امراض نفسيةصحة

أعراض الضغط النفسي وكيفية العلاج

قد أدى التطور التكنولوجي الهائل في هذا العصر، الذي يصاحبه زيادة ضغوط العمل وتسارع وتيرة الحياة، إلى التأثير السلبي على صحة وعمر الإنسان. وذلك يجعله أكثر عرضة للضغط النفسي والعصبي، الذي يسبب ظهور مجموعة من الأعراض المختلفة مثل الآلام العضوية والأرق والأعراض النفسية والاجتماعية والسلوكية .

ما هو الضغط النفسي

الضغط النفسي هو شعور سلبي ينتاب الإنسان عند التعرض للضغوط التي تتجاوز قدرته على تحملها، وهو يختلف في نوعه وشدته من شخص لآخر حسب شخصية الإنسان وقدرته على التحمل. ويجب الإشارة إلى أن الضغط النفسي المحدود يعتبر عادة شيئا إيجابيا، إذ يحفز الشخص على مواجهة التحديات، وتحقيق النجاحات، واتخاذ القرارات السريعة، والتحضير للاختبارات وما شابه ذلك. ولكن إذا تجاوز الضغط النفسي هذه الحدود، فقد يؤدي إلى آثار عكسية، وخاصة إذا استمر لفترة طويلة، مما يسبب الكثير من المشاكل الصحية والنفسية والعاطفية.

عند تعرض الجسم لأي شيء، يستجيب الجسم لهذا الشيء إيجابا أو سلبا. على سبيل المثال، إذا تعرض الجسم فجأة لحد معين، فإنه يعاني من ضغط كبير ويمثل خطرا على الجسم. في هذه الحالة، يفرز الجسم هرمونات محددة مثل الأدرينالين، والتي تساعد في الاستجابات التلقائية، وتزيد من ضغط الدم ونبضات القلب، وتزيد من نسبة الأكسجين التي تصل إلى العضلات، وتزيد كمية العرق والتنفس. تساعد جميع هذه الاستجابات الإنسان على الاستعداد للتصرف في حالة توقع الخطر، سواء بالبقاء أو الهروب منه .

تؤدي الضغوط الحياتية اليومية التي تنشأ عن ضغوط العمل والمشاكل المادية إلى إفراز الهرمونات التي ترفع ضغط الدم وتسرع التنفس وضربات القلب، وقد يؤثر ذلك سلبًا على الجسم إذا زادت ردة الفعل تجاه هذه الضغوط .

أعراض الضغط النفسي

توجد بعض العلامات المشتركة والشائعة بين الأشخاص الذين يتعرضون للضغط النفسي، على الرغم من اختلاف قدراتهم واستجاباتهم، ويمكن أن تكون هذه الضغوط نفسية أو سلوكية أو جسدية أو عاطفية، وسنوضحها في هذه المقالة .

– الأعراض الجسدية

تؤثر الضغط النفسي سلبا على الجسم من خلال الشعور بالآلام العضوية في مناطق مختلفة من الجسم، مثل الرقبة والأكتاف والظهر، أو الشعور بالصداع، أو آلام في منطقة الصدر، وحدوث اضطراب في الإخراج مثل الإمساك أو الإسهال، والشعور بالغثيان والدوخة، وفقدان الرغبة الجنسية. تظهر هذه الأعراض على الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي، ولكنها قد تكون مرتبطة بأمراض أخرى.

لذلك، يجب على الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض زيارة الطبيب. ويجب التذكير بأن الضغط النفسي يزيد من أعراض بعض الأمراض المرتبطة به، مما يؤدي إلى تدهور حالته الصحية بشكل أسرع .

– الأعراض النفسية والعاطفية

تشمل الأعراض النفسية القلق المستمر، وفقدان القدرة على التركيز في الدراسة أو العمل، وتجربة ضعف الذاكرة، والشعور بالتشاؤم المستمر، والأفكار السلبية، أما الأعراض العاطفية فتشمل الشعور المستمر بالوحدة، والتغيرات المفاجئة في المزاج التي لا تكون مبررة، والغضب والتوتر من أبسط الأمور، والشعور بالنقص أو الدونية، والاكتئاب .

– الأعراض السلوكية

تلخص الأعراض السلوكية للضغط النفسي في عدة اضطرابات، مثل ضعف الشهية أو فقدانها، وتناول كميات أقل أو أكثر من المعتاد من الطعام، بالإضافة إلى اضطرابات النوم مثل النوم لفترات طويلة أو النوم المتقطع، والشعور بالارتباك والرغبة الدائمة في العزلة وتجنب الاختلاط بالآخرين. وقد يؤدي الضغط النفسي إلى تجاهل المسؤوليات والمهام المطلوبة وفي بعض الأحيان إلى اللجوء إلى التدخين أو الإدمان على الكحول أو المخدرات للهروب من هذا الضغط

كيفية علاج الضغط النفسي

ينبغي في البداية معرفة السبب الرئيسي للضغط النفسي والسعي لتغييره، أو تغيير الشخص الذي يتعامل مع السبب أو قبول الأمر كما هو. وإذا كان العمل هو سبب الضغط النفسي ولم يتمكن الشخص من تغيير وظيفته، يمكنه محاولة تغيير الأفكار السلبية حول هذا العمل أو تغيير ردود الفعل تجاه مصادر التوتر في العمل. ويمكن إضافة بعض الأمور التي تجعل العمل مكانا مفضلا، مما يساعد على قبول العمل واكتساب الأفكار الإيجابية تجاهه .

من الضروري التحدث مع شخص موثوق به عن المشاكل والأمور الصعبة، أو التعبير عنها بالكتابة، حيث يساعد تفريغ المشاعر السلبية على تخفيف أعراض الضغط النفسي. أما كبت المشاعر والخوف فقد يؤدي إلى تفاقم الأعراض الناتجة عن الضغط النفسي، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر

عند الشعور بالضغط، يمكن أخذ نفس عميق للتهدئة، حيث يساعد على تخفيف الشعور بالتوتر، وتحسين تدفق الدم وتنظيم ضربات القلب بصورة طبيعية .

ممارسة التمارين الرياضية تقلل التوتر والقلقوالضغط النفسي، حيث تساعد في تحريك العضلات وإفراز العرق، وممارستها تؤدي إلى تحسين المزاج والنفسية، فعلى سبيل المثال، المشي لمدة نصف ساعة يعزز الرفاهية العامة

– الضحك؛ يساعد على إفراز هرمون السعادة، ويساعد على الاسترخاء، ويحسن تدفق الدم في الأوعية الدموية، ويحسن المزاج .

ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من الضغوط النفسية أن يحرصوا على زيادة وقت الراحة والترفيه والتفكير في العطلات والقيام بتغييرات. فهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى مزيد من الراحة والاسترخاء أكثر من غيرهم، ولذلك يجب خلق بيئة من الاسترخاء والتسلية بعيدًا عن الضغوطات النفسية .

الحرص على مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من عدم إصابتك بأي أمراض، ومعرفة ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها ناتجة عن ضغوطات الحياة اليومية، وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون سببًا للتخفيف من القلق .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى