كيف تفوز بجدال وتقنع الآخرين بفكرتك ؟
إقناع الاخرين بأي فكرة أو رأي جديد ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق ؛ بل إنه يحتاج إلى قدر كبير من الذكاء والقدرة على توصيل الرأي أو المعلومة بطريقة منطقية ومقنعة تمامًا ولا سيما أن بعض الأشخاص دائمًا ما يحبون الدخول في جدال ونقاشات طويلة من أجل إثبات أنهم دائمًا على صواب وهؤلاء هم الفئة الأصعب دائمًا في الإقناع .
فن الإقناع
الإقناع هو مهارة أو فن يتطلب ذكاء اجتماعي وحكمة، يمكن لصاحبه أن يقنع الآخرين بآرائه دائما ويفوز في أي جدال يشارك فيه. وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بقضية يفهمها ويعرفها جيدا أكثر من الطرف الثاني أو الأطراف الأخرى المشاركة في الحوار. يعني الإقناع أن يعرض الفرد أفكاره وآرائه بطريقة جذابة ومنطقية، مبنية على العقل والتفكير، ليصل بها بسلاسة إلى الآخرين ويقتنعوا بصحتها .
كيف تقنع شخص بفكرتك
على مر العصور، كان هناك العديد من الأفكار الرائعة والمهمة التي لم يتم تنفيذها وإظهارها بسبب عدم قدرة أصحابها على توضيحها ونقلها وإقناع الآخرين بها، بينما انتشرت أفكار أخرى أقل أهمية بشكل كبير لأن أصحابها يتقنون فن الإقناع .
من الأمثلة الهامة لذلك هو عندما يتوصل الباحث إلى أفكار بحثية ودراسية جيدة، ولكنه يفشل في تقديمها لجنة التحكيم والإشراف، مما يؤدي إلى رفض الفكرة، وهذا ينتج عن عدم الإلمام الجيد بجوانبالفكرة وعدم القدرة على الإجابة على الأسئلة المطروحة حولها .
يقودنا هذا إلى العامل الأساسي المهم في إقناع الآخرين وهو دراسة كل جوانب هذه الفكرة بشكل قوي وعميق جدًا والتعرف عليها بشكل كامل وشامل وشامل؛ لأن هذا يساعد على زيادة مستوى قبول هذه الفكرة وإقناع الآخرين بها .
طريقة إقناع الناس بما تريده بسرعة
توجد مجموعة من العوامل الهامة والأساسية التي تساعد على إقناع الآخرين بسهولة وبسرعة، مثل:
أسلوب حوار مفهوم وراقي
لا شك أن أسلوب الحوار هو الذي يجذب أي مستمع لإكمال الاستماع إلى المتحدث، وإذا كان الحوار راقيا ومنسجما ويطرح فيه الأفكار بطريقة واضحة خالية من التعقيد، فسيجذب ذلك الآخرين ويقنعهم بكلام المتحدث، في حين أن أسلوبا سيئا وغير راق ينفر المستمعين ويجعلهم رافضين لأي فكرة أو رأي يطرحه المتحدث، حتى ولو كانت صحيحة وجيدة .
استخدام مفردات لغوية سهلة
لكي تقنع الشخص الذي تتحدث معه، يجب عليك أن تتعرف أولا على ثقافته وطريقة تفكيره. إذا كان الشخص مثقفا ومتعلما، فيجب أن تستخدم المفردات والمصطلحات اللغوية التي تعبر عن الرأي أو المعنى أو الفكرة بشكل واضح وعميق في نفس الوقت. أما إذا كان الشخص ذو مستوى ثقافي منخفض، فعليك استخدام لغة بسيطة ومفهومة له وتجنب استخدام المصطلحات المعقدة أو اللغات الأخرى التي قد لا يفهمها المستمع .
اتباع أسلوب حوار إيجابي
يجب أن يكون أسلوب الحوار إيجابيا وبعيدا تماما عن بث الطاقة السلبية أو توجيه الاتهامات للآخرين. من الأمثلة على ذلك، والأخطاء التي يقع فيها الكثيرون، توجيه عبارات مثل `أنت مخطئ`، `أنت على خطأ`، `هذا كلام خاطئ تماما`. فبدء الحوار بهذه العبارات يثير حفيظة الطرف الآخر ويجعله مصرا على إثبات صحة وجهة نظره دون الاكتراث إن كانت صحيحة أو خاطئة بالفعل .
وبالتالي ؛ يجب الابتعاد عن استخدام هذه العبارات والحرص بدلًا من ذلك على استخدام بعض العبارات الأخرى الإيجابية مثل : (نعم هذه فكرة تستحق النقاش ، ولكن ما رأيك إذا أضفنا هذا الجزء أو قمنا بتعديل هذا الجزء ) ، أو يقول (أتفق معك في الكثير من النقاط ولكننى أرى أن … ) وهكذا ، حيث أن هذا النوع من العبارات الإيجابية من شأنه أن يخلق نوعًا من الود أثناء النقاش .
النقاش المزدوج
وإتاحة الفرصة للطرف الثاني في الحوار للتعبير عن رأيه تعد من أهم مفاتيح القدرة على إقناعه، حيث أن الانفراد بالحوار طوال الوقت واستخدام الصوت العالي أو طريقة النقاش الحادة ستؤدي إلى انسحاب الطرف الثاني من الحوار دون إقناع بآرائك أو أفكارك. ومن هنا، يجب إعطاء الطرف الثاني حقه في الرد والتعبير والاستفسار عن كل ما يدور في ذهنه حتى يتم التوصل في نهاية الأمر إلى إقناعه بالآراء أو الأفكار المطرحة .
الإيماءات الجسدية ولغة الجسد
تلعب لغة الجسد دورا أساسيا في إقناع الآخرين، وتشمل حركة اليدين والجسم ونظرة العين وحركة الوجه بشكل عام. فعندما يرى الطرف الثاني في الحوار جدية وإصرارا في عيني المتحدث، فإنه ينتقل إلى الموضوع بشكل أكثر جدية ويصبح أكثر اهتماما بما يقوله، وتؤثر حركة اليدين المتزامنة مع الكلمات بشكل كبير على الاهتمام والانتباه .
الإقناع التدريجي
يعد الإقناع التدريجي الجزئي، أو ما يشار إليه بـ”إقناع يجذب إقناع”، واحدا من أهم النظريات والاستراتيجيات المتبعة في فن إقناع الآخرين. يعني هذا الأسلوب أن يقسم المتحدث أفكاره أو آرائه إلى عدة أقسام، ويبدأ في إقناع الطرف الثاني بالجزء الأسهل منها ثم ينتقل تدريجيا إلى إقناعه بالأجزاء الهامة والكبيرة من الأفكار أو الآراء التي يحملها. يعد هذا الأسلوب من بين الأساليب التي تسهل تلقي الآخرين لبعض الأفكار أو الآراء الجديدة تدريجيا، ويمكن استخدامه بشكل خاص في الأمور الشائكة التي تحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة .
إدعم فكرتك بالمصادر
دائما ما يجب الاستناد إلى مصادر ومراجع ودراسات وأبحاث موثوقة؛ حيث تدعم بشكل كبير الفكرة أو الرأي الذي يتم ذكره من قبل المتحدث. وبالتالي، إذا كان هناك أي دعم لصحة أفكارك أو آرائك من مصادر أو مراجع أو أقوال أخرى، فيجب عليك ذكرها أثناء حديثك مع الشخص الذي ترغب في إقناعه. ومن أفضل الأمثلة على ذلك هو الاستناد إلى بعض آيات القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعم وتؤكد الرأي .
وأخيرًا ؛ فإن إقناع الاخرين يحتاج أولًا إلى اتباع أسلوب حوار راقي ومميز وجذاب والحفاظ على ابتسامة هادئة وليست ساخرة أو زائدة عن اللازم وعدم التجهم أيضًا بشكل أكثر من اللازم ؛ حيث أن احتراف تلك المهارات سوف يؤدي لا محالة إلى القدرة على إقناع الاخرين والفوز بأي مناقشة تكون طرفًا بها .