متى ينتهي وقت ذبح الاضحية
تعد الأضحية واحدة من الشعائر الإسلامية الأكثر أهمية، والتي فرضها الله تعالى علينا في عيد الأضحى المبارك، وهدفها التقرب من الله، ويتم ذبح الأضحية في وقت محدد يبدأ في الأيام الأولى من عيد الأضحى ويستمر حتى آخر أيام التشريق، وتعتبر الأضحية من السنن المؤكدة عند جميع المذاهب الفقهية لأهل السنة والجماعة، ولكن هناك عدد من الشروط والأحكام التي يجب اتباعها.
ما هي شروط ذبح الاضحية
يتعين على الاضحية أن تكون من الإبل أو الغنم، أو البقر، وفقا لشرط مهم يجب توافره، وهو أن تكون من الأنعام التي رزقها الله للناس، كما جاء في سورة الحج (ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)، ولم يذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه ضحى بشيء غير هذه الأنواع، كما لم يأمر أيا من الصحابة بذلك.
بلوغ السن الشرعي
يجب أن تكون الأضحية قد بلغت السن الشرعي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تذبحوا إلا مسنة، إلا إن تعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن”، والسن هنا في البقر من تمت العامين، وفي الإبل من تمت الخمس أعوام، أما في الغنم فمن تمت العام الواحد، وفي الضأن من تمت نصف عام فقط.
يجب ان تكون خالية من العيوب
يجب أن يتم ذبح الأضحية الخالية من العيوب، ولا سيما في الأجزاء المانعة، مثل العور البين، وهو العور الذي ينخسف به العين، أو يبرز، أو يبيض بياضا شديدا يدل على عورتها، والمرض البين، وهو المرض الذي يظهر بشكل كبير على سطحها، مثل أعراض الجرب، فالجرب يفسد لحمها ويؤثر على صحتها، أو الحمى، أو حتى الجرح الشديد الذي يؤثر عليها، والعرج البين، وهو الذي يمنع الأضحية من المشي بشكل سليم.
يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى أربعة أشخاص يجب توخي الحذر من إيذائهم في الضحايا، وهم: العرجاء التي يظهر ظلعها والعوراء التي يظهر عورتها والمريضة التي يظهر مرضها والعجوز الضعيفة التي لا تستطيع التنقية.
هناك بعض العيوب التي قد توجد في الأضحية ويجب عدم إضحيتها بهذا الحيوان والتوقف على الفور، مثل أن تكون الحيوانة عمياء ولا ترى، وأن تكون مبشومة أي أكلت فوق طاقتها حتى انتفخت بطنها، وأيضا إذا تعسرت ولادة الحيوانة المولودة، وإذا كانت الحيوانة مصابة بحالة تؤدي إلى قتلها مثل الخنق والسقوط وغيرها، وأيضا إذا كانت الحيوانة عاجزة عن المشي بسبب عاهة فيها أو بسبب بتر أحد أطرافها.
ملكية الاضحية للمضحي
يجب أن تكون الأضحية ملكا للشخص الذي يريد التضحية بها أو يجوز لها شرعا، وهذا يشير إلى عدم جواز التضحية بالبهيمة التي لا يملكها المضحي بها، بما في ذلك الحيوانات المغصوبة أو المسروقة أو التي تم الحصول عليها بطرق غير شرعية. ويعد هذا دليلا على عدم جواز التقرب إلى الله تعالى بالمعصية، وأنه لا يجوز التضحية بالأشياء المرهونة.
متى ينتهي وقت الاضحية
يجب على المضحي أن يقوم بعمل الأضحية في الوقت الشرعي للأضحية، وقد تم الاتفاق على أن الوقت المحدد للأضحية هو من بعد صلاة العيد والذي يعرف بيوم النحر، حتى غروب الشمس في آخر يوم من أيام التشريق، وهو يعتبر اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. ويجب عليك أن تعلم أن أي شخص يقوم بالذبح قبل صلاة العيد أو حتى بعد غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فإن أضحيته غير صحيحة، فأيام الأضحية هي أربعة أيام فقط، يوم الأضحى وهو يوم العيد وثلاثة أيام بعده.
يفضل ذبح الأضحية مباشرة بعد صلاة العيد كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يأكل من أضحيته في يوم العيد. فعن بريدة رضي الله عنه، روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل في يوم الفطر حتى يأكل من الأضحية، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل من أضحيته. وكما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه “زاد المعاد”، “قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يوم النحر والثلاثة أيام التي تليه تعتبر أيام النحر، وهذا هو المذهب المتبع من إمام أهل البصرة الحسن، وإمام أهل مكة عطاء بن أبي رباح، وإمام أهل الشام الأوزاعي، وإمام فقهاء الحديث الشافعي رحمه الله. ولأن الثلاثة أيام من أيام منى، وأيام الرمي، وأيام التشريق، ويحرم صيامها، فهي إخوة في هذه الأحكام، فكيف تفترق في جواز الذبح بغير نص ولا إجماع، وروي من وجهين مختلفين يشد أحدهما الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح.