحظ بهذا الاسم
يعتبر أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري، المعروف باسم “الجاحظ”، من أشهر أعمدة الأدب العباسي، وقد كتب العديد من المؤلفات الأدبية التي حققت شهرة واسعة، منها كتاب البخلاء وكتاب الحيوان وكتاب البيان والتبيين، واشتهر أسلوبه بالسهولة والعذوبة والفكاهة .
سبب تسمية الجاحظ بهذا الاسم
اشتهر الجاحظ بهذا الاسم بسبب جحوظ عينيه ووجود بعض النتوءات الظاهرة في حدقتيه، مما أدى إلى جعل وجهه قبيحا ودميما. وبناء على ذلك، أطلقوا عليه أيضا لقب “الحدقي”. ومع ذلك، كان هذا اللقب أقل شيوعا وشهرة من لقب الجاحظ .
لم يكن الجاحظ مرتاحًا للقب الذي حصل عليه، وكان يكره أن يطلق عليه هذا اللقب في البداية، ولكن هذا اللقب أصبح لاحقًا اسم الشهرة الذي يشتهر به في الأدب العربي وشرفًا عظيمًا .
وصف شكل الجاحظ
توجد قلة من المعلومات المتعلقة بمظهر الجاحظ، فبعض الناس يقولون أنه كان قصير القامة وذو بشرة سمراء، وقد ورث هذه الصفات عن جده، ويقال أيضا أن لديه رأس صغير وأذنين صغيرتين، وكان عنقه رفيعا وشكله قبيحا، حتى قيل إنه اعترف بقبحه دون خجل، وذكرت بعض الأبيات الشعرية التي تصف قبحه من بينها
لَوْ يُمْسَخُ الخِنْزِيرُ مَسْخاً ثَانِياً ****** مَا كانَ إِلاَّ دُوْنَ قُبْحِ الجَاحِظ
رَجُلٌ يَنُوبُ عَنِ الجحِيْمِ بِوَجْهِهِ ****** وَهُوَ القَذَى فِي عَيْنِ كُلِّ مُلاَحِظِ
وَلَوَ انَّ مرْآةً جَلَتْ تِمْثَالَهُ ****** وَرَآهُ، كَانَ لـه كَأَعْظَمِ وَاعِظِ
من الأمور النادرة والطريفة التي تبرز قبح الجاحظ، حيث جاءت امرأة إلى صائغ ذهب لتنقش صورة شيطان على خاتم خاص بها. استغرب الصائغ طلبها وأخبرها أنه لم ير شيطانا في حياته من قبل لينقشه، فأعطته صورة الجاحظ وقالت له: “هذا هو الشيطان .
معلومات عن الجاحظ
ولد الجاحظ في مدينة البصرة عام 776م. كان متحمسا للتعلم منذ صغره وكان ذكيا ومحبا للقراءة وسريع الحفظ. وكان أيضا فكاهيا. يعتبر الجاحظ واحدا من أهم أئمة الأدب في العصر العباسي، وكان شهيرا واسع الانتشار. كان يزور دوما محلات بيع الكتب ليقرأ كتبها، لأنه كان مهووسا بالكتب، وكان يقرأ ويفهم كل كتاب، وكان يظهر دائما وفي يده كتابا يقرأه .
اختلفت الأقاويل عن كيفية موت الجاحظ ، فالبعض يقول أنه توفي حينما وقعت عليه مجلدات من الكتب ؛ وتم العثور عليه في البصرة عام 869م والكتاب على صدره ، بينما ورد في مصادر أخرى أنه أصيب بالفالج ؛ وبعدها اعتزل الكثير من الناس ولازم فراشه لسنين طويلة حاول خلالها الاستمرار في الكتابة إلا أنه انقطع عنها بعد أن أشتد عليه المرض ، واستمر على هذا الحال إلى أن توفي .
اقتباسات وأقوال الجاحظ
إذا لم يستجب أحدٌ لحديثك، فتحلَّ عنه وتحدث بصوتٍ أعلى ليستمع إليك .
يعتبر أمر الجمال أكثر دقة ورقة من أن يدركه الجميع
– ليس للكاذب أي مروءة، ولا للسيئ الخلق أي ورع .
إذا نظرت إلى أحوال الناس، ستجد أن معظمهم يحملون عيوبًا وتعيبات شديدة
أكمل صديق إذا كنت وحدك وأودعته سرا، فإذا خانتني أصدقائي سأستفيد منه حكمة وصواب .
الكتاب هو رفيقك الذي لا يتركك، وصديقك الذي لا يخدعك، ورفيقك الذي لا يملكك، وصاحبك الذي لا يسعى للاستفادة منك بالمجاملة، ولا يعاملك بالخداع .
يجب تجنب مجالسيئين، فإنهم يعلقون بك ويسببون لك الفساد في يوم من الأيام، بينما يعلق الجلوس مع العقلاء بالصلاح طوال العمر، فإن الفساد يلتصق بالطبيعة بشدة .
الكتاب كوعاء ملئ علما وظرف حشى ظرفا، وإناء شحن مزاحا، ينطق عن الموتى ويترجم كلام الأحياء، لا ينام إلا بنومك ولا يتكلم إلا بما تريد .
إذا كان الحب يعمي عن العيوب، فإن البعض الآخر يعمي عن الفضائل .
الحسد هي أول خطيئة ظهرت في السماوات، وأول معصية حدثت في الأرض .
لا أعرف شجرة أطول عمرًا أو أطيب ثمرًا أو أقرب مرجعية من الكتاب .
تتمثل حماقة الرجل في ثلاثة أشياء: قوله ما لا يعنيه، والإجابة على ما لا يُسأل عنه، وتهوره في الأمور .