كيف يتم تشخيص الملاريا ؟
يجب أن يتم التعرف على الملاريا بسرعة لعلاج المريض في الوقت المناسب ومنع انتشار العدوى في المجتمع عبر البعوض المحلي. يجب أن تعتبر الملاريا حالة طوارئ طبية محتملة ويجب علاجها وفقا لذلك، والتأخير في التشخيص والعلاج هو السبب الرئيسي للوفاة بين مرضى الملاريا في الولايات المتحدة .
تشخيص الملاريا
يمكن التشكيك في إصابة الشخص بالملاريا استنادا إلى تاريخ سفره وأعراضه والنتائج الجسدية التي تظهر عند الفحص. ومع ذلك، يجب إجراء اختبارات معملية لتأكيد وجود طفيليات الملاريا أو مكوناتها من أجل التشخيص النهائي. يتم تقييم المريض الذي يعاني من حمى وقد سافر مؤخرا إلى بلد مصاب بالملاريا في غرفة الطوارئ. قد يكون تشخيص الملاريا صعبا، خاصة إذا لم تكن الملاريا شائعة في المنطقة التي يعيش فيها المريض (كما هو الحال في الولايات المتحدة). قد يفتقر مقدمو الرعاية الصحية إلى الوعي بالملاريا وقد ينسون أن يضمنوا وجودها ضمن التشخيصات المحتملة وطلب الاختبارات اللازمة للتأكد من التشخيص. قد يفتقر المختبرون إلى الخبرة في اكتشاف الطفيليات عند فحص عينات دم المرضى تحت المجهر .
في بعض المناطق التي تعاني من انتشار الملاريا، يكون انتقال الملاريا شديدا لدرجة أن الكثير من السكان يحملون الطفيليات ولكنهم لا يصابون بالمرض. تطور هؤلاء الناقلات مناعة كافية لحمايتها من الملاريا، لكنها لا تعني إصابتها بالمرض. وفي هذه الحالة، عند اكتشاف وجود طفيليات الملاريا في شخص مريض، لا يعني ذلك بالضرورة أن المرض ناجم عن الطفيليات .
التشخيص السريري للملاريا
يعتمد التشخيص السريري على أعراض المريض والنتائج الجسدية التي تظهر عند الفحص، وتشمل أعراض الملاريا:
1- أعراض الملاريا الأولية تشمل غالبا الحمى والقشعريرة والعرق وآلام العضلات والغثيان والقيء، وعادة ما تكون غير محددة وتوجد أيضا في أمراض أخرى مثل الإنفلونزا والالتهابات الفيروسية الشائعة، وبالمثل، لا تكون النتائج المادية في الغالب محددة مثل درجة الحرارة المرتفعة والعرق والتعب .
في حالات الملاريا الخطيرة (التي تسببها بشكل أساسي الطفيليات المنجلية)، تظهر الأعراض السريرية (الارتباك، الغيبوبة، علامات التركيز العصبي، فقر الدم الحاد، وصعوبات التنفس) بشكل واضح ويمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالملاريا .
يجب التأكد دائمًا من النتائج السريرية من خلال اختبار مخبري للملاريا .
بالإضافة إلى طلب إجراء اختبارات تشخيصية للملاريا، يجب على مقدم الرعاية الصحية أن يقوم بتنفيذ تمرين أولي وطلب إجراء تحليل دم كامل وتحليل كيميائي روتيني. وفي حالة تأكيد إصابة المريض بالملاريا، ستكون هذه الاختبارات الإضافية مفيدة لتحديد مدى تعقيد أو شدة العدوى بالملاريا. وعلى وجه التحديد، يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في الكشف عن فقر الدم الحاد ونقص السكر في الدم والفشل الكلوي وارتفاع مستوى البيليروبين في الدم واضطرابات التوازن الحمضي القاعدي .
التشخيص المجهري للملاريا
يمكن التعرف على طفيليات الملاريا عن طريق فحص قطرة من دم المريض تحت المجهر، ومنتشرة على أنها “مسحة دموية” على شريحة مجهرية، وقبل الفحص كانت العينة ملطخة (غالبا بصمة جيمسا) لإعطاء الطفيليات مظهرا مميزا، وهذه التقنية لا تزال المعيار الذهبي للتأكيد المختبري للملاريا، ومع ذلك فإنه يعتمد على نوعية الكواشف، والمجهر، وعلى تجربة المختبر .
كشف مستضد الملاريا
هناك مجموعات اختبار مختلفة متاحة للكشف عن المستضدات المستمدة من طفيليات الملاريا، وغالبا ما تستخدم اختبارات المناعة المقروءة على الشريط (“المناعة الكروماتوغرافية”) بتنسيق مقياس أو كاسيت، وتوفر النتائج في غضون دقيقتين إلى 15 دقيقة، وتوفر الاختبارات التشخيصية السريعة بديلا مفيدا للفحص المجهري في الحالات التي لا يتوفر فيها تشخيص مجهري موثوق، وتستخدم حاليا اختبارات الملاريا التشخيصية السريعة في بعض الإعدادات والبرامج السريرية، وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم أداء مقارنة للعديد من تجارب البحث والتطوير التي تتوفر تجاريا في جميع أنحاء العالم، استنادا إلى مجموعة من الطفيليات المستمدة من شبكة عالمية من مواقع التجميع .
التشخيص الجزيئي للملاريا
تم الكشف عن الأحماض النووية الطفيلية باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR)، وعلى الرغم من أن هذه التقنية قد تكون أكثر حساسية من الفحص المجهري، إلا أنها ذات فائدة محدودة لتشخيص المرضى المصابين بأمراض حادة في بيئة الرعاية الصحية القياسية، وغالبا ما لا تتوفر نتائج PCR بسرعة كافية لتكون ذات قيمة في تشخيص مرض الملاريا، و PCR هو الأكثر فائدة لتأكيد أنواع الطفيل الملاريا بعد أن تم تأسيس التشخيص عن طريق الفحص المجهري لـ RDT .
أمصال ضد الملاريا
يكشف علم الأمصال عن وجود الأجسام المضادة ضد طفيليات الملاريا، سواء باستخدام تقنية الإما مناعية غير المباشرة (IFA) أو تقنية المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم (ELISA). وتستخدم الأمصال لقياس التعرض السابق للطفيليات وليست لاكتشاف العدوى الحالية. يجب إجراء اختبارات مقاومة العقاقير في مختبرات متخصصة لتقييم قدرة الطفيليات على المقاومة للمركبات المضادة للملاريا، ويتوفر اثنتان من الطرق الرئيسية للتحليل المخبري
في الاختبارات المختبرية
تنمو الطفيليات في الثقافة عندما تزداد تركيزات المخدرات، وتستخدم نقطة نهاية تركيز الدواء الذي يمنع نمو الطفيليات .
التوصيف الجزيئي
تسمح العلامات الجزيئية التي يتم تقييمها بواسطة تقنية PCR أو تسلسل الجينات بالتنبؤ إلى حد ما بمقاومة بعض الأدوية، ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بتقييم جميع حالات الإصابة بالملاريا التي تم تشخيصها في الولايات المتحدة كدليل على وجود مقاومة للأدوية .