قصص عن حسن الظن بالله
: الإنسان يبحث دائما عن الأمن والراحة، وهما أساس الحياة الهادئة. ولا يمكن تحقيقهما إلا بالثقة في الله الواحد الأحد. وحسن الظن بالله هو الطريق الوحيد للراحة والطمأنينة والسكينة. عندما يثق الإنسان في قدرة الخالق سبحانه وتعالى ويفوض له أمور حياته الكبيرة والصغيرة، يمكنه أن يعيش بسعادة واطمئنان، لأنه يعلم أن ربه قادر على تدبير أموره وحل مشكلاته. وحسن الظن بالله هو واحد من أعظم العبادات القلبية التي ترفع صاحبها درجات ودرجات في القرب من الله سبحانه وتعالى.
معنى حسن الظن بالله
يعني حسن الظن بالله التوقع الإيجابي لكل ما يريده الله من الأقدار، والتأكيد على وجود الحكمة في القدر وتوقع الخير من الله سبحانه وتعالى.
ثمرات حسن الظن بالله
لا شك أن المؤمن القوي الذي يحسن الظن بالله يحصد العديد من الثمار، ومن بينها:
تقوية الإيمان والالتزام بتعاليم الدين وتأكيد مبدأ الربانية والتوحيد لله تعالى الواحد الأحد.
يجب التمسك بأحكام الشريعة، فمن يثق بالله ويحسن ظنه به يعرف أن شريعته وأحكامه هي الأفضل ولا يستطيع استبدالها بأي قوانين أو أنظمة أخرى.
– الشعور براحة البال و الطمأنينة و الرضا بالقضاء والقدر و الصبر عند الابتلاء.
– التطهر من الغل و الحسد و الحقد ذلك لأن الثقة في الله و أقداره تعني الثقة في عدله.
يتضمن التعلق بالله واللجوء إليه والتوكل عليه وكثرة الدعاء له.
يتعين على الإنسان الاجتهاد في فعل الأعمال الصالحة والحسنة، وذلك لأنه يرجى أن يجزيه الله عنها.
الاحتفاظ بالأمل والتفاؤل المستمر والعودة الدائمة إلى الله.
إن العبد الذي يحسن الظن بالله يتجنب الأفكار المقلقة والخواطر السلبية.
– حسن الظن بالله هو عبادة في حد ذاته بل هو من أفضل العبادات وما يؤكد ذلك قول أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (ص) قال: (إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة).
أحوال حسن الظن بالله
يجب أن يكون حسن الظن بالله متواجدًا في جميع الأحوال والأوقات، حيث لا يأتي إلا بالخير لمن يؤمن به.
حسن الظن بالله عند الدعاء
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول (ص): `ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة`.
ينبغي على المؤمن أن يدعو الله وهو متيقن من إجابته دون أي شك أو تردد، فقد وعدنا الله تعالى بالإجابة عن دعوتنا عندما قال: ((ادعوني استجب لكم))، والله العظيم صادق في وعده.
حسن الظن بالله عند وقوع البلاء
يعتبر البلاء مجرد اختبار لشدة إيمانك ودرجة ارتفاع قدرتك على الاقتراب من الله سبحانه وتعالى عليه، فعليك أن تثبت وتصبر عندما يصيبك البلاء، وتتوقع كل الخير من الله والثقة به، فإن الفرج قريب.
حسن الظن بالله عند التوبة
إن الله لا يمل حتى تملوا، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك، ولذلك فإن باب التوبة دائما مفتوح، ويجب عليك العودة إلى الله في كل مرة تذنب فيها، فإنه هو الغفور الرحيم.
حسن الظن بالله عند الموت
عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت الرسول الكريم (ص) يقول: `لا يموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل.` رواه مسلم.
الفرق بين حسن الظن والغرور
قال ابن القيم رحمه الله: توضح هذه المقولة الفرق بين حسن الظن والغرور، فحسن الظن يدفع الشخص للعمل الصالح ويحثه عليه ويساعده ويدفعه إليه، وهذا هو الصواب، أما إذا دعا الشخص إلى التواكل والكسل والانغماس في المعاصي فهذا هو الغرور، وحسن الظن هو الرجاء، فإذا كان الرجاء يدفع الشخص للطاعة وينهى عن المعصية فهو رجاء صحيح، وإذا كانت البطالة هي الرجاء والتفريط في الأمور فهذا هو الغرور.
قصص عن حسن الظن بالله
كثرت القصص والمأثورات عن حسن الظن بالله ومنها:
– حسن ظن سيدنا موسى بالله عز وجل: عندما يواجه مؤيدو سيدنا موسى من المؤمنين مع أنصار فرعون وجنوده، وقد أصابهم الخوف من هذا الاصطدام، نهاهم موسى عن ذلك ونجا الله موسى وقومه بثقتهم الجيدة بالله. يقول الله تعالى في سورة الشعراء: `عندما رأى الفريقان بعضهم الآخر، قال أصحاب موسى: إنا لمدركون، قال كلا إن معي ربي سيهدين، فأوحينا إلىٰ موسىٰ أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، وأزلفنا ثم الآخرين، وأنجينا موسىٰ ومن معه أجمعين، ثم أغرقنا الآخرين، إن في ذٰلك لآية ۚ وما كان أكثرهم مؤمنين، وإن ربك لهو العزيز الرحيم`.
سيدنا إبراهيم قد حسن ظنه بالله عز وجل عندما ترك أهله في صحراء جرداء ودعا الله، فأجابه الله ورزقهم، وكانت نتيجة أمره خيرًا لأمة إبراهيم بأكملها.