حوار بين شخصين عن الزكاة
تعني الزكاة في اللغة النماء والطهارة والزيادة، وأطلق عليها هذا الاسم لأنها تهدف إلى زيادة المال وتطهيره، كما أنها تعمل على زيادة الأجر. وقال الله تعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم به.
حوار عن الزكاة
محمد : يعلم جميع المسلمين أن الزكاة هي ركن من أركان الإسلام، ولكن قد يكون الكثير منهم غير على دراية بالشروط الضرورية لإخراج زكاة المال .
علي : فما هي تلك الشروط ؟
محمد : يتطلب الشرط الأول لزكاة المال أن يكون المال مملوكا بالكامل لصاحبه بحيث يكون لديه الحرية الكاملة في التصرف به دون أي قيود، والمال الذي ليس له مالك محدد، مثل أموال الدولة، لا يوجد عليه زكاة. الشرط الثاني هو أن يكون المال قابلا للنمو، فإذا لم يكن المال قابلا للنمو، فلا يوجد عليه زكاة. والشرط الثالث هو بلوغ النصاب، حيث لا يتم دفع الزكاة إلا عند بلوغ المال لمقدار محدد، وقد حدد الشرع هذا النصاب لأنواع مختلفة من المال .
الشرط الرابع يتطلب أن يكون المال تفوق الحاجة الأساسية للشخص وأسرته بدون إسراف، وفي هذا الصدد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: “ابدأ بنفسك في التصدق، فإن كان لديك زيادة فلأهلك، وإن كان لديك زيادة عن حاجة أهلك فلذوي الأرحام، وإن كان لديك زيادة عن حاجة ذوي الأرحام فكذلك وكذلك.
الشرط الخامس هو سلامة المال من الدين، حيث يتم خصم الدين المستحق على الشخص من المال، وإذا كان المال لا يصل إلى النصاب المطلوب فلا يلزمه دفع الزكاة. أما الشرط الأخير فهو مرور الحول على المال، حيث يجب دفع الزكاة على المال الذي يملكه صاحبه إذا مر عليه عام هجري كامل وهو لا يزال بحوزته .
علي : بالفعل يجب على الجميع أن يدركوا تلك الشروط جيدا، وماذا عن مصارف الزكاة؟
محمد : بين الله تعالى في كتابه الكريم مستفيدي الزكاة، وهم: الفقراء والمساكين الذين يعطون من أموال الزكاة بما يكفيهم وعائلاتهم لمدة سنة كاملة، والمؤلفة قلوبهم، ويعني بذلك الذين يعطون من أموال الزكاة بهدف جذبهم للإسلام، مثل الكافر الذي يأمل في إسلامه أو المسلم لزيادة إيمانه، أو الشرير للابتعاد عن الأذى الذي يسببه للمسلمين .
والعاملون عليها: ويقصد بهم الذين يعملون فيما يتعلق بالزكاة سواء جبايتها أو كتابتها أو تقسيمها بأمر من ولي الأمر، والرقاب: ويقصد بذلك أن يتم دفع الزكاة بغرص فك أسير مسلم من أيدي الكفار أو لكي يتم شراء عبد مملوك وإطلاق سراحه، وفيه سبيل الله: أي دفع الزكاة بغرض الجهاد في سبيل الله مثل شراء الأسلحة وتجهيز المقاتلين ، وابن السبيل : أي إعطاء أموال للشخص المسافر الذي لم يعد معه أي موال وانقطع به السبل ، واخيرًا الغارمين: أي الشخص المدين .
علي : ما أجمل ديننا الرحيم بكل الناس!
محمد : صحيح، لذلك يجب علينا الالتزام بما ورد في الكتاب الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لكي نمارس ديننا بشكل صحيح، وخاصة مع وجود بعض المخالفات الأخيرة في إخراج زكاة الفطر .
علي : ما هي تلك المخالفات ؟
محمد : يوجد الكثير من الأشخاص الذين يقومون بدفع زكاة الفطر بالنقود، وهذا يتعارض مع ما جاء به السنة، فقد أخبرنا أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أنه كانوا يعطون زكاة الفطر في زمان النبي – صلى الله عليه وسلم – بصاع من الطعام، أو بصاع من التمر، أو بصاع من الشعير، أو بصاع من الزبيب .
علي : وما رأي أهل العلم في هذا الأمر ؟
محمد : لقد اختلف أهل العلم في ذلك، ومع ذلك، يقول أكثرهم أنها لا تعتبر نقودا وإنما طعاما، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد أخرجوها كطعام .
علي : فيما يتعلق بزكاة الفطر، هل يجوز دفعها بأصناف غير المحددة مثل الحبوب القطنية مثل الأرز والذرة والشعير؟
محمد : بالتأكيد يمكن فعل ذلك إذا كانت الدولة قوية، ولكن بعد تصفية القشور أولا. فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: “يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم”. وذلك يبرئ الضمير ويعطف على الفقير. ولكن يمكن عدم تصفية الشعير لأن هذا متعب، ولكن عندما يتم استخراج الأرز وغيره من الحبوب التي يفضل حفظها في قشورها، فلا مانع من ذلك .
علي : فماذا يفعل الشخص إذا كان مسافرا؟ هل يرسل الزكاة إلى بلده
محمد : يجب على المغترب أن يدفع زكاة الفطر في مكان إقامته الحالي، وأما نقلها إلى بلد بعيد فهذا الأمر محل خلاف، والأفضل تركها. ينبغي للمؤمن أن يتوخى الحذر ويوزعها في البلاد التي يعيش فيها أو في القرى المجاورة .