اسلاميات

لماذا خلق الله الشيطان ؟

(إبليس) ذلك الشيطان اللعين المطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى ألد الخصام وألد الأعداء للبشر وأكثر المخلوقات كرها لهم حيث أن قصة ذلك اليائس من رحمة الله المطرود منها كانت مع بداية خلقه سيدنا آدم وأمنا حواء منذ أن أمره الله عز وجل بالسجود له، لكنه رفض، تكبر وأخذه الغرور فكيف يسجد لآدم المخلوق من طين وهو مخلوق من نار فقد سلط الغرور عليه ولم ينفذ أمر الله بالسجود، فكانت اللعنة الإلهية والطرد من رحمة الله بسبب آدم، إذا البشر هم السبب فيما حدث له، وهكذا فسرها إبليس في نفسه، ومن هنا بدأ الكيد والإغواء وتزيين المعاصي، بدءا من آدم وانتهاء بأبنائه وذريته البشر، وحتى قيام الساعة حيث قام إبليس اللعين بإغواء آدم وحواء من أجل أن يتجاوزا أمر الله بعدم تناول ثمرة الشجرة التي نهاهم الله عنها، بحجة أنهم سيكونون أبدا في الجنة، وبالفعل تمكن الشيطان منهما بالغواية والوسوسة، وكانت النتيجة هبوطهما إلى الأرض وخروجهما من الجنة .

وظيفة الشيطان الأساسية  :يغوي الناس ويوسوس إليهم، ويزين الباطل والشهوات والمحرمات لهم، حتى يقعوا في الخطيئة ويغضبون الله سبحانه وتعالى، وبالتالي يتساوون مع الشيطان في عدم الطاعة لله والمعصية له، حيث يعتبر الشيطان أن الإنسان هو السبب الرئيسي لخروجه من رحمة الله تعالى، ولذلك يعمل جاهدا على الانتقام من الإنسان .

أسباب خلق الله سبحانه وتعالى للشيطان :- خلق الله الشيطان ليكون عبرة ودرسا لباقي مخلوقاته، وخاصة الإنسان، لمن لا يطيع أوامر الله تعالى ويتكبر عن الاقتراب منه وعبادته وطاعته الكاملة لأوامره ونواهيه. فالشيطان هو أفضل مثال للبشر، حيث يتعلمون منه كيفية طاعة أوامر الله تعالى. وإلا فسيحدث لهم ما حدث لإبليس من اللعنة .

الدنيا دار اختبار للإنسان :- خلق الله تعالى البشر وسكنهم في أرضه وجعلهم خلفاء فيها ومنحهم النعم التي لا تحصى ولا تعد، وسهل لهم طرق الحياة فيها. ولكنها أيضا دار اختبار لهم، لمعرفة من سيطيع ومن سيعصي. فإنها إما تكون مكانا لتجميع الحسنات أو مكانا للسيئات والمعاصي في الآخرة. إما جنة للمتقين أو نارا للكافرين العاصين. وبالتالي، إبليس هو أحد الأدوات الإلهية المهمة في هذا السياق، حيث يتحدد من سيصبر ويقاوم الإغراءات ومن سيغلبه مكر إبليس ويقع في المعاصي .

الفتنة للبشر :يعتبر وجود الشيطان فتنة للبشر مثل أي فتنة أخرى في الخطة الإلهية، ويراقب الله عباده الذين يقاومون الفتن، بما في ذلك إبليس وإغواؤه وتملقه، والذين يستسلمون له .

إظهار قدرة الله سبحانه و تعالى في خلقه :خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور وخلق إبليس والشياطين من نار، والإنسان من طين، وهذا يظهر حقيقة أساسية وهي أن التفضيل لدى الله ليس للمادة التي خلق منها الإنسان أو الملائكة أو الشياطين، بل إلى من كان أقرب إليه من خلال تمسكه بعبادته وإطاعته واتباعه لأوامره ونواهيه .

تحقيق الصفة الإلهية (الغفور) :- الغفران هو صفة من صفات الله تعالى وأحد أسمائه الحسنى. فكيف يمكن أن تتحقق هذه الصفة إذا لم يكن هناك وجود للشيطان؟ لو لم يكن هناك إغواء ووسوسات شيطانية وفتن، مثل إبليس وأتباعه، لما قام الإنسان بتجاوز الحدود ووقع في الخطايا والمعاصي. لكانت هناك حاجة للصبر والجهد من قبل عباد الله المتقين لمقاومة تلك الفتن بأشكالها المختلفة. إذا لم يكن هناك الشر والشرك والظلم، لكان الناس يعبدون ربهم جميعا ولم يقع أحد في المعصية أو الخطيئة. فكيف يمكن أن تتحقق صفة الله تعالى الغفور في تلك الحالة .

كيفية تجنب الشيطان وإغوائه :يمكن للإنسان تجنب إغواءات الشيطان وشروره عن طريق التمسك بدينه والاقتراب من ربه، وعندما يفعل ذلك، يتمكن من رؤية الحقيقة ويدرك أن المعاصي والذنوب لا تمثل سوى تزيينا لإغواءات إبليس وأن الوقوع في الخطيئة ليس إلا نتيجة لكيد إبليس الضعيف، ولو كان إيمانه قويا واقترب من ربه، لن يستطيع إبليس أن يضره بأي شكل من الأشكال، وذلك لأن الإسلام يحتوي على العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحمي الإنسان وتحول دون كيد إبليس وحيله ضده .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى