امراض نفسيةصحة

بماذا يشعر السيكوباتي

يشار عادة إلى القتلة بأنهم أشخاص سيكوباتيين، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب شخصية السيكوباتية. ومع ذلك، فإن السيكوباتية ليست بالضرورة تؤدي إلى القتل، ولكن صاحب هذا الاضطراب يعاني من كرهه للمجتمع. ويشار إلى مصطلح السيكوباتية بشكل شائع .

ما هي السيكوباتية

السايكوباتية هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات ، أهمها السلوك غير الاجتماعي ( anti-social ) ، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين ، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه ، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على  أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالبا ما يقود إلى سلوك إجرامي .

يعاني السايكوباتيين من مشاكل في فهم مشاعر الآخرين، وهذا يفسر جزئيًا سبب انغماسهم في الأنانية، وتجاهلهم لرفاهية الآخرين بشدة، وارتكابهم جرائم عنف بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف معدل الآخرين .

اهم صفات الشخص السيكوباتي

يمكن تحديد أهم السمات التي تميز السايكوباتي، ويمكن الكشف عنها في النقاط التالية:

غير مكترث

يوصف السايكوباتيين بأنهم قاسيين ويظهرون عدم التعاطف ، كما يوصفوا بأنهم  “ذوي القلوب الباردة ” ، وتشير بعض الأدلة إلى وجود بعض الأسباب البيولوجية خلف الطبيعة غير المكترثة للسيكوباتيين ، حيث وجد أنهم لديهم صلات ضعيفة بين أنظمة الدماغ المسئولة عن العاطفة ، وهو ما يسبب لهم عدم القدرة على التفاعل العاطفي العميق .

يعاني السيكوباتي أيضا من عدم قدرته على اكتشاف الخوف في وجوه الآخرين ، كما تلعب مشاعر الاشمئزاز دورا مهما في إحساسنا الأخلاقي ، حيث نجد سلوكيات معينة غير أخلاقية مثيرة للاشمئزاز الأمر الذي يمنعنا من الانخراط فيها ويجعلنا نعرب عن رفضها ، لكن السيكوباتيين يشعرون بالاشمئزاز بصعوبة وهو ما تم قياسه من خلال قياس ردود أفعالهم عندما تظهر صور مثيرة للاشمئزاز كالوجوه المشوهة ، وكذلك عند تعرضهم للروائح الكريهة .

قلة المشاعر

يعاني المصابون بالسيكوباتيا من انعدام العواطف، وبشكل خاص المشاعر الاجتماعية مثل الخجل والشعور بالذنب والإحراج. وقد سجل الأطباء النفسيون أن المصابين بالسيكوباتيا يظهرون “فقرا عاما في ردود الفعل العاطفية الكبرى” و”عدم الندم أو الشعور بالعار”، ويصف المرض بأنه “ضحل عاطفيا” ويتميز بعدم الشعور بالذنب .

كما يشتهر السيكوباتيين بعدم الخوف، عندما يتعرض الأشخاص الآخرون لتجارب يتوقع فيها حدوث شيء مؤلم، مثل الصدمة الكهربائية الخفيفة، يظهر الأشخاص العاديون استجابة جلدية واضحة تنتج عن نشاط غدة العرق، كما يكون لشبكة الدماغ لديهم نشاط متزايد، بينما لا يظهر لدى السيكوباتي أي نشاط في شبكة الدماغ ولا تحدث أي استجابة جلدية .

عدم المسؤولية

لا يقبل السايكوباتي المسؤولية عن الأحداث، ولكنه يعمل على إلقاء اللوم على الآخرين، حيث يلومون الآخرين على أشياء تكون في الواقع خطأهم .

قد يعترف السايكوباثي عند الضرورة، ولكن هذه الاعترافات لا تترافق مع شعور بالخجل أو الندم، ولا يمتلك أي رغبة في تغيير سلوكه المشين في المستقبل .

الكذب والخداع

يتميز السايكوباتين بإطلالتهم الساحرة وحضورهم، ولكنهم يعتمدون دائمًا على الكذب وعدم الإخلاص. فهم يستخدمون الخداع لتحقيق المصالح الشخصية والربح، ويمكنهم قول العشرات الكاذبة بشكل محايد وخالٍ من أي تعبيرات عاطفية، وهذا يعد سلوكًا غير أخلاقي .

الافراط في الثقة بالنفس

يعاني السايكوباث من “تضخم الذات”، أي أنه يتمتع بثقة زائدة بالنفس، ويتفاخر دائما بنفسه، ويعتقد أنه أفضل من الآخرين .

ضيق الانتباه

وفقا لعلماء النفس فإن العلة الأساسية لدى السايكوباتي هي فشل ما يسمونه تعديل الاستجابة ،فعندما ينخرط معظمنا في مهمة ما ، نكون قادرين على تغيير سلوكنا أو تعديل استجاباتنا ، اعتمادًا على المعلومات التي تظهر بعد بدء المهمة ، بينما يعاني السايكوباتي  على وجه التحديد من نقص في هذه القدرة ، وهو ما يفسر اندفاعهم ، فضلا على مشاكلهم مع تفادي الانفعال و التعامل مع العواطف .

الانانية

يعبر السايكوباتي عن أنانيته المفرطة وعجزه عن حب أي شخص آخر بخلاف نفسه .

عدم القدرة على التخطيط للمستقبل

يعاني السايكوباتيين من فشل في متابعة أي خطة للحياة لأنهم يفتقرون إلى الأهداف الطويلة المدى الواقعية .

العنف

يتميز سايكوباث بسلوك عدواني وعدم تحمل، ويشاركون في صراعات بدنية ويميلون إلى ارتكاب جرائم العنف بسهولة .

على الرغم من عدم قدرة السايكوباتيين على إدراك مشاعر الآخرين، إلا أنهم لا يجدون صعوبة في فهم ما يفكر فيه الآخرون، أو ما يريدونه، أو يؤمنون به .

يقول باسكن سومرز : يعتقد البعض أن سلوك السايكوباث يشير إلى عدم اكتراثهم بأفكار الآخرين، ولكن أداؤهم في التجارب يظهر العكس، فعند سماعهم لقصة وطلب منهم الصراحة حول ما يفكرون فيه حول الشخصية، يمكنهم ذلك، مما يدل على قدرتهم على فهم مشاعر ضحاياهم ولكنهم لا يهتمون بذلك .

حتى الآن ، كان الفهم السائد للسايكوباتية أنهم يفتقرون بشكل أساسي إلى مشاعر كالخوف أو الضيق ، فعلى عكس الإنسان الطبيعي أن السايكوباتي بالكاد يظهر استجابة لمواقف الخطر أو المفاجأة ، الآن تخيل لو أنك لم تشعر أبدًا بالخوف أو الضيق الحقيقي ، كيف يمكن أن تتعاطف مع خوف الآخرين أو محنتهم ؟ .

ما يشعر به السيكوباتي

الشعور بالدونية

على الرغم من الغطرسة التي يظهرها من الخارج، إلا أنه يشعر بالتواضع تجاه الآخرين ويعرف أنه يتم انتقاد سلوكه من قبل الناس .

الشعور بصعوبة التكيف

 بعض السايكوباثيين يتكيفون بشكل سطحي مع بيئتهم وحتى أنهم يتمتعون بشعبية ، لكنهم يشعرون أنهم مجبرون على إخفاء طبيعتهم الحقيقية بعناية ، لأن ذلك لن يكون مقبولًا لدى الآخرين ، هذا يترك السايكوباثي أمام خيار صعب ، إما  التكيف والمشاركة في حياة فارغة وغير واقعية ، أو لا تتكيف وتعيش حياة وحيدة معزولة عن المجتمع ، يرون المحبة والصداقة التي يشاركها الآخرون ويشعرون بالاكتئاب وهم يعلمون أنهم لن يكونوا جزءًا منها .

الاحباط ونقص الحافز

من المعروف أن السايكوباتيين يحتاجون إلى تحفيز مفرط ، لكن معظم المغامرات التافهة تنتهي فقط بخيبة الأمل بسبب الخلافات مع الآخرين والتوقعات غير الواقعية ، علاوة على ذلك ، يشعر الكثير من السايكوباثيين  بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على التحكم في البحث عن الإحساس وتواجههم نقاط الضعف بشكل متكرر .

– وعلى الرغم من أنه قد يحاولون التغيير، إلا أن استجابة الخوف المنخفضة وعدم القدرة على التعلم من التجارب يؤدي إلى مواجهات سلبية محبطة، بما في ذلك المشاكل التي قد تعرضهم للمسائلة القانونية .

مع تقدم العمر ، يجد السايكوباثي صعوبة في الاستمرار بأسلوب حياته المستهلك للطاقة ويصبح محترقًا ومكتئبًا، وينظر إلى حياته المضطربة المليئة بالسخط تجاه الآخرين وتدهور صحته بسبب التهور .

عنف السيكوباتيين

في النهاية، يصل السايكوباث إلى نقطة لا رجوع فيها، حيث يشعر بأنه قطع آخر رابط يربطه بالعالم الطبيعي، وتصبح الألم الخفي والشعور بالوحدة وعدم احترام الذات عوامل خطر للسلوك الإجرامي العنيف لدى السايكوباث .

الالم العاطفي والعنف

قد يسبق السايكوباثي الأفعال الإجرامية العنيفة، والشعور بالعزلة الاجتماعية والوحدة، والألم العاطفي المرتبط به. يعتقدون أن العالم بأكمله ضدهم، وفي النهاية يصبحون مقتنعين بأنهم يستحقون امتيازات أو حقوقا خاصة لتحقيق رغباتهم .

 وكما وصف القاتلان السايكوباتيان جيفري دامر ودينيس نيلسن، فإن المرضى السايكوباتيين العنيفين يصلون في النهاية إلى نقطة لا رجعة فيها، حيث يشعرون بأنهم قطعوا آخر رابط رفيع مع العالم الطبيعي، وبعد ذلك يزداد حزنهم ومعاناتهم وتصبح جرائمهم أكثر فظاعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى