متى انضمت الإمارات إلى جامعة الدول العربية
ظهرت فكرة التكتلات الإقليمية بعد الحربين العالميتين، وارتبطت هذه الظاهرة بالعامل الجيوغرافي أو الثقافي الحضاري والتشابه الذي يصل إلى حد التطابق في الظروف والأوضاع السياسية والثقافية لبعض الدول، مما أدى إلى نشوء تنظيم إقليمي يهدف إلى تحقيق مصالح مشتركة لأعضائه.
اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمنظمة الإقليمية كمجموعة تضم عددا من الدول التي تترابط بروابط الجغرافيا والتاريخ واللغة والروح والمصالح المشتركة، وتتعاون جميعها لحل أي نزاعات بطريقة سلمية، وحفظ السلام والأمن الدوليين في منطقتها، وحماية مصالحها وتعزيز علاقاتها الاقتصادية والثقافية، وفي هذا السياق تأسست جامعة الدول العربية.
جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية هي منظمة إقليمية تضم دولا عربية من قارتي آسيا وأفريقيا ، وينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية والاتصالات والعلاقات الثقافية والجنسيات والوثائق والتصاريح السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة ، ومقرها الدائم يقع في العاصمة المصرية القاهرة.
تسهل الجامعة العربية إجراء برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية وثقافية، بهدف تنمية المصالح العربية. تعمل هيئات ومنظمات تابعة للجامعة العربية على تحقيق ذلك. كانت الجامعة بمثابة منصة لصياغة وتوقيع الاتفاقيات التي تعزز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء. ومن بين الوثائق المهمة التي أصدرتها الجامعة وثيقة العمل الاقتصادي العربي المشترك.
لعبت الجامعة العربية دورا مهما في وضع المناهج الدراسية لعدة دول عربية، وتعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمعات العربية، وتعزيز الاهتمام برعاية الطفولة، وتشجيع برامج الشباب والرياضة، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي العربي، وتعزيز العلاقات الثقافية بين الدول الأعضاء.
الإمارات العربية المتحدة
انسحبت بريطانيا من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971، وهذا ينذر بحدوث خطر سياسي واضطراب في منطقة الخليج العربي التي تتألف من مجموعة من الإمارات غير المترابطة، وهذا يدفع فكرة الاتحاد للتحقق.
اتفق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم على إنشاء اتحاد بين إمارة أبوظبي ودبي، ودعوا الإمارات الخليجية للانضمام إلى هذا الاتحاد، وتم تنظيم اجتماع في دبي لمناقشة هذه المسألة، وتمت الموافقة على تشكيل لجنة لدراسة الدستور المقترح.
بعد إعلان قطر والبحرين استقلالهما ونيل كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية، بقيت مشكلة الإمارات قائمة. فحاول الشيخ زايد والشيخ راشد ضم الإمارات السبع إلى بعضها.
تمت كتابة الدستور وتم دعوة حكام الإمارات للاجتماع لاتخاذ قرار الانضمام إلى الاتحاد أو عدمه.
وافق حكام إمارات أم القوين والشارقة والفجيرة وعجمان على الانضمام إلى الاتحاد، في حين أن حاكم إمارة رأس الخيمة لم يوافق، وتم رفع علم الدولة في 2 ديسمبر 1971 لإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
6- تمت الموافقة المبدئية على دستور الإمارات الاتحادي، والذي منح الشرعية اللازمة لتأسيس الاتحاد.
رأس دولة الإمارات العربية المتحدة هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي، وكان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي، نائبا لرئيس الدولة، وتم تشكيل المجلس الأعلى للاتحاد من الرئيس ونائبه وحكام الإمارات الأخرى التي وقعت على الدستور، وتم تشكيل مجلس الوزراء في الإمارات برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
بدأت الدول في الاعتراف بالدولة الجديدة، ولتأكيد وجودها الدولي، بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في خطوات الانضمام تحت علم الدولة الجديدة في المنظمات الدولية والإقليمية.
انضمت رأس الخيمة إلى الاتحاد في 10 فبراير 1972، وانضم حاكمها إلى المجلس الأعلى للاتحاد.
بدأت الإمارات بتبادل السفراء والبعثات الدبلوماسية مع دول العالم الأخرى لإنشاء علاقات دبلوماسية مباشرة وتحقيق التمثيل الدبلوماسي.
في 3 ديسمبر 1971، أعلنت دولة الإمارات المتحدة عن قيامها، وصدرت القرارات والمراسيم الاتحادية المتعلقة بإعلان تأسيس الدولة.
في 4 ديسمبر 1971، وصل وفد دولة الإمارات إلى القاهرة، برئاسة محمد حبروش وزير الدولة في أبوظبي، في زيارة استغرقت عدة أيام. قدم الوفد خلال هذه الزيارة طلب انضمام الإمارات إلى جامعة الدول العربية وحضر الجلسة الطارئة للجامعة.
شروط الانضمام لعضوية جامعة الدول العربية
تنص المادة الأولى من ميثاق الجامعة على أنه يحق لكل دولة عربية مستقلة الانضمام إلى جامعة الدول العربية، بعد تقديم طلب من الدولة المعنية يودع لدى الأمانة العامة الدائمة، ويتم النظر فيه في أول اجتماع للمجلس بعد تقديم الطلب.
للحصول على العضوية، يجب تقديم طلب والتوافر على عدة شروط
لتكون دولة عربية، يجب أن تكون اللغة السائدة فيها هي العربية، وأن يكون تراثها عربيًا.
2- أن تكون دولة مستقلة.
الموافقة بالإجماع من مجلس الجامعة على قبولها.
في الفترة من 4-7 ديسمبر 1971، وافق مجلس الجامعة العربية في اجتماع مغلق على انضمام دولة الإمارات إلى عضوية الجامعة العربية، وأصبحت الإمارات بذلك العضو الثامن عشر بالجامعة.
التوسع في العضوية هذا كان التوسع السابع، ولكنه تميز بأنه أكبر توسع حيث تم قبول أربع دول عربية في الجامعة، هي الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والبحرين.