اسلاميات

ثمرات الرضا بقضاء الله وقدره

يأتي الرضا بقضاء الله وقدره على الوجه الصحيح” = الرضا يأتي من الاستسلام لقضاء الله وقدره بالطريقة الصحيحة، وهو يؤدي إلى الحصول على العديد من الفوائد العظيمة والأخلاق الجميلة والعبادات المختلفة التي تؤثر على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة .

ومن هذه الثمرات ، الثمرات الإيمانية العقدية التي تعود على إيمان العبد بالزيادة ، وثبات عقيدته ، كما أن منها ثمرات أخلاقية تعود عليه بطيب النفس وحسن الخلق ، وحسن المعشر ، وتزداد بها الأعمال نورا ، بالإضافة إلى الثمرات النفسية الرائعة التي تكسب صاحبها السكينة والطمأنينة والراحة ، وتضفي عليه الهدوء والأمان.

ثمرات الرضا بقضاء الله وقدره

يعد قضاء الله وقدره من تمام الإيمان، حيث لا يتم الإيمان إلا بهذا الأمر .

يعد من تمام الإيمان بالربوبية لأنه يعتبر من قدر الله وأفعاله .

يعود الإنسان أموره إلى ربه، لأنه إذا علم أن كل شيء يحدث بقضاء وقدر الله، فسيتوجه إلى الله لطلب النجدة فيالأوقات الصعبة ورفعها، وليعلم أن كل ذلك من فضل الله العظيم عليه .

يتعلق أداء فريضة العبادة بالله عز وجل، والقدر هو ما نعبده ونخضع له في النهاية .

إضافة النعم إلى مسديها يعني أنه إذا لم تؤمن بالقدر، فإنك تعطي الفضل لمن يتمتعون بالنعم، وهذا ينطبق كثيرًا على الذين يتقربون إلى الحكام والأمراء والوزراء، فإذا حصلوا على ما يريدون منهم، يعزون هذا النجاح إلى هؤلاء الحكام، وينسون فضل الخالق سبحانه.

– الشجاعة والإقدام : فالمؤمن بالقدر يعلم أنه لن يموت إلا إذا جاء أجله، وأنه لن ينال إلا ما كتب له، فيتقدم غير خائف ولا مبال بما يناله من الأذى والمصائب في سبيل الله، لأنه يستمد قوته من الله العلي القدير الذي يؤمن به ويتوكل عليه. ويعتقد أنه مع الله حيثما كان، والتوكل على الله معنى حافز وشحنة نفسية موجهة تغمر المؤمن بقوة المقاومة وتملأه بروح الإصرار والتحدي وتقوي من عزيمته .

– الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك : زعم المجوس أن النور هو خالق الخير، والظلمة هي خالقة الشر، وزعمالقدرية أن الله لم يخلق أفعال العباد، مؤكدين بذلك وجود خالقين آخرين مع الله، وهذا يعتبر شركا. والإيمان بالقدر على الوجه الصحيح هو توحيد لله.

– الصبر والاحتساب ومواجهة الأخطار والصعاب : قد يؤدي عدم الإيمان بالقدر إلى القلق بين بعضهم بشأن الله، وجنون بين البعض الآخر، والقلق المفرط بين البعض الآخر

– قوة الإيمان : من يؤمن بالقدر، يزيد إيمانه ولا يتخلى عنه أو يتزعزع أو يتضعضع مهما حدث له في هذا الصدد.

– الهداية :  كما قال الله تعالى: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله يهد قلبه، والله بكل شيء عليم) (سورة التغابن/11).

– التوكل واليقين والاستسلام لله والاعتماد عليه : وفقا لقوله تعالى في سورة التوبة آية 51: `قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا ۚ وعلى الله فليتوكل المؤمنون`.

– الكرم : الذي يؤمن بالقدر وأن الفقر والغنى بيد الله، وأنه لا يفتقر إلا إذا قدر الله له ذلك، فينفق ولا يبالي.

– إحسان الظن بالله وقوة الرجاء : فيما يتعلق بالإيمان بالقدر ، ينبغي أن يكون للمؤمن ثقة جيدة بالله ورجاء قوي به في جميع أوقاته .

– الإخلاص : فمن يؤمن بالقدر لا يعمل من أجل الناس، على علمه أنهم لن يفيدوه إلا بما كتبه الله له.

– القضاء على كثير من الأمراض التي تفتك بالمجتمع : وتزرع الأحقاد بين الناس، وهذا يشبه رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من نعم، لأنه يؤمن بأن الله هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، فأعطى من شاء ومنع من شاء، ابتلاءً وامتحانًا، وعندما يحسد شخصًا آخر، فإنه يعترض على القدر.

– الخوف من الله والحذر من سوء الخاتمة : يخشى المؤمن بالقدر دائمًا الله ويحرص على الاستعداد لسوء الخاتمة، فلا يأمن مكر الله إلا الناس الخاسرون. ولذلك، فالمؤمن لا يغتر بأعماله ولا يعتمد عليها، فقلوبنا ما بين إصبعي الرحمن يقلبها حيث يشاء، وعند الله سبحانه وتعالى علم الخواتيم.

– تحرير العقل من الخرافات والأباطيل : من بديهيات الإيمان بالقدر أن يؤمن المرء بأن كل ما يحدث وما يحدث وما سيحدث في هذا الكون هو بقدر الله، وأن قدر الله سر مكتوم لا يعلمه إلا هو، ولا يطلع عليه إلا من اختاره الله من الرسل.

الجد والحزم في الأمور والحرص على الخير الديني والدنيوي مهمان للغاية. فإيمان المرء بالقضاء والقدر يؤدي إلى الإنتاج والثراء؛ لأن المؤمن إذا علم أن الناس لا يضرونه إلا بشيء قد كتبه الله له ولا ينفعونه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، فإنه لن يتوكل على المخلوقين ولا يعتمد عليهم، بل يتوكل على الله ويسعى في طريق الكسب. وإذا واجه صعوبات ولم يحقق أهدافه، فلا يفقد الأمل ولا ييأس، ويقول: “قدر الله وما شاء فعل”. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير يجب عليك أن تحرص على ما ينفعك وتستعين بالله ولا تيأس، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أنني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: “قدر الله وما شاء فعل”. فإن الإستسلام لأفكار الشيطان يمنع تحقيق الأهداف

ويستمر في سيره وهو يتوكل على الله، مصححا أخطائه ومحاسبا نفسه. وبهذا يتم تنظيم كيان المجتمع وتنسجم مصالحه، ويتحقق صدق الله حيث يقول: `ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا` (الطلاق/3).

– التواضع : إذا كان المؤمن بالقدر قد رُزِق بالمال أو الجاه أو العلم أو أي شيء آخر، فإنه يتواضع لله، ويعلم أن ذلك من الله وبقوة الله، وأنه إذا أراد الله لهذا الشيء الانتزاع فسيفعل، فإن الله على كل شيء قدير.

تتمثل السلامة في عدم الاعتراض على قوانين الله الشرعية ومصائره الكونية، والتسليم له في كل شيء.

– الرضا : عندما يرضى الإنسان بالله ربًا مدبرًا ومشرعًا، يملأ قلبه الرضا عن ربه سبحانه، وعندما يرضى الإنسان بالله عز وجل، يرضى الله سبحانه وتعالى عنه .

– الشكر : يعتقد المؤمن بالقدر أن كل نعمة يحظى بها هي من الله وحده، وأن الله هو الذي يسبب كل مكروه ونقمة، ومن هذا المنطلق يشكر الله على هذه النعمة، لأنه هو المنعم الذي قدر ذلك، وهو الجهة التي يجب علينا أن نشكرها، ولكن هذا لا يعني عدم شكر الناس.

– عدم اليأس من انتصار الحق : إن المؤمن بالقدر يعلم علم اليقين أن العاقبة للمتقين، وأن قدر الله في ذلك نافذ ولامحالة له، لذلك فلا ينبغي له الاستسلام لليأس أو الخوف، ولا يجب عليه الانحراف عن الطريق الصحيح مهما تحدته الصعاب.

– سكون القلب وطمأنينة النفس وراحة البال : لا يمكن لأحد أن يدرك هذه الأمور أو يجد لذتها أو يعرف ثمارها إلا من آمن بالله وبقضائه وقدره. بالإضافة إلى أن الإيمان بالله وقضائه هو وسيلة لمواجهة القلق النفسي، فإذا أصاب المؤمن مصيبة مقدرة، فعليه أن يقول “قدر الله وما شاء فعل” وألا يتمنى حدوث عكس ذلك، لأن ذلك يزيد من حزنه ولا يفيد، بينما التسليم لقضاء الله هو ما يجلب الأمن والاطمئنان ويقضي على مشاعر القلق والتوتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى