ما هي تجربة دمية كلارك
قام الدكتور كينيث كلارك وزوجته مامي بتجربة دمية كلارك عام 1939، وذلك عن طريق طلب الاختيار بين دمية سوداء وأخرى بيضاء من قبل الأطفال السود، حيث كانت الدمى متشابهة بالشكل والحجم باستثناء لون البشرة، ولكن يعتقد معظمهم أن الدمية البيضاء هي الأجمل.
معلومات عن دمية كلارك وقصتها
في عام 1954، في قضية براون ضد مجلس التعليم، ساهمت التجربة في إقناع المحكمة العليا الأمريكية بأن المدارس المنفصلة ولكن المتساوية للسود والبيض كانت غير متساوية في التنفيذ وبالتالي تعارض القانون. كانت هذه هي بداية نهاية التمييز العنصري. في التجربة، قدم كلارك دمى لأطفال سود بين ست وتسع سنوات، دمية بيضاء ودمية سوداء، ثم طرح عليهم هذه الأسئلة بالترتيب التالي
1- أرني الدمية التي تحبها بشكل أفضل أو التي تريد اللعب بها .
أرني الدمية التي ترونها لطيفة في الخطوة الثانية .
3- أرني الدمية التي تبدو سيئة .
4- أعطني الدمية التي تبدو وكأنها طفل أبيض .
أعطني الدمية التي تشبه طفلاً ملوناً .
أعطني الدمية التي تشبه الطفل الأسود .
7- أعطني الدمية التي تبدو مثلك .
كانت كلمتا “الزنجي” و “الملون” شائعتين لوصف السود قبل الستينيات.
كان السؤال الأخير من أسوأ الأسئلة؛ حيث اختار معظم الأطفال السود الدمية السوداء كدمية سيئة، وفي عام 1950، قال 44٪ إن الدمية البيضاء تشبههم في الاختبارات السابقة. ومع ذلك، يرفض العديد من الأطفال اختيار الدمية أو يبدؤون في البكاء والهروب .
اختبار كلارك
في إحدى الدراسات، قدم كلارك الاختبار لـ300 طفل في مناطق مختلفة من البلاد، ووجد أن الأطفال السود الذين التحقوا بمدارس منفصلة، أي تلك التي يفصلها العرق، كانوا أكثر عرضة لاختيار الدمية البيضاء كطفل جميل، وفي الاختبار الذي أجراه وأصبح جزءا من حكم براون ضد المجلس، سأل 16 طفلا أسودا في عام 1950 في مقاطعة كلاريندون بجنوب كارولينا، وقال 63٪ منهم إن الدمية البيضاء كانت لطيفة وهم يرغبون في اللعب بها.
بطلب من كلارك، قام معظم الأطفال بتلوين صورة لأنفسهم، واختاروا ظل البني الفاتح الذي يكون أفتح قليلا من بشرتهم .
كيري ديفيس وتكرار نفس التجربة
في عام 2005، أعادت كيري ديفيس تجربتها في هارلم كجزء من فيلمها القصير والممتاز “فتاة تحبني”، حيث سألت 21 طفلا وأخبرها 71٪ منهم أن الدمية البيضاء كانت لطيفة. على الرغم من أن حجم العينة لم يكن ضخما، إلا أنه كان من المفاجئ رؤية سهولة اختيار الدمية البيضاء.
اختبار كلارك بعد فوز أوباما بالرئاسة
في عام 2009، بعد تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة، قام برنامج `صباح الخير يا أمريكا` على قناة ABC بإجراء اختبار، حيث سئل 19 طفلا من أصول أفروأمريكية في نورفولك، فرجينيا، وكان من الصعب مقارنة إجاباتهم لأنهم أذن لهم باستخدام `نعم` و`لا` كإجابة، وتم طرح السؤال الأخير أولا مما جعل الإجابة أسهل: 88٪ منهم قالوا إن الدمية السوداء تشبههم تماما، وطرح سؤال آخر من ABC أيضا: `أي دمية جميلة؟` فأجاب الصبيان جميعهم بـ `كلا`، ولكن 47٪ من الفتيات السود قالن إن الدمية البيضاء كانت جميلة.
لماذا تمت هذه التجربة كلارك
تم إجراء اختبار دمية كلارك من قبل الدكتور كينيث كلارك وزوجته مامي كلارك لرسالة الماجستير، وتركزت الدراسة على الصور النمطية وتصور الأطفال الذاتي فيما يتعلق بعرقهم، واستخدمت نتائج دراسة كلارك لإثبات أن الفصل في المدارس كان يؤثر بشكل سلبي على عقول الأطفال الصغار السود، مما جعلهم يستيعبون الصور النمطية والعنصرية ويكرهون أنفسهم.
اختبار دمية كلارك معروف جيدا بسبب أهميته الاجتماعية وتأثيره، على الرغم من أن بعض الأشخاص يقولون إن النتائج تفتقر إلى التجربة العلمية، وتمت ملاحظة اختلافات بين الأطفال الذين يدرسون في مدارس منفصلة في واشنطن العاصمة والأطفال الذين يدرسون في المدارس المتكاملة في نيويورك .
نتائج تجربة دمية كلارك
لاحظ الباحثون أن الأطفال السود يفضلون عادة اللعب مع الدمى البيضاء أكثر من الدمى السوداء. عند طلب من الأطفال أن يملؤوا رسمة لشخص بشري بلون بشرتهم، يختارون في كثير من الأحيان لونا أفتح من لون بشرتهم الفعلي. يعطي الأطفال أيضا اللون “الأبيض” سمات إيجابية مثل الجمال والجودة. وعلى العكس، يرتبط اللون “الأسود” بالسلبية والقبح. وكان السؤال الأخير الذي طرحه الباحثون هو الأكثر سوءا، حيث أن معظم الأطفال السود بحلول ذلك الوقت قد أدركوا أن الدمية السوداء تعتبر سيئة. من بين المواضيع الأخرى، قال 44% منهم إن الدمية البيضاء تشبههم، ولكن في التجارب السابقة، رفض العديد من الأطفال اختيار الدمية أو بدأوا في البكاء والهروب.
يشير تفسير النتائج إلى أن الأطفال السود استوعبوا العنصرية التي تمارس ضدهم وتصنفهم بأنهم سيئون ولا يرجى منهم شيء، ويعد ذلك دليلا جيدا وموثوقا به، كما توضح الدراسة أن الصورة النمطية التي ترسم للناس السود سلبية، في حين يتم اعتبار الأشخاص ذوي البشرة البيضاء أكثر لطفا وجاذبية.
انتقادات تم توجيهها لتجربة كلارك
تمت انتقاد الدراسة لأنها معروفة فقط للإشارة في قضية المحكمة دون أن تحتوي على القيمة الجوهرية والتجريبية للعمل، ويجادل الكثيرون بأن الدراسة تفتقر إلى النظرية والسيطرة على المتغيرات، وفقا للنقاد، يستند ذلك إلى أن الزوجين الأمريكيين من أصل أفريقي كانوا هم الفريق الذي أجرى الدراسة، وقد أدى ذلك إلى تحقيق نتيجة مرغوبة في إثبات أن الأمريكيين من أصل أفريقي صوروا نمطا سلبيا، وربما أدى ذلك إلى بعض التحيز وشوه النتائج .