هل يجوز وضع واقي الشمس في الحج

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أسس الإسلام على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا`. ويؤكد هذا الحديث النبوي أن الحج هو من أركان الإسلام الخمس، ولكنه فرض مرة واحدة في العمرة لمن يستطيع فقط. وضع واقي الشمس في الحج يعتبر من الأمور الهامة لأداء الفريضة بشكل صحيح.

محظورات الحج

المحظورات في الحج هي تلك الأمور التي يمنع المحرم فعلها أثناء الإحرام، وتشمل المحظورات المشتركة بين النساء والرجال، والمحظورات الخاصة بالنساء والمحظورات الخاصة بالرجال، ولكن إذا قام الحاج بفعلها مكرها أو ناسيا أو جاهلا، فلا يلزمه فدية ولا يوجد عليه أثم، وإذا قام بفعلها لحاجة في نفسه، فعليه دفع فدية ولا يوجد عليه أثم.

فيما يتعلق بالمحظورات المشتركة بينهما، يتعلق عقد الزواج بمنعهما من الزواج بعضهما بعضا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ينكح المحرم، ولا ينكح ولا يخطب”. وإذا تم عقد النكاح أثناء الحج، فإنه باطل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد”. وقتل الحيوانات البرية مثل الغزلان والأرانب وما شابه ذلك محرم، وذلك وفقا لقول الله تعالى: “وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما، واتقوا الله الذي إليه تحشرون”. وقال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا، لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتله منكم متعمدا، فجزاءه مثل ما قتل من النعم، يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة، أو كفارة طعام مساكين، أو صوما متتابعا، ليتذوق وبال أمره. عفا الله عما سلف، ومن عاد فينتقم الله منه، والله عزيز ذو انتقام (95)

التطيب هو وضع العطر على ثياب الإحرام أو الجسم، وذكر في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المحرم: `لا يلبس ثوبا مسحوبا بالزعفران أو الورس`، ويجب على الحاج عدم استخدام الصابون العطري ولا يجوز وضع الزعفران في القهوة أو وضع ماء الورد في الشاي.

ومباشرة الزوجة لشهوة أو النساء في العموم ويكون هذا بالضم أو اللمس أو التقبيل لقوله تعالى: `فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله ۗ وتزودوا فإن خير الزاد التقوىٰ ۚ واتقون يا أولي الألباب”` والرفث هو مقدمات الجماع سواء كان المداعبة لشهوة أو الغمز أو التقبيل، والجماع يعتبر من مخالفات الإحرام وأكثرها تعكيرا للحج وقد يحدث قبل التحلل الأول ويستدعي إما دفع الكفارة بذبح بقرة أو بدنة شريطة أن تذبح وتوزع على الفقراء ولا يأكل الحاج منها، أو يفسد الحج وعلى الحاج إتمامه في العام المقبل بدون دفع الكفارة، ومن الممكن أن يحدث الجماع بعد التحلل الأول وقبل طواف الإفاضة ورمي جمرة العقبة والحلق، فيكون الحج صحيح ولكن على الحاج دفع كفارة بذبح شاة وتوزيعها على الفقراء وعليه أن يمتنع عن تناولها، أو يجب عليه الخروج من حدود الحرم ليجدد إحرامه ثم يرتدي الرداء والإزار ويطوف طواف الإفاضة.

 يجب قص الأظافر بانتظام، ولا يوجد فرق بين قص أظافر الرجلين أو اليدين، ويجب إزالة الشعر بعد بلوغ الهدي محله. إذا كان أحدكم مريضا أو يشعر بألم في رأسه، فيمكن له أن يفدى بالصيام أو الصدقة أو النسك، وإذا أمن الحج فمن استطاع الإضحية فليفعل، وإلا فيجوز الصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة عند العودة، وذلك لمن لم يكن حاضرا في المسجد الحرام، وعليهم اتقاء الله وأن يعلموا أن الله شديد العقاب.

المحظورات المتعلقة بالنساء تشمل ارتداء النقاب أو القفازات، والمحظورات المتعلقة بالرجال تشمل تغطية الرأس بما يلتصق بها مثل الطاقية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم `اغسلوا رؤوسكم بالماء والسدر وكفنوها بثيابكم ولا تغطوا رؤوسكم`. ولكن تغطية الرأس بما لا يلتصق بها مثل الخيمة أو الشمسية أو سقف السيارة لا يعتبر محظورا، وفقا لقول رسول الله `حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وعندما رمى جمرة العقبة وانصرف وهو على راحلته، كان بلال وأسامة معه، أحدهما يقود الراحلة والآخر يحمل ثوبه على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ليحميه من الشمس`. ويعتبر منزل المنى محظورا سواء كان ذلك بالجماع أو بالاستمناء، وكذلك ارتداء الملابس المصممة على شكل الجسم مثل البنطلون والقميص، أي الملابس المناسبة للجسم.

وضع واقي الشمس في الإحرام

يقول أهل العلم إن وضع واقي الشمس أثناء العمرة أو الحج لا يُعتبر حرامًا إذا كان بدون رائحة أو لون ملفت للنظر، ولكن إذا كان يحتوي على رائحة فلا يجوز استخدامه إلا إذا كان ذلك ضروريًا كعلاج، وعليه يتحمل المحرم الفدية فقط.