احكام اسلاميةاسلاميات

حكم عدم اخراج زكاة الفطر

: “الزكاة الفطر هي الزكاة التي يدفعها المسلمون كل عام في آخر شهر رمضان، وهي واجبة على كل مسلم .

جدول المحتويات

تعريف زكاة الفطر 

تعرف الزكاة في الاصطلاح بأنها صدقة مفروضة على المسلم في نهاية شهر رمضان، وقد ورد في القرآن الكريم أن الزكاة هي المقصودة في قوله تعالى: `قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى`، وروى ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر على المسلمين، حيث قال: `فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر كطهرة للصائم من اللغو والرفث، وكسعادة للمساكين من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات` .

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: `بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت`. واتفق الفقهاء على أن زكاة الفطر فرض، واستدلوا على ذلك بقول ابن عمر -رضي الله عنه- المروي عنه في صحيح البخاري، حيث قال: `فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة` .

حكم من لم يخرج زكاة الفطر 

زكاة الفطر هي فريضة مؤقتة تتم في وقت محدد، وهو قبل خروج الناس لصلاة العيد. ومن تأخر في أدائها إلى ما بعد الصلاة، فإن ذلك يعتبر مكروها عند جمهور الفقهاء. وإذا تأخر أكثر فأداؤها بعد يوم العيد، فقد ارتكب محرمة، وتظل عليه هذه الزكاة مستحقة ومدينا بها إلى أن يخرجها. قد استدل العلماء على ذلك بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن زكاة الفطر، حيث قال: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) .

حكم نسيان اخراج زكاة الفطر 

في حالة نسيان المسلم إخراج زكاة الفطر في وقتها المحدد شرعا، وذلك بسبب عذر معتبر في الشريعة الإسلامية منعه من إخراجها، مثل النوم أو المرض أو السفر أو العزلة، ولم يجد من يوكله بإخراج زكاة الفطر، أو كان في مكان لا يوجد فيه فقراء. في هذه الحالة، يجب على المسلم إخراج زكاة الفطر عندما يتذكرها، وعندما يزول العذر عنه وحتى لو طالت المدة .

إذا كان المسلم يود تسليم زكاة الفطر لجمعية خيرية موثوق بها أو شخص موثوق به قبل عيد الفطر، ولكن حدث تأخير من الوكيل المفوض بتسليم الزكاة عند الوقت الشرعي، فلا يعتبر مذنبا ولا يلام على التأخير، لأنه بذل جهودا واتبع الله قدر استطاعته، ولم يقع أي تقصير منه. وقد أودع الوكيل المسؤولية عن الصدقة، وفي هذه الحالة يكون الخطأ واللوم على الوكيل إذا كان قد تسبب في التأخير بدون عذر .

مشروعية زكاة الفطر 

يتطلب دفع الزكاة الامتثال ببعض الشروط، وهي: أن يكون الصائم طاهرا من اللغو والرفث، وأن يرفع الزكاة خلل الصوم، وأن تخرج زكاة الفطر للمساكين والفقراء والمحتاجين، وتكون إغناء لهم في يوم العيد بحيث لا يحتاجون إلى طلب المساعدة من الناس، وأن دفع زكاة الفطر يكون تعاطفا مع المسلمين، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، حيث يتفرغ الجميع في هذا اليوم لعبادة الله تعالى، من أجل الحصول على الثواب والأجر العظيم عند إخراجها في الوقت المحدد لمن يستحقها، ويعتبر دفع زكاة الفطر زكاة للجسم، ويشكر الله تعالى عباده الصائمين على إكمال صيامهم .

مقدار زكاة الفطر 

أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن مقدار زكاة الفكر يجب أن يكون صاعا من القمح أو الشعير أو التمر أو الأرز أو أي نوع آخر من الأطعمة، وأوضح معظم العلماء أنه لا يجوز للمسلم أن يدفع زكاة الفطر بالنقود، لأن هذا يتعارض مع ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم .

وذهب الإمام أبو حنيفة وسفيان الثوري والحسن البصري وأبو يوسف وغيرهم إلى جواز إخراج القيمة في زكاة الفطر عند الضرورة، والضرورة هنا تعني المصلحة الراجحة، وأما جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية فذهبوا إلى عدم جواز إخراج القيمة في زكاة الفطر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى